عبادة الشخصية

عبد الحسين سلمان عاتي
باحث
(Abdul Hussein Salman Ati)

الحوار المتمدن-العدد: 4356 - 2014 / 2 / 5 - 19:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

عبادة الشخصية

إن المسيح الجديد ...كان محل تقديس لا نظير له في التاريخ, وأن الاطراء الذي أغُدق عليه, قد دوخ نصف سكان ألمانيا...

لورا ماركس, البنت الثانية, تصف فريناند لاسال, والذي كان يغيظ والدها, بجنون العظمة الذي أظهره.

لغة: الطاعة مع الخضوع [لسان العرب (3/ 273.

في اللغة الانكليزية, Cult of personality , و الفرنسية, Culte de la personnalité , والألمانية Personenkult

ظهر مصطلح عبادة الشخصية في بريطانيا و فرنسا و المانيا في نفس الوقت تقريباً , خلال الفترة 1800-1850.

ولم يكن يحمل مدلولاً سياسياً, بل كان يحمل مدلولاً ثقافياً , تقديراً و احتراماً و تبجيلاً لدور المثقفين , اثناء الفترة الرومانتيكية 1800-1850.

1. في عالم السياسة , ماركس اول من أستخدمها في رسالة الى ويلهام بلوس Wilhelm Blos, بتاريخ 10-11-1877, ويرد فيها على عبارات الاعجاب , نظراً للشهرة التي اصبح يحظى بها, اسمه و اسم إنجلز:
Wir beide geben keinen Pfifferling für Popularitä-;-t. Beweis z.B., im Widerwillen gegen allen Personenkultus, habe ich wä-;-hrend der Zeit der Internationalen die zahlreichen Anerkennungsmanö-;-ver, womit ich von verschiedenen Lä-;-ndern aus molestiert ward, nie in den Bereich der Publizitä-;-t dringen lassen, und habe auch nie darauf geantwortet, auß-;-er hie und da durch Rüffel. Der erste Eintritt von Engels und mir in die geheime Communistengesellschaft geschah nur unter der Bedingung, daß-;- alles aus den Statuten entfernt würde, was dem Autoritä-;-tsaberglauben fö-;-rderlich. (Lassalle wirkte spä-;-ter grade in der entgegengesetzten Richtung.)....م1.....

وترجم هذا النص, الفيلسوف الماركسي الاسترالي , Andy Blunden, الى اللغة الانكليزية:

Neither of us cares a straw for popularity. Let me cite one proof of this: such was my aversion to the personality cult that at the time of the International, when plagued by numerous moves — originating from various countries — to accord me public honour, I never allowed one of these to enter the domain of publicity, nor did I ever reply to them, save with an occasional snub. When Engels and I first joined the secret communist society, we did so only on condition that anything conducive to a superstitious belief in authority be eliminated from the Rules. (Lassalle subsequently operated in the reverse -dir-ection.)....م2...

والترجمة العربية:
لا نعير لا إنجلز ولا أنا أدنى أهمية للشهرة , وهذا دليل على ما أقول:
فأنا لم أقبل ابداً بسبب الاشمئزاز الذي أشعر به إزاء كل عبادة للشخص, أن تُنشر, ( عندما كانت الأممية قائمة), رسائل الإطراء العديدة , التي يحرجني بها مرسليها من بلدان مختلفة, ويقدرون فيها مؤهلاتي, حتى إنني لم أجب عليها, وإذا فعلت فيكون ردي في شكل رسائل عتاب.
وكان انخراطنا لأول مرة , إنجلز وأنا, في جمعية الشيوعين السرية, مشروطاً, بأن يحُذف من أنظمتها الأساسية كل ما من شانه أن يسهم في تقديس الزعامات. وفي وقت لا حق سوف يعمل لاسال على العكس من هذا.

2. وعلى نفس هذا النهج السامي و المتواضع , برر إنجلز, في عام 1891, رفضه للبرنامج الذي أعدته الجمعية الشيوعية العمالية الثقافية اللندنية للاحتفال بعيد ميلاده, حيث قال:
كلانا انا و ماركس , نعارض دائماً الحفلات العمومية المقامة لتكريم الأشخاص كأفراد....م3...

3. وكتبت كروبسكايا في معرض ردها على التعازي التي نشرتها البرافدا في 30-01-1924, عند وفاة لينين:
لا تتركوا تمجيدكم لإيلتش يتخذ شكل عبادة شخصية, ولا تقيموا له النصب, لا تسموا قصراً بأسمه, لا تنظموا من أجله حفلات لذكراه, فقد كان في حياته لا يعير اهتماماً يذكر لمثل هذه الأشياء فهي في نظره زائفة للغاية......فإذا كنتم ترغبون في تكريم اسم لينين, شيدوا دوراً للحضانه , وابنوا المدارس و روضات الاطفال و اقيموا المكتبات و المراكز الصحية ...وفوق كل هذا وذالك ضعوا مبادئه موضع التطبيق...م4..


المصادر:
1. http://www.zeno.org/Kulturgeschichte/M/Blos,+Wilhelm+Joseph/Denkw%C3%BCrdigkeiten+eines+Sozialdemokraten/1.+Band/Anhang/Brief+von+Karl+Marx+an+Wilhelm+Blos

2. http://www.marxists.org/archive/marx/works/1877/letters/77_11_10.htm

3. http://www.theguardian.com/theguardian/2007/apr/26/greatspeeches1

4. http://www.marxists.org/archive/cliff/works/1991/trotsky3/02-campaign.html#n23

5. Georges Labica: Dictionnaire critique du marxisme:Paris, 1982

#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل