أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس ساجت الغزي - ولاية الغريب














المزيد.....

ولاية الغريب


عباس ساجت الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 4363 - 2014 / 2 / 12 - 12:15
المحور: المجتمع المدني
    



كثيراً ما ترددت هذه الكلمة على السن ابناء المدينة بل كثيراً من الاحيان تكون مخارج حروفها مصحوبة بزفير ساخن يحرق شوارب رجالاتها بعد ان يمزق احشائهم لفرط حزنهم وكثرة همومهم نتيجة الواقع المرير الذي يعيشون .
الناصرية المدينة السومرية الجميلة الغافية على شاطئ الفرات امتزجت اخلاق ابنائها بين الطيبة في المعشر والكرم في الضيافة وحسن الخلق في المصاحبة وبذلك امتازوا بين ابناء الوطن , فارتبط اسم الناصرية بكل تلك الصفات الحميدة دليل الانسانية الحقة التي يتمتع بها اهلها .
النسيج الاجتماعي المترابط الاواصر كان عنوان التعايش السلمي بين الابناء حتى باتت كأنها بيت واحد وليست مدينة مترامية الاطراف نتيجة التواصل حتى وصفت بانها مدينة قبلية من بعض الذين يفتقدون تلك الاواصر و أواشج المحبة .
ونتيجة تلك الطيبة في المعشر من ابنائها كانت تسمى ( ولاية الغريب ) فهي تبخل على اهل بيتها في سبيل اطعام الضيف وتجلس الابناء على الحصائر من اجل اكرام الضيف بالجلوس على الارآئك وفرش الحرير , بل وتجعل من ابنائها مشاريع خدمة وتضحية لتوصل رسالة الى الانسانية بان اهلها اهل معروف وتاريخ اصيل رسم حضارة لا زالت شاخصة للعيان .
حين يستوطن الاغراب في بلدي يعيثون في الارض فساداً , لانهم لا يشعرون بقيمة هذه الارض واهمية ارثها الحضاري المتمثل بالقيم والاخلاق والعادات والتقاليد , مدينتي طالها هذا التغير في الخارطة الانمائية والإدارية مما اثر على النسيج الاجتماعي , وصار من الصعوبة ان تصادف ابن مدينة ( ابن ولاية ) في طريقك وانت ذاهب الى العمل او السوق او حتى التنزه في المناسبات .
وتغير بذلك الزي الشعبي للمدينة وغابت الحشمة في كثير من المناسبات للرجال والنساء على حد سواء , ابناء المدينة الذين اعتادوا على العيش بسلام والتمتع بالقيم التي تمنعهم من ممارسة المهن التي تساهم في تمزيق المجتمع ونشر الفساد فيه , اصبحوا بعيدين عن مركز المدينة نتيجة المد الهادر لتجار الحروب وبياعيي الضمير الانساني والنازحين من المحافظات الاخرى والعائدين من الهجرة الغربية .
ليستبيح الشارع الناصري الشباب المنفلت الذي اصبح يجوب الشوارع بسيارته الفاخرة والملابس الغربية المستوردة غالية الثمن وهو يتحرش بذوات المفاتن وهن يبرزن الكواعب من اجل ارضاء غرورهن والسحق على انوف ابائهن من اصحاب المال الحرام والرزق المخدراتي والمفخخاتي , وامهاتهن اللاتي اعتدن العيش في احضان القنوات الفاحشة والانوف التي تشم رائحة الحرام النتنة على بعد اميال .
وصارت حيرة الابناء بحجم مراراتهم الصغيرة لتنفجر من القهر ويتساقط الشرفاء كأوراق الشجر بعد اصفرارها لتبقى الناصرية ( ولاية الغريب ) .



#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفحة التفاعلية
- المحسوبية والمهنية
- الوطن المخطوف
- المسؤول وغياب روح المسؤولية
- شجرة بغداد
- السياسة .. دجاجة تعاشر الديوك
- دروب العفة الموحشة
- اصحاب العقد النفسية
- الجهاد بين التكليف والتكفير
- الفقراء نبض الوطن
- المؤامرة الوطنية
- المعادلة الصعبة
- نفوس تعالت .. فهوت
- الروح الوطنية
- ذي قار ابطال المهمات
- ذئاب العراق
- ثعالب العراق
- أيَّ حرب نخوض ؟؟
- العراقيون وملامح الحزن باستقبال 2014
- اعتدال الخطاب ومحاربة الارهاب


المزيد.....




- السعودية: الداخلية تعلن إعدام أفغاني -تعزيرا- وتكشف ما فعله ...
- الأمم المتحدة تطالب بإجراءات عاجلة مع الإعلان عن تزايد عدد و ...
- -اليونيسف-: 112 طفلًا يدخلون دائرة سوء التغذية يوميًا في قطا ...
- إدارة ترامب تدرس تحديد سقف اللاجئين وإعطاء الأولوية للأفريكا ...
- نائب رئيس مركز الميزان لحقوق الإنسان: الاحتلال ينفذ إبادة جم ...
- -شؤون اللاجئين- والمكتب التنفيذي للجان الشعبية: نرفض اشتراطا ...
- دول آسيوية تدشن مسيرات الصمود تنديدا بجرائم الحرب الإسرائيلي ...
- الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إسرائيل تدمر حي الزيتون في مدينة ...
- شهداء الجوع في غزة.. تسجيل 11 وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذي ...
- حماس: تقرير الأمم المتحدة مسيس ينقض العدالة والقانون الدولي ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عباس ساجت الغزي - ولاية الغريب