هل نحن نساهم في صناعة الارهاب ؟

فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 3924 - 2012 / 11 / 27 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل نحن نساهم في صناعة الارهاب ؟
..............................................

قبل بضعة ايام ذهبت الى احدى محطات الوقود لاخذ حصتي من النفط الابيض ومن مسافة ليست بالقريبة رأيت تجمهرا امام باب المحطة وخُيّل لي ان ازمة في الغاز او النفط هي السبب فلم اتمكن من التمييز من تلك المسافة لضعف بصري , ولكن بعد ان اقتربت اتضحت الصورة , كان هناك مايشبه المعركة فيها كرٌ وفر بين فريقين احدهما حماية المحطة والاخر من الاحداث الذين لايستطيع المرء التمييز بين جلودهم وثيابهم فهم عبارة عن لافتة تحكي مأساة فئة اجتماعية , وكان سبب الكر والفر هو منع حماية المحطة هؤلاء الصبية من دخولها حيث يقومون بنقل عبوات النفط وقناني الغاز من داخل المحطة الى سيارات المواطنين لقاء اجر زهيد ولا اعرف بالضبط دواعي منعهم فقد يكون السبب امني ولكن مايهمنا في الامر المشهد الذي اختتموه الصبية برمي القناني الزجاجية على حماية المحطة المسلحين , وقسم من هذه القناني أصابت اهدافها وكان احدهم يقذف القنينة وكأنه يقذف رمانة يدوية ,اذاً انهم يتقاتلون من اجل لقمة العيش وشعارهم قطع الاعناق ولاقطع الارزاق , اما خلفيات هذه الحادثة اذا تمعنا فيها فسنجد حتما ان هؤلاء الصبية من عوائل معدومة وقد يكونون المعيلين لتلك العوائل , ويقينا ايضا انهم فارقوا مقاعد الدراسة منذ زمن بعيد , حتما انهم يشاهدون السيارات الفارهة التي تجوب شوارعنا وابناء الذوات ( خصوصا ابناء حديثي النعمة ) يقودون سيارات اباءهم بنزق وتعالي كما يرون القصور الفارهة التي شيدت وتشيد والمولات والمطاعم التي هي حكرا على المترفين بينما هم بالكاد يحصلون على قوت يومهم.
وهنا اقول ان من المؤكد انهم مشروع تحول الى ارهابيين او الى عصابات اجرامية , فمقابل بضعة آلاف من الدنانير يمكن استدراجهم لأي عمل اجرامي وهم مهيؤن للظروف التي يعيشونها .
لم يقل الامام علي جزافا ( لو كان الفقر رجلا لقتلته ) وفي مجال اخر قال ( ما اغتنى غني الا بفقر فقير ) فأين نحن من هذه المقولات ؟ لماذا لانشهر سيف واردات النفط لقتل الفقر ؟ لماذا لاننحى بإتجاه توزيع الثروات بشكل عادل , انه الفساد الفساد .. فساد العقول والضمائر , فساد النخب المتسلطة .
فليبلغ حاضركم غائبكم اننا جميعا نشترك في صناعة الارهاب والجريمة .

#فريد_جلّو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل