أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - تشكيلات بصرية تحاكي الذهنية الفنية














المزيد.....

تشكيلات بصرية تحاكي الذهنية الفنية


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 23:34
المحور: الادب والفن
    



تؤكد " ماري توما " على محاكاة الحركة البصرية من خلال التركيب الابداعي المتميز من حيث اللون والظل ، والتمثيل الايحائي الصادر عن الحركة البصرية ، بوصفها فنا يقوم على اساس العلاقات المتبادلة بين العناصر والوحدات ، والاشكال، والاحجام، وحتى الفراغات المصممة بعناية فائقة بحيث يرسم الظل تشكيلات بصرية . تحاكي الذهنية الفنية التي تؤلف صورها الابداعية من خلال ايحاءات تعطي فكرة حسية لها جمالية ابداعية تتكون من خلالها العاطفة اللاشعورية الجاذبة، والمدركة حسيا من الخيال.
يقول ابن سينا:" إن الشاعر يجري مجرى المصور فكل منهما محاك، والمصور ينبغي ان يحاكي الشىء الواحد بأحد امور ثلاثة: اما بامور موجودة في الحقيقة، واما بأمور يقال انها موجودة وكانت، واما بأمور يظن انها ستوجد وتظهر." تختزن “ ماري توما “ الرموز الفنية داخل مرئيات تشكل مشهديات تتصارع ابداعيا . لتتخذ من المنحى الفني مواضيعا ساخنة. تتناولها لاشعوريا من خلال اعمالها الابداعية التي تعتمد على الحركة البصرية الصامتة، وعلى الابعاد البنائية التي تنشأ عن ابعاد الحركة الانشائية، ومقوماتها الفنية المدروسة هندسيا وجماليا . لانها ترتبط موضوعيا بالمادة التأليفية التي تتسم بوظيقة تشكيلية واعية . يتسنى للرائي من خلالها استكشاف الجملة الفنية التي تريد قولها " ماري توما" من خلال اعمالها الناجمة عن معاني الاشياء المستخدمة او بالاحرى المواد الفنية، وقيمة مدلولاتها السيميائية من حيث الابعاد الفنية ، والمقاييس التصويرية المرهفة حسيا من حيث البنية التنظيمية، وتوازنات الكتل والفراغ المرتبطة بجدلية اللون والتركيب الانشائي .
فضاءات تخيلية تفتحها " ماري توما " للعين لتلتقط موضوعية الحركة الفنية، وعلاقتها بعناصر الوحدات الفنية التي تجمعها فلسفيا في فكرة تنطلق منها نحو تأويلات سيمبائية . الهدف منها خلق حركة ثلاثية الابعاد ، ورباعية ، وخماسية ، لتمنح اعمالها قيمة زمنية لا مكان لها تتجدد تبعا للرؤية الاجتماعية والفنية او حتى السياسية، كالأثواب السوداء التي ترمز الى التمسك بالسكن والارض، والوعي المنبعث من لون اسود جردته من الألوان الاخرى.
تتفنن " ماري توما " بأعمالها الفنية التركيبية فنيا، فهي تمثل حركة هي بمثابة نمو لعناصر تستخدمها في اظهار قيمة الخط، وان في الخيوط أو المعنى الاتجاهي لرمزيات تحتوي على مضامين متعلقة بالملمس ، والشكل، والاتجاهات ، والمسارات المفتوحة ذات الابعاد المنطقية. لبستكشف الرائي مع " ماري توما" مفاهيم الفن الحركي المرتبط بديناميكية الفكرة ، المتحررة من الفن التشكيلي مع تكرار تتشابه فيه المساحات المبتكرة من اثواب وكتل، ولون، وضوء، وظل ، وتغيرات مرئية تثير الذهن ، كجزء من عمليات الادراك التي تسعى اليها توما. لتترك المتلقي يفهم اعمالها الفنية البسيطة منها ، والمعقدة حيث الايحاءات بالصور المتعدةة المعاني، والايقاعات بوصفها رؤية فلسفية تثير الوجدان وتعصف بالذهن وتؤدي الى اثارة الفكر المتأمل جمالية اعمالها الفنية.
تثير " ماري توما" البصر لتحرض الحواس على تجريد المعنى الايحائي، لندخل معها في فضاءات مرئية وعقلانية، وفنية نفصل من خلالها بين الاوهام والحقيقة. فالانعكاسات اللونية الناتجة عن حركة الظل في بعض اعمالها تختلف عن التركيبات الجامدة في اعمال اخرى ، فلكل منها دلالات حسية خاصة بالذهنية البصرية المرتبطة بالحركة الضوئية، والعناصر الفنية الموحدة المتجددة بفعل الزمن ، وما تعنيه المادة الفنية في تحقيق المعنى، فالابعاد الهندسية في اعمالها تعيدنا الى الماضي، ولكن بلغة فن معاصر ديناميكي وهمي المنشأ، وحقيقي التفاعل والتغيرات التي تنساب الى البصيرة بتؤدة واناة ، وكأنها تحاول بث رسالة تتمسك فيها بوطنها ، وارضها، وتراثها . مما يساهم في رسم صورة فنية ذات ابعاد وطنية لها جمالية الفن الذي يؤدي هدفه من خلال ابصال الفكرة بمرونة للمتلقي.

