أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - أدارة الأزمة ...لا الإدارة بالأزمة














المزيد.....

أدارة الأزمة ...لا الإدارة بالأزمة


محمد حسن الساعدي
(Mohammed hussan alsadi)


الحوار المتمدن-العدد: 4360 - 2014 / 2 / 9 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعتبر الإدارة من العلوم المهمة في إدارة أي مفصل في الحياة ، سواء كانت مؤسسة أو بيت أو دولة ، ولا تتضح تماماً إلا عندما تواجه الحكومات أو المؤسسات أزمة ما تهدد وضعها ومقدرتها على العمل أو تهدد وجودها ذاته وقدرتها على البقاء ، كما أنها تكشف قدرتها على كيفية التعاطي مع هذه الأزمات ، لهذا نجد أن اغلب الحكومات في الدول الكبيرة أو الفتية تكون قادرة على تجاوز الأزمات السياسية والدستورية التي تعصف في البلاد . والأزمة هي نقطة التحول في موقف مفاجئ يؤدي إلى أوضاع غير مستقرة ما يهدّد المصالح والبنية الأساسية للدولة ،وتنتج عنها نتائج غير مرغوب بها كل ذلك قد يجري في وقت قصير يلزم معه اتخاذ قرار محدّد للمواجهة تكون فيه الأطراف المعنية غير مستعدة أو قادرة على المواجهة وتظهر الأزمة عندما تخرج المشكلات عن نطاق السيطرة، وتتلاقى الأحداث، وتختلط المسببات بالنتائج ويفقد معها الحكومة القدرة على اتخاذ القرار والقدرة على السيطرة على الدولة ومؤسساتها، بل يفقد القدرة على السيطرة على الأوضاع عامة في البلد، وعلى اتجاهاتها المستقبلية.
ملا يحدث في العراق حقيقة منذ حكومتين للسيد المالكي ، وهي تسير بهذا خلق الأزمات، وإيجاد الذرائع والمبررات لأي تصارع داخلي ، وبما يؤثر على الشارع العراقي ، ويجعله محتقن وينتظر الاشتعال ، ناهيك عن حكومة لم تكن يوماً فاعلة في إيجاد المشتركان بين مختلف المكونات السياسية في البلد ، لهذا نجد حكومة بلا وزراء ، وان وجدوا فهم وزراء يمثلون كتلهم ولايمثلون الدولة العراقية ، وهذه نكسة كبيرة في مفهوم السياسية الحديث ، خصوصاً ونحن علة أعتاب بناء دولة المؤسسات .
ما يدور اليوم في العراق ، هو خلق الأزمة ، وادراتها بما يشعل الشارع ويشغله ليعود بالفائدة للحزب الحاكم ، وهذه سياسية نتذكرها عندما كان صدام يحكم العراق ، وسياسته في أشغال الشارع العراقي ، وإلهائه بحروب ومعارك أحرقت الشعب والأرض ، لهذا نجد أن العراقي ينظر إلى السياسي ، وليس العكس ، لان ثقافة صنع السياسي من العراقي لم تصل إلى أذهان أفراد المجتمع العراقي ، ان السياسي يصنعه المجتمع ، وإلا لايمكن لأي سياسي أن يمارس دورة في البناء ما لم يكن هناك مجتمع يعيش فيه يشير له ويحفظ مكانته السياسية ، والتي بالتالي انعكست على دوره المجتمعي في حماية مصالح شعبه وحقوقهم الدستورية .
أن الإدارة بالأزمات في إدارة الدولة هوخلق الأزمة في الدولة ، لخلق حالة من الفوضى وأشغال المجتمع لكسب تعاطفه كما يحصل اليوم في العراق من خلال سياسية "تفريخ الأزمات" ، بأساليب ووسائل غير أخلاقية لتحقيق أهدافها ، وهي تقوم على افتعال الأزمات وإيجادها ، كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة التي تواجه الدولة ومؤسساتها من فساد مستشري ، ووزارات بلا وزراء أو تدار بالوكالة ، وأفتعال الأزمات الخطيرة والتي تؤدي إلى انهيار العملية السياسية بالكامل ، لتعود لنا المعادلة الظالمة التي كانت تحكم العراق الجريح وهدم المشروع الوطني ، في حين أن المقصود بإدارة الأزمة هي كيفية التغلب عليها بالأدوات العلمية المختلفة وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها.
يبقى أن نشير إلى الأهمية الكبيرة في رفع الوعي السياسي والثقافي للمواطن العراقي ، ليعرف كيفية تدار الأمور في بلد 117 مليار دولار ، وكيف يتعاطى مع الملف الأمني ، والذي من اخطر الملفات ، كونه في يمس امن المواطن العراقي لأنه الخاسر الوحيد في هذه المعركة المفتعلة ، فالأزمات كثيرة ، ولايهمنا كثيراً الدخول في هذه الأزمات ،بقدر همنا أن يعي الشعب العراقي حقيقة إدارة الدولة العراقية ومؤسسات الدولة الرسمية ، والتي وجدت فقط لخدمته وضمان حقوقه المشروعة والتي كفلها الدستور العراقي الجديد .
كما ينبغي لسياسينا أن يعوا أن "حبل الكذب قصير" ومهما حاولوا التغطية على فشلهم في بناء الأسس المتينة للمشروع الوطني وبناء مؤسسات الدولة العراقية ،فلن يفلحوا ابداً لان الشعب العراقي ربما يتناسى ، ولكن لن ينسى من استغفله ، وجعله محطة اختبار لتجاربه ، من اجل كرسي هو في الأساس مبني على الرمال ، لا على أساس الإدارة الصحيحة للدولة ومؤسساتها ومشروعها الوطني .



#محمد_حسن_الساعدي (هاشتاغ)       Mohammed_hussan_alsadi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا صوت التصعيد اعلى من التهدئة
- الهروب الى أمريكا
- الاسلاموية الجديدة الاتجاه الصاعد
- الشعوب دائماً تنتصر
- هل دُقت طبول الحرب
- العراق أمانة في أعناقكم فاحفظوا الأمانة
- ميثاق الشرف لمن يحترمه
- الديمقراطية.... وسيلة للوصول الى الغاية
- الطائفية شعار الفاشلين
- لانتخابات وثورة تغيير المناهج
- الناخب العراقي ... لاتنتخب .
- الانتخابات حجر الاساس للديمقراطية
- تزوير الانتخابات بين الواقع والمبالغة
- الانتخابات آتية ... ننتخب من ؟
- دعوات السيد الحكيم للحوار رؤية مبكرة للازمة في العراق
- محافظتي اولاً.. هكذا رفعنا الشعار ..
- من هو السائد منهج السلطة ام الدولة
- هل السياسة لعبة قذرة ام انها لعبة دهاء؟؟
- الديمقراطية .... البعث يعود بحلته الجديدة
- المشروع الوطني اغلى من طائفيتكم .


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن الساعدي - أدارة الأزمة ...لا الإدارة بالأزمة