أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان عاتي - مدرسة فرانكفورت، القسم الخامس: والتر بنجامين، الفاشية والمستقبل 5-8















المزيد.....

مدرسة فرانكفورت، القسم الخامس: والتر بنجامين، الفاشية والمستقبل 5-8


عبد الحسين سلمان عاتي
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)


الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 14:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مدرسة فرانكفورت، القسم الخامس: والتر بنجامين، الفاشية والمستقبل
5-8
تأليف: بيتر ثومبسون.....(1)
ترجمة : الدكتور هشام عبد النور......(2).
المراجعة والهوامش و الملاحظات و المصادر: جاسم الزيرجاوي,(ج.أ).

بالنسبة إلى بنجامين,(3), فإن الدين عبارة عن وعاء يحتوي بداخل تاريخه السلطوي وبنيانه شرارة التحرر.

يذكرنا والتر بجامين، مقتبساً هيجل، أنه قبل كل الفلسفة يأتي الصراع من أجل الوجود المادي:
“ أمّن أولاً الطعام والملابس, وستأتيك مملكة الرب من تلقاء نفسها ـــ هيجل، 1807م”، أو كما قال بريخت ـــ أقرب صديق لبنجامين ـــ “أولاً الخبز، ومن ثم الأخلاق”.

ولكن هذا لا يعني على نحو دقيق أن نرفض التجريد والتأمل والفكر كما هي لصالح مادية تاريخية ميكانيكية بشكل كلي. إن ما يضع كل مفكري هذه السلسلة من المقالات بعيداً عن معاصريهم من الماركسيين الأرثوذكس هو وعلى نحو دقيق اهتمامهم بتلك القضايا التي لا يمكن قياسها أو اختبارها أو التقرير بشأنها والتي تبقى غير مقررة وغير قابلة للتقرير.

وكما قال بنجامين في كتابه في مفهوم التاريخ: On the Concept of History:
الصراع الطبقي، الذي يظل محل نظر المؤرخ الماركسي، هو صراع من أجل , الأشياء المادية القاسية، التي بدونها لن يكون هنالك أي شئ فاضل وروحي. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأخيرة لا توجد في الصراع الطبقي ككنز يفوز به أخيراً المنتصر، وإنما توجد ثقة، شجاعة، روح للدعابة، تحسب، وإلتزام في هذا الصراع، وهي تعود إلى وقت مبكر من تاريخ النوع الإنساني. وهي ستضع، الآن وإلى الأبد، أي انتصار يحرزه الحكام تحت المساءلة. تماماً مثل الزهور التي تدير رؤوسها باتجاه الشمس، كذلك تفعل تلك التي تدار بفضل نوع سري من الاستجابة، باتجاه الشمس التي تشرق في سماء التاريخ. إن ما يجب أن يلفت انتباه المؤرخ هو هذا التحول غير الملحوظ من بين كل التحولات.....(4).

يفر التاريخ , في هذه القراءة , من الطريق الخطي, linear , والغائي, Teleology, حول نقطة ثابتة, ويصير خليط من النقاط التي تتحقق بها الاحتمالات أو يتم رفضها ولكنها لا تختفي نهائياً.
مرة أخرى، فإن هذه مواصلة لموضوعة تناولها ماركس في رسالته إلى روج عام 1844م، والتي اقتبستها من قبل، عن تحقق حلم الإنسانية الذي طال أمده.

يدعو بنجامين هذا بالزمن المسيحي messianic time, (5), والذي يُبعث فيه الاحتمال التاريخي مرة بعد أخرى لتنوير خياراتنا في المواقف التاريخية المحددة. ولهذا السبب فإن ماديته التاريخية استدعت خدمات اللاهوت، والتي يجب، على أية حال، أن تظل خافية على نظر العامة على الرغم من أنها تحرك الخيوط في بعض الأحيان.

