أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريد جلّو - أين نحن من قضية الشهيد الحسين ؟














المزيد.....

أين نحن من قضية الشهيد الحسين ؟


فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


*جواب على رسالة لشقيقتي تعزيني فيها بذكرى استشهاد الامام الحسين .
........................................................................................
أين نحـــــن من قضية الشــهيد الحســــــين ؟

لايختلف اثنان لديهم البصيرة والضمير الحي بأن الحسين شهيد القيم والحق , نعم انه امام .. امام من لهم قيم واخلاق ... امام من لهم استعداد للتضحية بانفسهم واموالهم من اجل
احقاق الحق , وأيّ حق ...حق الفقراء ...حق المستعبدين ," ورث تلك الامامة من ابيه الذي احدث فرقا شاخصا في قيادة دولة فتية في عهد خلافته , لم ينازع اعداءه على الخلافة من اجل المال والسلطة ولكنه نازعهم وقاتلهم من اجل قيام الدولة على مفاهيم اكثر حداثة من الواقع السائد سابقا ومن اجل ان تقوم هذه الدولة وفق القيم التي آمن بها ... ان تكون دولة العدل في كل شيء ابتداءا من توزيع الثروات بطريقة عادلة وانتهاءا بمحاربة القيم المتخلفة والرجعية والفساد في تلك المرحلة , وهو ايضا قد تلقف وتثقف من ابن عمه الرسول الكريم تلك القيم , كما انه ورثها إلى ابناءه واحفاده ." مبادئ الرسول والقيم التي جاء بها برسالته احدثت فرقا تاريخيا في مجتمع الجزيرة العربية , في القراءة المادية التاريخية لتلك المرحلة تظهر انه حاول ونجح نسبيا في الانتقال من المجتمع التي تسود فيه العبودية والقبلية الى مجتمع اكثر حداثة من خلال تأسيسه لدولة جديدة مركزية ذات مبادئ جديدة كما أسلفنا .
بعد هذا الاستعراض نعود الى موضوعة الامام الحسين واستشهاده وعنوان الموضوع أين نحن من قضيته . عبر اكثر من ألف وأربعمئة عام نحن نستذكر تلك الواقعة (باللطم) والبكاء ومراسيم تتعطل فيها الحياة وتدوم أياما وأيام ومنابر تتكلم عن الشهادة بطريقة تستجدي العواطف ولكنها لاتتكلم عن جوهر القضية لان جوهر القضية يمس مصالح فئات واشخاص معينين يتبوأون سلم الهرم في المنظومة الدينية , الى وقت قريب كانت المنابر الحسينية تتحدث عن اعمال خارقة , ليس لها صلة بالحقيقة ولا بجوهر القضية ولكنها لاتتحدث عن مقولات موثقة للامام علي مثلا الذي قالها قبل ماركس بألف وأربعمئة سنة (والمقولة للامام علي (ع) ) " مااغتنى غني إلا بفقر فقير " فقد اكتشف مبكرا الاستغلال الطبقي وحاربه وعلى نهجه ... وهنا القضية الجوهر الامام الحسين عندما حارب واستشهد فكانت القضية الحقيقية تتجسد في استمرار بناء الدولة وفق المنهج الذي وضعه الرسول والخلفاء الراشدين وحاول ترسيخه ابيه الامام علي.... ام استحواذ بني امية وبأسم الدين على الدولة ؟ وهم المعروفين بأنتماءهم الطبقي ومناهجهم التي فرضوها لاحقا , بعد ان استتب لهم الامر لترسيخ قيم الاستغلال الطبقي وتحريف كل ما جاء به الرسول من قيم العدالة الاجتماعية .... هذا هو جوهر الصراع شئنا ام ابينا ... واذا انتقلنا لايامنا هذه وحاولنا ان نتقصى مثلا عمن يقيم السرادق الحسينية ويقدم الطعام للزوار مع جل احترامي لمن هو صادق ويبذل الاموال بهذا الاتجاه ولكن نسبة كبيرة من هؤلاء يعتبر ماينفق من هذه الاموال هو غسيل لامواله القذرة التي استحوذ عليها مع فوائد اخرى منها غسيل ماعلق في ذهن الجمهور من سيئاته ....
مشروع واجندة مبرمجة سلفا ليس الان فقط بل عبر التاريخ تسعى الى تجهيل الجماهير والسيطرة على عقلها الجمعي وتوجيهها بأتجاهات عاطفية بحيث لاتخدم الدين بشيء بل بالحصيلة تخدم مصالحهم الشخصية والفئوية , واكاد اجزم ان حتى الاستعمار القديم-الحديث يساهم في تنمية هذا التوجه , وبنظرة سريعة على الفارق الهائل بين ماوصل له العالم من تطور تكنلوجي وما نحن فيه من تخلف وبمقياس بسيط اننا مازلنا نعاني من الامية الابجدية بينما هم يكادون ان يقضوا على الامية في مجال المعلوماتية .
قد يقول قائل ماعلاقة هذا بقضية شهادة الحسين ؟ ... الحقيقة هناك علاقة جدلية , فالحسين كان يسعى لاستكمال وترسيخ مابدأه الرسول كما أسلفنا من قيم جديدة عصرية تنقض الواقع القديم ببناء جديد والآن هناك من يهدم بناء القيم الحداثوية ليعيدنا الى الخلف, فضلا عن الانتصار الى الفئات المستغَلة ضد مستغليها ..كم من قوافل الشهداء وكم سيقتل الفقر والجوع والمرض والحروب والمطر الذي يتحول في بلدنا الى قاتل بتهديم سقوف المنازل على العوائل وكم سنُسرق في وضح النهار من ادعياء الدين والتشيّع والتسنن حتى ننتفض انتصارا لقيم الحسين ..واخيرا وليس آخرا أين نحن من قضية الحسين ؟ هل نحن نخدمها فعلا ؟ ام نحن نخدم الذين قتلوه ؟ انا مع الرأي الاخير ...فما رأيك ؟ والسلام على سيد الشهداء .



#فريد_جلّو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن نساهم في صناعة الارهاب ؟
- -- البدعة --
- -- عيبت البصلة على الثومة --
- الثأثأة السياسية
- -- رجم الشيطان --
- عندما يكون العذر أقبح من الفعل
- من قطار الموت الى ساحة التحرير
- نداء


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريد جلّو - أين نحن من قضية الشهيد الحسين ؟