أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - سجلات نحتية ترسم من الماضي ما يحاكي به - عدنان يحي - قصة الحياة والموت














المزيد.....

سجلات نحتية ترسم من الماضي ما يحاكي به - عدنان يحي - قصة الحياة والموت


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 4353 - 2014 / 2 / 2 - 00:41
المحور: الادب والفن
    


سجلات نحتية ترسم من الماضي ما يحاكي به " عدنان يحي " قصة الحياة والموت
يحاول " عدنان يحي" اخراج فن النحت من طوره التقليدي الى طور معاصر ، متجها بذلك نحو الحداثة بفكر تشكيلي يجسد رؤى لنصب هي جزء من مفهومه الكلي عن احترام الانسان لانسانيته التي تؤرخ لتاريخ الحياة او الموت، فشواهد القبور في اعماله النحتية هي سجلات بنحتية ترسم من الماضي ما يحاكي من به " عدنان يحي" قصة الحياة والموت التي يكتبها وفق تشكيل مستقبلي نحتي ، وتكويني من مادة لا عضوية يمنحها رؤيته الخاصة . لتجسد فكرة تدور حول القضية الانسانية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص، فهو يعكس التطورات السياسية التي تطرأ على الفلسطيني، وما يصيبهم من انتهاكات وتشرد وقتل ، وتهجير من اراضيهم الى شواهد على العصر نحيث حت كل كتلة منها بابعاد ثلاثية متعددة الرؤى والمفاهيم ، وحتى ما كتبه على بعض منها يمثل حركة الموضوع الانساني في مفهومه النحتي الذي يعالج به العمق المتأزم في قضية فلسطين التي عايشها شخصيا، فما من تهشيم في منحوتة لا فراغ فيها ، الا ويترك الندوب او الثقوب ، وهذا ما يوحي بما تعرضت له حتى الشواهد الخاصة بأموات لهم تاريخهم النضالي ، لرصاص او تفجير او انتهاكات حتى للقبور او لتراث فلسطيني او لارواح شهداء ما زال وميض ارواحهم يزف دماء الاحياء ليولد السلام.
الوان ضوئية تناغمت بدرجاتها ، وموجاتها المركبة ضمن المادة اللاعضوية النحتية التي تؤدي دور المعنى، فالاخضر الضوئي المنسجم مع الازرق هو هوية تتخذ بعدا روحيا له مكنونه، لما يرمز له " عدنان يحي" من سكينة ارواح ضجت في حياة لم تمنحها السلام . انما هي سجلات تاريخية من جنين الى قانا حتى غزة، وكأن عين قوى الشر في العالم تتبع الانسان من مكان الى مكان ، ولكن دائما هناك ما " يستحق على الحياة على الارض"، وهذا ما نحته على عمل يرمز الى الثبات من خلال رمزية القدم المهشمة لينشىء " عدنان يحي" اعمالا فنية تسجيلية لمراحل زمنية ومكانية، ولاحداث مؤلمة لم تميز بين الاحياء والاموات في قوتها، ولا بين بيوت او قبور . الا انها سلبت من الانسان حيويته وتركته مع اللون والازرق وسط لغة لونية تناغمت مع ازرق واخضر. لنجد انه في تاريخ ممزوج بالخير والشر. ليضعنا امام مستطيلاته بابعادها الثلاثية امام منطق فلسفي يعالج من خلاله رؤاه التاريخية التي يؤرشفها بمنحوتات سجل عليها اسماء المدن التي شهدت مجازر ومذابح من قبل يد الشر العظمى في العالم.
تشفيرات ذات غايات نحتية مجهولة بمستطيلاتها، ومصقوله بقياساتها وفوارقها بين الطول والعرض وتناسقها مع الاشكال الاخرى ، ومعلومة بأسماء امكنه وكلمات صاغها ، كتقاطعات ذهنية ترابطت من خلالها الاشكال والفراغات الداخلية ضمن الغائر والنافر، وضمن الدائرة والمستطيل، ليحاكي المكونات ضمن اختزالات مشفرة تتضمن الابعاد والفضاءات التخيلية المكثفة نحتيا ، فهي ذات هندسة معمارية لها بناءات وظفها وفق الطول وانسجامه مع الدائرة التي وضعها كنصب تذكاري يرسخ جمالية الواقع، ويدحض كل تدمير تعرضت له الانسانية ، وتسببت لها بتشويهات مكتفيا بدلالات رمزية لها اصولها النحتية المبنية على مادة حساسة، وشفافة بعيدة عن التعقيدات، فهي تأويلية الحركة وذات بينية تسمح بامتدادات زمنية تداعب الذاكرة ، وتعيدنا الى غزة وقانا وجنين، وما الى ذلك من ايحاءات عميقة تركها في كلمات ذات جذور عربية ، واصول مخبأة في دهاليز المعنى، والكيانات النحتية البنائية ذات النعومة والدقة التصويرية الغرقة باسلوب نحتي له رؤيته الانسانية الخاصة.
