أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - موجة...ضحى عبدالرؤوف المل














المزيد.....

موجة...ضحى عبدالرؤوف المل


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 4135 - 2013 / 6 / 26 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


موجة!..
ضحى عبدالرؤوف المل [email protected]


تثاءب فاتحاً فمه محركاً لسانه بطريقة بهلوانية جعلتني أستجمع بصري كله لأرميه بعيداً عن لوحة ذكّرتني بتلك النبتة التي تلتهم كل شيء، وضع رجله اليمنى فوق شقيقتها وشدّ على فخذيه حتى ظننت أنه يكبت شيئاً ثائراً يخاف ان يسلبه أحد منه، وفي نفسي أخفي ذهولاً من أحمق يلوح بأجفانه كأنه يلوح بمنديل صبية تقف على قارعة طريق صحراوي.
لماذا الهروب؟..
أخاف تواجدي معك؟..
أشعل ضحكة رأيت منها أسنانه الصفراء مرة أخرى لكن نظرت اليه هذه المرة نظرة جعلته يتباهى، وكأنه يظن نفسه أوغلو او أمين معلوف او جورج دولاتور. انتعش بعدها واضعاً يده فوق إحدى ركبتيه واليد الأخرى على خده، وكأنه ينتظر رساماً ليرسمه كما رسم الموناليزا.. سألته:
هل تعشق نفسك؟..
رمقني بنظرة ظننت أنه لن يتكلم بعدها، زمّ شفتيه وشعرت بقبضة يده كأنها تتجهز لضربة «بوكس» ستصيبني لا محال في مكان ما على وجهي، بقي نصف ساعة انتظار، والطائرة ستقلع في الثالثة والنصف، والانتظار ممل..
بقي صامتاً يقرأ لدقائق.. حدثت نفسي فيها ليفجّر صمته فجأة ويقول: «أعشقكِ»!..
أنا؟!..
نعم أنتِ..
يا رجل التقينا منذ ساعات فقط، فكيف تعشق بدقائق لم تكتمل!.. دقائق ما زالت في مراحلها الجنينية الأولى، انتظر نمو الزمن بيننا، ثم اعترف كما تشاء بعشق امرأة، أتظن نفسك باولو كوبلو! أم بول أوستر، أم أنني في سن المراهقة، وسأطير كفراشة فرحاً، سألعن هذا المهرجان الذي فرض وجودي معك!..
ضحك مرة أخرى وكأنه الفك المفترس. لم أستطع الصبر على صمت سأنفجر منه..
هل تستعرض ضحايا العالم دائماً أمام الناس بطريقة ساخرة ومقرفة؟.
ماذا تقولين؟ عفواً؟.. لم أفهم؟؟..
هل تفتح فمك دائماً هكذا لكل إنسان تحادثه، فيرى الأنياب والقواطع؟ بل ويرى الأفعى التي تتلوى داخلك؟..
تجهم وجهه هذه المرة، أخذ شهيقاً ملأ رئتيه ثم زفر كأسد، وكأنه يستعرض قواه أمام لبوة ليست أنا بالتأكيد..
أنتِ وقحة؟..
إسترخيت، وكأن ما قاله تعبير جعلني أشعر بالرضى، فالمرايا الداخلية تعكس كل تفكير قد نفكر به، هزّ رجله وكأن الحذاء سيطير بعد قليل ليضرب وجه رئيس مرسوم في مخيّلتي.
فتحت حقيبتي الجلدية، أخرجت منها كل ما فيها، وتركت أشيائي على الكرسي، وعدت لصمت ساكن أتأمل المكان.
مجنونة ببقايا امرأة أفقدتني صوابي؟..
ماذا تفعلين؟ الكل ينظر كأن عيون «ويكيليكس» تتوزع هنا.
فعلت كما فعلت أنت!.. أخرجت كل ما في الداخل للخارج..
مؤكد مجنونة، أنت تفتقدين لقاعدة العلّة والسبب! أنا في مهمة محددة، وأنتِ تسخرين!.
لا جدوى من الجلوس أمام موجة جميلة لا تدرك قيمة بحر مدّ أطرافه لها.
موجة جميلة؟..
إقرئي هذه المسرحية، وستفهمين يا موجتي..





#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي احمد اسعد: لبنان رفيق الحريري سينهض والربيع قادم
- إيقاع الحياة بين رجل وامرأة وشيطنات طفلة
- القدرة على تصنيع المشهد الحي.
- من أين لي بفاطمة؟
- لا أدري كيف بدأ بكَ زماني؟..
- الهلال الأسود...
- والماء حين يغضب....
- هي في قبضة الريح...
- أبعد من الحواس...
- ذوبان الأجساد...
- ستعرف ما بيننا
- صمت الفراشات وبريق قلم اهتز...
- هذا الذي بيني وبيني... رسائل من قلبي إليك...
- في قلبي ألَق من لمسة حب...
- شُعلة حُبّ لا تُنسى...
- سافر بي كي ينطق الياسمين
- تيّمني هواه وشجاني...
- عروش القرنفل...
- غاوية...
- رحيل الى الصبا... رسائل من قلبي إليك..


المزيد.....




- قناطر: لا آباء للثقافة العراقية!
- المخرج الايراني ناصر تقوائي يودَّع -خاله العزيز نابليون-
- إنجاز جديد للسينما الفلسطينية.. -فلسطين 36- بين الأفلام المر ...
- وليد سيف يسدل الستار على آخر فصول المشهد الأندلسي في رواية - ...
- موسم أصيلة الـ 46 يكرم أهالي المدينة في ختام فعاليات دورته ا ...
- الوجع والأمل في قصص -الزِّرُّ والعُرْوَة- لراشد عيسى
- المخرج المصري هادي الباجوري يحتفل بعقد قرانه على هايدي خالد ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- سينمائيو بلغاريا ينصرون غزة ويغضبون إدارة مهرجان -سيني ليبري ...
- تايلور سويفت تواصل تحطيم الأرقام القياسية.. بيع 4 ملايين نسخ ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - موجة...ضحى عبدالرؤوف المل