حوارات جدلية عميقة الرؤية. تضعها " ماري توما" ضمن ضوئبات تعتمد على المنطق الحركي، وهندسيات ايحائية تتفاوت ابعادها واحجامها الفسيولوجية المرتبطة بفكرة فنية متحركة سيمتريا، تتماشى مع الشكل واللون، والفراغ الوهمي الكامن في التغيرات التي تضعها " ماري توما" في كل عمل ابداعي له دلالاته المعنوية، وتناقضاته المتزنة بصورة متناغمة وجذابة بصرية، فالتغيير الزمني في اعمالها يؤدي دوره الابداعي المرتبط بالتكوينات الانفعالية ، والاحاسيس المؤطرة بواقعيات استمدتها من فكرة البقاء المقترن بالتغيرات الزمنية الناتجة عن تطور الوعي، وصلابة التصوير من اجل منح التعبيرات الايحائية قوة استقراء تجعل المتلقي يتأمل ، ويتفكر بكل حركة ناتجة عن فراغ او عن كتلة او عن اشكال تتخذ قيمتها الجوهرية من فن يفيض بالمعاني المندمجة مع العناصر والوحدات الفنية المثيرة بصريا والمرئية تخيليا .
اتقان تصويري اتقنت " ماري توما" اخراجه بلغة فنية جميلة تعتمد على التركيب الابداعي او ( installation) والخيال الحركي، والمعنوي كدعوة لاطلاق الفكرة، وتحريرها من تشكيل مقيد بالخط واللون، والمساحة، والرتابة الفنية، فهي تركت منابع الرؤية تتجدد وفقا لمتخيلات حدسية ، وارهاصات تلخص من خلالها كل رؤية تبتعد عن الواقع، وتقترب من الخيال الديناميكي الحامل لخصائص انسانية غير محدودة بالمادة ولكنها ترتبط بقوة بالحركة والمتغيرات الفنية المتعددة المعاني.
أعمال الفنانة " ماري توما " من مجموعة متحف فرحات
بقلم ضحى عبدالرؤوف المل
[email protected]



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلكلورية التراث التشكيلي المرتبط بوجودية فنية
- معنى فني أصيل مترجم باللون والخط والواقع الدرامي
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- موجة...ضحى عبدالرؤوف المل
- علي احمد اسعد: لبنان رفيق الحريري سينهض والربيع قادم
- إيقاع الحياة بين رجل وامرأة وشيطنات طفلة
- القدرة على تصنيع المشهد الحي.
- من أين لي بفاطمة؟
- لا أدري كيف بدأ بكَ زماني؟..
- الهلال الأسود...
- والماء حين يغضب....
- هي في قبضة الريح...
- أبعد من الحواس...
- ذوبان الأجساد...
- ستعرف ما بيننا
- صمت الفراشات وبريق قلم اهتز...
- هذا الذي بيني وبيني... رسائل من قلبي إليك...
- في قلبي ألَق من لمسة حب...
- شُعلة حُبّ لا تُنسى...


المزيد.....




- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة
- فيلم -القصص- يحصد التانيت الذهبي في ختام أيام قرطاج السينمائ ...
- مدينة أهواز الإيرانية تحتضن مؤتمر اللغة العربية الـ5 + فيديو ...
- تكريمات عربية وحضور فلسطيني لافت في جوائز -أيام قرطاج السينم ...
- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - تشكيلات بصرية تحاكي الذهنية الفنية