مادة تقاوم الزمن فلا تمتد اليد العبثية عليها، ومع ذلك ترك " عدنان يحي" فيها الثقوب مشيرا الى اداة القتل الموجهة الى كل عنصر جمالي ينبض بالحياة،. لكنه لم يتحرر من صلابة المادة ايضا ، ولم تظهر الفراغات الا مع الثقوب السوداء والندوب، والرأس الملفوف بغموض تصويري، درامي مبني على مشهد انساني ينادي بالانسانية، وبحقوق الاحياء والاموات. بل والشهداء الاحياء وفق كل رمز نحتي وضعه ضمن مستطيل لا يمكن الخروج منها . الا بدائرة تعيد الحقوق لاصحابها او لمن مات وعاش، ولمن سيحيا في مستقبل مجهول الهوية. وهذا ما يجعل من كل منحوتة تفردت بموضوعها وفكرتها ان تكون كسجلات لا يطويها الزمن. لانها من مادة لا عضوية منفية من الحياة رغم وجودها فيها ، وهذا ما اراد الفنان " عدنان يحي" ايصاله للتاريخ. ليبقى في ذاكرة النحت رؤية تصرخ من اوجاع شعوب لم تبقى مغلقة على ذاتها. بل خرجت من قبورها المظلمة نحو النور او اللون الضوئي الاخضر والازرق، والمؤثرات المتزنة بصريا منتقلا من قوة وصلابة في المستطيل الى الخطوط اللامتناهية في الدائرة الموضوعة على رأس كل مستطيل تميز بمعناه الخاص .
استطاع الفنان " عدنان يحي" ابراز الرؤية النحتية بشكل متقن من حيث العمق الظاهر والباطن، المتعلق بالمحاكاة الحسية والبصرية متحديا صعوبات المادة الحساسة في النحت المصحوبة باسقاطات تاريخية . هي نتيجة حدث وطني وانساني بامتياز مأخوذ من مشهد حسي حقيقي نحته وفقا لاحاسيسه المؤلمة ، وناتجة عن صراعات الخير والشر او الموت والحياة الا انه" هناك دائما ما يستحق الحياة على الارض"
عمال النحت للفنان الفلسطيني عدنان يحي من مجموعة متحف فرحات
http://yahyaart.wordpress.com/
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
[email protected]



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنات في لوحات حروفية ضمها متحف فرحات
- العمارة الشرقية في لوحات المستشرقين خلال القرن التاسع عشر
- جدلية الحركة في حالة تفكيكية
- لغة حوارية مع الحركة الضوئية اللونية
- نوال السعداوي بين المقاومة والاستسلام
- التعتيم والضبابية هما رمزان للمجهول
- ترجمة الحركات الاستشراقية التي رصدت التراثيات والعادات الشرق ...
- ذاكرة الصورة العربية
- بذرة حياتنا المؤجلة
- الجمالية الميثولوجية النابعة من مادة الطين
- تشكيلات بصرية تحاكي الذهنية الفنية
- فلكلورية التراث التشكيلي المرتبط بوجودية فنية
- معنى فني أصيل مترجم باللون والخط والواقع الدرامي
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- موجة...ضحى عبدالرؤوف المل
- علي احمد اسعد: لبنان رفيق الحريري سينهض والربيع قادم
- إيقاع الحياة بين رجل وامرأة وشيطنات طفلة
- القدرة على تصنيع المشهد الحي.
- من أين لي بفاطمة؟


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - سجلات نحتية ترسم من الماضي ما يحاكي به - عدنان يحي - قصة الحياة والموت