وبالنسبة إلى الذين ينتقدون الشيوعية والماركسية باعتبارها شكل جديد من الاعتقاد الديني، فإن موقف بينجامين ـــ كما هو موقف إرنست بلوخ الذي سأتناوله الأسبوع القادم ـــ هو :
أن الدين وعاء يحتوي بداخل تاريخه السلطوي, وبنياته شرارة التحرر, الذي لا يمكن أن يتحقق كاملاً إلاّ من خلال تحولات مادية تاريخية. وبهذا المعنى فإن الدين هو محض شكل قديم من المستقبل وحلم لم يتحقق بعد.
وحتى يصبح هذا المستقبل الغير القابل للتحقق قابلاً للتحقق, فإن آثاره يجب أن تتم قراءتها في الأشكال الرمزية من التعبيرات الإنسانية في الفترات التاريخية العديدة الاختلاف.

وبالعودة إلى تناول أدورنو, Adorno , للتاريخ في كتابه الديالكتيك السلبي، فإن موقف بنجامين هو أننا سنجد حلاً : للمادة االضاهرة الغير واضحة المعالم, والمتعالية, transcendental, (6), ضمن ما هو رمزي.
إننا نستطيع أن نرى هنا وبطريقة واضحة تماماً, نقطة إلتقاء أخرى بين ماركس وفرويد, حيث توجد الأفكار المتعالية ليس كشئ منفصل عن الواقع المادي, وإنما كشئ يتم انتاجه بواسطة هذا الواقع المادي, ولكن وفي نفس الوقت يؤثر ويفعل فيه، أي كشئ مُنْتَج ومُؤثِّر معاً.
عند ماركس هذه هي العلاقة المتداخلة بين البنية التحتية والبنية الفوقية، إذا وضعناها في أبسط صورها، وعند فرويد فهي توجد في العلاقة بين مجالي الوعي واللاوعي.
عند فرويد الرمزي يلعب دور التعبير عما هو غير معروف لدينا ولكننا نعرفه بطريقة سرية؛ تحديداً، اللاوعي.
عند ماركس، هذا التعبير الرمزي يوجد في الأيدولوجيا، والتي، بعيداً من أن تكون علاقة خطية مستقيمة , linear ,بين البنية التحتية والفوقية، بل تكون في حالة تغير دائم ولا يمكن إمساكها أو تغييرها إلاّ بمحاولات تحقيق أمكانيات الإنسان. الأفكار تتغير عندما يتغير المجتمع ولكن الأفكار أيضاً يمكن أن تخلق تغييراً اجتماعياً.

وهذا يعني أن الفنون يجب أن تلعب دوراً سياسياً , بزيادة الوعي ,باعتباره, إمكانيات إنسانية حقيقية مستمرة الديمومة لتحقيق الأحلام القديمة. وهي يمكن أن تسير في أي من الاتجاهين؛ إلى الأسفل في طريق أدورنو من المقلاع إلى قنبلة الميغاطن, أو إلى الأمام والأعلى إلى الأراضي العليا المشرقة للتحرر الاجتماعي. ومن ثم أصبحت الفنون والتكنولوجيا مترابطة ومسيسة، وعلى نحو سائد في السينما. روح الفنون التقليدية قد تكون حطمتها الحداثة ولكن روح المستقبل للإنسانية المتحررة كعمل حي للفنون يجب أن تأخذ مكانها. وإذا كانت الفاشية مثلت التحويل الإستاطيقي للسياسة فإن الكفاح ضد الفاشية يجب أن يشمل تسييس الاستاطيقا والخلق الفعال لروح الإمكان.

