أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد جلّو - نشوء العشيرة ووظيفتها الحالية














المزيد.....

نشوء العشيرة ووظيفتها الحالية


فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 4355 - 2014 / 2 / 4 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد نشأت العشيرة نتيجة تجمع الأفراد المتواجدين في بقعة واحدة والذي يربطهم النسب ، وهذا التجمع جاء نتيجة حاجة الإنسان للآخر لمواجهة المخاطر ولغرض الصيد وأمور أخرى حياتية يومية ، طبعا هذا التجمع لم يأتِ في لحظة واحدة بل عبر وقت طويل من تراكم الخبرة والتجربة الإنسانية من مراحل تطورها الأولى ، ويبدو إن هذا التجمع كان يختار شخص ذو مواصفات معينة كالحكمة والتجربة والشجاعة وعموما لا تتوفر هذه الصفات في الأعمار القليلة بل تتوفر في الشيوخ عادة ، إذن فشيخ العشيرة أو القبيلة فيما بعد منتخب ويتمتع بسلطة معنوية قوية على عشيرته يحسده عليها أعظم الملوك .
ومع تطور البشرية في مجالي الصيد والزراعة تطورت معها وظيفة شيخ العشيرة وأيضا في كثير من الأحيان طريقة انتخابه خصوصا بعد أن نمت الملكية الخاصة كبديل للمشاعة مع بداية مرحلة العبودية ، فأصبح شيخ العشيرة يفض النزاعات أو يقود الغزوات ضد العشائر الأخرى ، كما إن أهم تحول في طريقة انتخاب هذا الشيخ هو حجم ثروته فالثروة هنا أي الملكية الخاصة أصبحت عامل مهم واستمرت العشائرية والقبلية طوال فترة مرحلتي العبودية والإقطاع وأصبح واضحا إن شيخ العشيرة أو القبيلة هو المالك الأكبر للإقطاعية أو مالك الإقطاعية بكاملها أما الفلاحين فمعظمهم أبناء عشيرته .
بعد دخول الآلة في مجال الزراعة وتطور الصناعة وتوسعها بدأ شكل الإنتاج الإقطاعي يتفتت وفقد معها شيخ العشيرة سلطته على فلاحيه أي أبناء عشيرته بعد رحيل الكثير منهم إلى المدينة كما واكب ذلك نشوء الدولة الحديثة التي نازعت الإقطاع في سلطته والملاحظ إن الدول التي نشأت حديثا والتي فيها بقايا العشائرية عموما لم تستقر فيها مؤسسات الدولة وتخضع تلك الدول إلى تأرجح في بسط نفوذها فعندما تضعف الدولة من هذا النوع نتيجة لحرب أو أزمات سياسية أو أي سبب آخر نجد إن السلطة العشائرية في المقابل تنتعش كبديل للدولة فنجد إن أفرادها حتى الذين ابتعدوا عنها يعودون إليها طلبا للحماية وأحيانا تلجا الدولة إلى السلطة العشائرية وتدعمها ماديا ومعنويا لمساعدتها في بسط سلطتها وهذا ما حدث بالضبط في منتصف الحرب العراقية الإيرانية حيث أخرجت العشائرية من قبرها وأعيد لها الحياة من قبل النظام، ومع استمرار النظام في التردي والضعف استمرت العشائرية ببسط نفوذها خصوصا بعد السقوط سنة 2003 حيث اختفت تقريبا مؤسسات الدولة من القضاء والأجهزة الأمنية وأصبح القضاء والأعراف العشائرية هي السائدة ولازالت للان تنافس مؤسسات الدولة أو الدولة ككل خصوصا إن المحتل ومن أتى بهم للسلطة كانوا يجدون في سلطة العشائر قوة تدعم مشاريعهم كما إن الكثير من شيوخ العشائر تحولوا إلى سياسيين من خلال الانتماء المصلحي للقوى السياسية المتصدرة .
الحصيلة هو تحول المدينة إلى ريف بتسيَد القيم العشائرية على القيم المدنية ونلمس ذلك في كل شيء حتى في طريقة البناء والفن والأدب والحجاب والتعليم وأداء المؤسسات الحكومية .
ومن المفارقة إن القاعدة المادية للعشائرية قد زالت وهي النمط الإقطاعي في الإنتاج الزراعي وأصبحت تستمد قوتها من ضعف الدولة ومن تشابك المصالح بينها وبين مؤسسات الدولة إضافة إلى عدم وجود برامج تنمية مستدامة للأحزاب الحاكمة .
السؤال هنا كيف يعود المجتمع العراقي إلى طريق المدنية علينا أن نفكر بشكل مشترك ونعمل من اجل هذا الهدف ..........والى لقاء .



#فريد_جلّو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة الأمريكية على طاولة البحث
- أهل الكهف في القرن الواحد والعشرين
- -- أخبار الوكالات --
- -- زوجتي وجهاز كشف المتفجرات --
- نظرية المؤامرة
- -- الجسور والحاكم --
- -- المغانم في المكارم --
- -- في الذكرى الخامسة عشر لرحيل المربي والرفيق الشيوعي خيري ي ...
- ازدواجية الرجل في قضية المرأة
- للتذكير فقط .........الموت
- -- بغداد وجسورها والصور --
- أين نحن من قضية الشهيد الحسين ؟
- هل نحن نساهم في صناعة الارهاب ؟
- -- البدعة --
- -- عيبت البصلة على الثومة --
- الثأثأة السياسية
- -- رجم الشيطان --
- عندما يكون العذر أقبح من الفعل
- من قطار الموت الى ساحة التحرير
- نداء


المزيد.....




- شواطئ وأبراج فاخرة وآلاف الغرف في كوريا الشمالية.. كيم جونغ ...
- لوحات تُعرض لأول مرة في قصر باكنغهام.. أعمال فنية من جولات ا ...
- بعد يوم من تهديدات ترامب.. وزير خارجية روسيا يلتقي الرئيس ال ...
- انخفاضٌ في معدلات التلقيح بأوروبا وآسيا الوسطى يضع صحة ملايي ...
- الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على إسرائيل.. هل يفعلها؟
- المدرب البرتغالي جورجي جيزوس يخلف الإيطالي ستيفانو بيولي كمد ...
- هجمات بمسيرات تستهدف مطار أربيل وحقل خورمالا النفطي بالعراق ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات تكساس إلى 131 قتيلا
- توم باراك.. -مندوب سام- أميركي لسوريا ولبنان
- اجتماع -مجموعة لاهاي- بكولومبيا صرخة وسط الصمت عن جرائم إسرا ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد جلّو - نشوء العشيرة ووظيفتها الحالية