أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريد جلّو - للتذكير فقط .........الموت














المزيد.....

للتذكير فقط .........الموت


فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 00:20
المحور: الادب والفن
    


للتذكير فقط...........المـــــــــــوت
______________________

كان الجو يلفه الحزن , لايكاد احد يخرج من داره الا لأمر ضروري , الفضائيات تنعق بأخبار الموت وفي الدقائق الاخيرة لانسحاب الشمس الى مخدعها كان هناك نباح غير طبيعي لكلب جارنا , خرجت لأستطلع الأمر واذا بجثة قد ازرقت وحبل مقطوع مربوط حول رقبتها , انتبهت ان لا احد في الشارع خرج يستطلع الامر سوى شخص يعتمر العقال والكوفية ويمتلك عينان سوداوان كبيرتان تثير الرعب في نفس من ينظر اليها كانها الثقوب السوداء الكونية التي تبتلع كل شيء حتى الضوء , اجاب على اسئلتي باقتضاب ..هل اتصلت بالشرطة ؟ اجاب : كلا.... هل تعرف هذا الشخص ؟ اشاح بوجهه عني ولم يجب ويبدو ان بعض الجيران رأوا المشهد من خلف نوافذهم فشجعهم وجودي على الخروج واستطلاع الامر , اقترب احدهم وقال يبدو ان المغدور من المناطق الجنوبية فاجابه الاخر ..من يعلم قد يكون من هنا ..فبادر الثالث بالقول : انني اجزم انه من المناطق الغربية ....فسحنته وملابسه تدل على ذلك .
احتدم الجدل بينهم ولكنهم انفضوا بعد ان رأوا سربا من الدروع الاجنبية تقترب , صرخت باعلى صوتي وحركت كلا يديّ الى اعلى واسفل كي اثير انتباههم وفعلا توقف الرتل ترجل منه جندي واخذ يرطن بكلام لم افهمه , اشرت له الى الجثة فاجابني بنفس اللغة وباشارات فهمت منها انه سيقدم المساعدة لاحقا , لم ابارح مكاني خوفا ان تنهش الكلاب والقطط السائبة تلك الجثة وبعد وقت طويل حضرت سيارة حملت الضحية الى مكان مجهول حينئذ فقط شعرت اني عدت اتنفس .
استقبلتني العائلة باستفسارات كثيرة اجبت عنها بحرص من يمتلك كنزا من الاسرار , ومع كل هذه الاحتياطات يبدو انهم رأوا الجثة فلم ينم احد منهم تلك الليلة , كان ولي العهد وكما اكنيه الاكثر اكتئابا .
بعد عدة ايام عاد الاطفال من مدرستهم متاخرين بعض الشيء رغم انها لاتبعد كثيرا وكما يقول البدوي (شمرة عصا) وعند الاستفسار منهم وبعد الحاح شديد اجاب ولي العهد متبرعا : لقد كنا نتفرج على جثة مركونة بجانب سياج المدرسة ولم نكن وحدنا بل كان جميع الطلاب والمعلمين والمديرة قد خرجوا ليتفرجوا عليها , احسست بضيق شديد وكأن الثقوب السوداء على قاب قوسين او ادني من مدينتي .
عندما سالت عن ولي العهد أجابت امه عاد مع اخوته من المدرسة ثم اخذ شيئا ما اذ كنت مشغولة وخرج مسرعا وهو يقول سألعب مع اصدقائي , بعد دقائق تهيأت للخروج بحثا عنه سمعت صوت طلق ناري فلم اعره انتباها فمثل هذه الاصوات اصبحت طبيعية لكثرة تكرارها , ولكن تناهى الى سمعي اصوات زعيق وولولة مما حثني على الخروج بسرعة , كان منظرا غريبا بعض الشيء اكوام من الحجارة واطفالا يتجمعون هنا وهناك خلف الاكوام , النساء تولول ورجال يصرخون , منظر البنادق البلاستيكية كان حاضرا بيد الاطفال كلما اقترب تتضح الصورة اكثر , هناك طفل يغطيه الدم وولي العهد يقف الى جانبه مشدوها , احدهم يضرب ولي العهد ...مالذي حصل؟ واخيرا وصلت..تاكدت من ان ذلك الطفل اصيب بشيء ما وهو راقد على الارض حملته مسرعا قدت السيارة بجنون وكانت تلحق بي سيارات اخرى شخصتها بانها سيارات الجيران , واخيرا وصلت الى المستشفى وهناك قال الاطباء انه رحل ..تجمع الاخرون حول الجثة وحاول ان يضربني ابو ذلك الطفل دون ان اعرف السبب فتبرع احدهم ليقول ان ابنك قد اطلق النار عليه , لم استوعب الامر ..لماذا؟ وكيف؟ ...حاولت ان آخذ ركنا بعيدا بانتظار اكمال الاوراق الرسمية لدفن الجثة , خطر على بالي اني رايت ذلك الشخص ذو العيون السوداء الواسعة يقف بين ولي العهد والجثة ولكنه كان يرتدي هذه المرة ملابس غريبة اشبه برقع اخيطت بعضها ببعض وكانت تلك الرقع اجزاء من اعلام دول اعرفها كما كانت مهلهلة تكاد تكشف عن عورته ولكني لم اعره انتباها فالحدث كان مريعا والعجلة كانت مطلوبة , قفزت من ذلك الركن كالمجنون وبدأت اصرخ باعلى صوتي ابني لم يقتله ...انه الموت هو الذي فعل ..رأيته بعيني .. انه الموت هو الذي فعل.. رأيته بعيني ..



#فريد_جلّو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -- بغداد وجسورها والصور --
- أين نحن من قضية الشهيد الحسين ؟
- هل نحن نساهم في صناعة الارهاب ؟
- -- البدعة --
- -- عيبت البصلة على الثومة --
- الثأثأة السياسية
- -- رجم الشيطان --
- عندما يكون العذر أقبح من الفعل
- من قطار الموت الى ساحة التحرير
- نداء


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فريد جلّو - للتذكير فقط .........الموت