وهذا هو السبب الذي جعل بنجامين يقول: “أن تقاليد المقموع تعلمنا أن (حالة الطوارئ) التي نعيش فيها ليست استثناءً وإنما قاعدة. وأننا يجب أن نكون مفهوماً للتاريخ يتلاءم مع هذه الرؤية. ومن ثم فإن علينا أن ندرك بوضوح أن مهمتنا أن نحقق حالة طوارئ حقيقية، وهذا سيحسن من موقفنا في الكفاح ضد الفاشية.” بكلمات أخرى، كل المجتمع الطبقي حالة طوارئ دائمة تكون فيها القواعد دائماً تحديد التهديد. ولهذا فإن الفاشية ليست نوعاً ما من الخرق لهذا التقليد ولكنها استمرار لتقاليد الحكم الطبقي بوسائل أخرى. ومن ثم فإن التغلب على ذلك يتطلب ليس فقط سلوكاً معادياً للفاشية ولكن أيضاً تحطيماً لجذورها في القمع الطبقي. أو، كما قال هوركهايمر في عام 1939م:
“إذا كنت لا تريد الكلام عن الرأسمالية فمن الأفضل إذن أن تظل صامتاً عن الفاشية.”

المصادر و الملاحظات:
1. http://www.theguardian.com/commentisfree/belief/2013/apr/22/frankfurt-school-walter-benjamin-fascism-future

2. http://www.hurriyatsudan.com/?p=108579

3. والتر بجامين: 1892-1940 : ناقد ادبي الماني , وفيلسوف, ومترجم و مذيع, يجمع مابين التصوف اليهودي و المادية التاريخية. كان من مدرسة فرانكفورت.

4. الكتاب متوفر في الرابط التالي: http://www.marxists.org/reference/archive/benjamin/1940/history.htm

5. messianic time : مصطلح لاهوتي يهو-مسيحي.... http://anthropologicalmaterialism.hypotheses.org/844

6. Transcendental: مفهوم فلسفي, استخدمه, كانظ لأول مرة, بمعنى: واقع وراء نطاق الخبرة, وليس وراء نطاق المعرفة, وبتعبيرأخر: أن أكتشاف الحقيقة يتم بواسطة الفكر لا التجربة.



#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد: النقد والنقد الذاتي
- مدرسة فرانكفورت، القسم الرابع: هربرت ماركيوز 4-8
- مدرسة فرانكفورت، 8-3.
- مدرسة فرانكفورت 2-8
- مدرسة فرانكفورت 1-8
- قوانين الديالكتيك, ليست خرافة.
- المفهوم المادي للديالكتيك
- مفهوم الديالكتيك المادي للرأسمالية بين ماركس و النمري.
- الحبل السري بين الفيلسوف هيجل و الثوري لينين
- المفهوم اللينيني للجماهير
- مراجعات وليد مهدي في الماركسية (2) الماركسية و الدين و الإنس ...
- أطروحات نيسان 1917, من المنطوق النظري الماركسي الى الموضع ال ...
- الاشتراكية: . الطور الأول من المجتمع الشيوعي
- مراجعة: مراجعات وليد مهدي في الماركسية (1)
- الشاعر : فرانسيس بونج
- الماركسية و الوضع الطبقي
- الماركسية و تحرير المرأة
- الماركسية والعنف
- خطوط عامة لقراءة ماركس ..... 3-3
- خطوط عامة لقراءة ماركس, أو كيف تقرأ ماركس. ..... 2-3


المزيد.....




- بلاغ المكتب الوطني للنقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي ...
- بيان مشترك .. الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العد ...
- الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العدوان الأمريكي - ...
- تيسير خالد يهنئ الشعب الايراني بانتصاره على العدوان وحلف ترا ...
- لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة ...
- لمحة عن التكنولوجيا المستخدمة في ملاجئ الأغنياء
- الشيوعي العراقي يدين العدوان الامريكي ويدعو إلى وقف الحرب ال ...
- تحميل كتاب شابور حقيقات: إيران من الشاه إلى آيات الله، حول ا ...
- أممية رابعة : اختتام أعمال الدورة الثالثة عشرة للمدرسة الإقل ...
- في مواجهة الحرب بين إيران وإسرائيل، ثمة طريق ثالث ممكن!


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان عاتي - مدرسة فرانكفورت، القسم الخامس: والتر بنجامين، الفاشية والمستقبل 5-8