أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - أبعد من الحواس...














المزيد.....

أبعد من الحواس...


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 3690 - 2012 / 4 / 6 - 14:55
المحور: الادب والفن
    


أبعد من الحواس...

حبيبي...
يُبدع القلم رسم كلمات يلفّها ضباب حبّ كضوء خافت، لتكون المعاني صمتها لهيب حرف ملوّن من أنواره نرى الفواصل أنجماً، وهي تجمعنا جمع سنابل تُمسك بقدّها المياس، كعمق لواعج قلب صامت يتأوّه بين أجفان ظلام دامس، أراك فيه زنابق بيضاء يُلامسها نسيم صُبح شاحب في عين غروب ينزف دمعاً، يخنق الأنفاس... كموج بحر يُلقي جفاه على رمل يزيد من جَواه ويمتلك بفنّ كل إحساس..
حبيبي... مُدَّ يد قدر مُسترخياً من انزواء!.. من انطواء!.. من ألم!.. من تعب!.. فأنت الحبيب، وأنت من امتلك الروح والحواس... ها نحن نستريح في فسحة من خيال، لنرسم علامات التعجب على ورق صامت، وقلم يصرخ حبره!.. أين أنت يا أغلى الناس؟... ورسائل نُزيّن بها مشاعر مكبوتة نرميها بنقاط متعددة على دروب القرّاء، فنحن أول القارئين وأول من يقرع أجراس المعاني وفي النفس أمل لا يعرف اليأس...
فكيف تكون اللغة تبعاً لقواعد النحو قاسية؟!.. ونحن من نزيّنها بعقود من ألماس، ونملأ الأحاسيس التي تخترق كل معنى بقدسية حياة نحياها، فلا نخاف لومة لائم ولا نظرة حاسد، ونرفع آيات حبّ ترفرف فوق كل رأس، فاخفض جناح لُغتك، واكتب ملحمة لا تنتهي في كل قلب عاشق يُقاسي...
ها أنا شريدة حواسي!.. شريدة كل حرف لا يشفي قلباً عاشقاً خدّره دهر يشتكي من شر وسواس خنّاس، فالعين تجفّف دمعها!.. والشفاه تفتش عن نداها!.. والنفس امتلأت حباً يرتقي إيماناً تمادى في كل كلمة رفعنا لواها!.. فكيف أنساك وأنت انطلاقة الروح التي تتخطى حدود الزمن والحواس؟.. كأنها إرادة إلهة أزلية، وأنّةُ أنثى كملاك، فمن نور السماء خُلقت النجوم، فإن كان هناك من عطاء نور إلهي يُلامسنا كي نُضيء به الليالي بكلمات حبّ تطير كأطيار فجر!.. كثمار شهوة!.. كسكرة نبيذ معتّق في عناقيد كروم تصحو في الأقداح!.. كعناق طبيعة بكر في كل صباح!.. كناسك يداعب أبواب صومعته قبل ان يغلق أبواب الأرجاس ويفتح كؤوس الحواس.
فهل هناك آلهة ترعى قلوب المحبّين وتُمسكها من زلل يقتل كل حبّ محروم من عشق طاهر تهواه كل أنثى يخلو قلبها من الأدناس!؟..
حبيبي.. كُن أبعد من الحواس، وانطلق مع روحك نحوي، واسكن قلباً كي تسمع موسيقاه، فأنت لحنه وتلحينه ونغمة من فيض معناك... فمتى يجمعنا الوجود؟!.. بعد ان غدوتُ تنهيدة في صدر مُتعب؟!.. ام أوراقاً منثورة.. تحملها حمائم السلام؟!.. ام نوراً في كل عين تقرأ!.. فتُدرك المعنى المخفي في أسطري خلف شوقي الملحاح الذي يراك كما الزهور البرية التي تعيد إلينا عطر الحياة، كما حنين شموس خيوطها نور يشع من عينيك، فالروح تتوق لجمعك والبصر أتعبته أضواء الانتظار فمن يؤمن يَرَ...
فكيف يا حبيبي لا تراني!؟..
استفاقت، فكتبت لك من أحرفي ما هو أبعد من همس!.. من تفعيلة!.. من ترتيلة في دعاء مستجاب...
فكلما هامت أشجاني، زادني الحزن ارتعاشاً، وعلى شفتي بسمة من ثغرك تُضيء لبّ القلب، فلم أودعت لجّة الصمت سراً من اختلاج حُبّ اختلطت به أنفاسي؟؟.
أيها النورس التعب من أفكارك السجينة، في قلب كل أنثى قرأت قصائدك، فكتبتها كزهرة مزقتها يد الريح وزادتها أنفاسك مآسي، خُذ عمري... خُذ روحي النابضة وتوسّد في كل ثانية أحلامي!.. واقترب مني لتعانق أنفاس كون تأملته وتأملني تراءت له أشباح وداع وتراءت لي زهور اللقاء...
حبيبي... أرسل من نورك ما تشعّ منه حواسي، فلو التقينا للمرة الأخيرة!.. فليكن لقاء بداية لا نهاية له، فالحبّ يحملنا على كفّيه يرفعنا حين تنساب الدموع في المُقل!.. حين يتّكئ الموت على أكتاف الحياة!.. حين يحيا الفرح على شفاه الأقواس حين تفوح روائح المسك!.. ليحيا كل إحساس...
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
وردة الضحى



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذوبان الأجساد...
- ستعرف ما بيننا
- صمت الفراشات وبريق قلم اهتز...
- هذا الذي بيني وبيني... رسائل من قلبي إليك...
- في قلبي ألَق من لمسة حب...
- شُعلة حُبّ لا تُنسى...
- سافر بي كي ينطق الياسمين
- تيّمني هواه وشجاني...
- عروش القرنفل...
- غاوية...
- رحيل الى الصبا... رسائل من قلبي إليك..
- ماذا بعد الرحيل؟!..
- ثق أنني في كل صمت أتأملك....
- من أحب بَكى ....
- في أعشاش الحنين
- آه .. والدمعة جمر
- رسائل من قلبي إليك....
- سيدي!...
- أشكو ألمي...
- إسمع يا بني


المزيد.....




- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش
- مسلسلات وأفلام -سطت-على مجوهرات متحف اللوفر..قبل اللصوص
- كيف أصبح الهالوين جزءًا من الثقافة السويسرية؟


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - أبعد من الحواس...