أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - لغة حوارية مع الحركة الضوئية اللونية















المزيد.....

لغة حوارية مع الحركة الضوئية اللونية


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 11 - 02:46
المحور: الادب والفن
    



في تجربة التشكيلي العراقي جبر علوان
لغة حوارية مع الحركة الضوئية اللونية
ضحى عبدالرؤوف المل- بيروت
تتصارع كتلة الألوان تحت ريشة تمسكها أنامل الفنان جبر علوان ليتشظى اللون كالمرأة المشرقة في مخيلته التي تنطوي على تناقضات مختلفة. حب وكره، أحمر وأسود، وطن وغربة، إلا أن للريشة مرونة، وقدرة يتحدى من خلالها جبر علوان تلك الصراعات المرتبطة بالرجل والمرأة بداية، فلكل امرأة في لوحاته زاوية يتركها فيها وفق منظور لوني، ايمائي حركي يعتمد غالبا على الموجة اللونية القصيرة، والمكثفة حسياً، وكأنه يحاول الخروج من اللاوعي ساعيا إلى امتداد اللوحة بعفوية مزاجية لها جوانبها الابداعية، والرؤيوية الخاصة التي تبدأ من نقطة متوازنة وتنتهي في امتداد لا شعوري نحو المرأة المهجورة عاطفيا، والتي تحتاج إلى ألوانه القوية لتكمل الحياة وفق حواسه ومخيلته المنطلقة في فضاءات غربة يشعر بها في الحياة ويتركها مبهمة في تجريدية لها اسسها الواقعية والمنثورة فطريا في لوحاته.
متعة فنية ايمائية
ظلال أرجوانية حارة كشمس تلتهب ألوانها وتبقى وردة كالدهان، ليثير دهشة المتلقي ويسحبه نحو موجات ألوانه ذات الترددات الحسية الراقصة، لرمزية تجريدية تأخذ من الواقع الانساني أو الشكل الحسي للمرأة ووجودها في الحياة، وكأنها كتلة اللون الغامضة التي يبحث عنها في عالم تعبيري يعتمد على كيمياء اللون وانفعالات، ه وتغيراته لنتكيف تدريجيا مع مساحة كل لوحة تحتاج للحرية أو تحتاج لضوء يعكس أبعادها الحقيقية، وبضىء كل زاوية تجلس فيها امرأة أو وسطا يتسيده الرجل، وكأنه يستكشف الطبيعة البشرية المبهمة تجريديا، والعاطفية التي تستند على المشاعر والحب والحرية والأنطلاق نحو الحركة الأكثر وجودية بالنسبة له هي الفرشاة التي يمسكها كأنثى هاربة يريد الاحتفاظ بها وتتبع أثرها.
لغة حوارية تفتح الآفاق نحو رؤى تختلف باختلاف الحركة الضوئية اللونية التي تثير العتمة والظل، فتشعر أن لوحات جبر علوان تحتاج للضوء، للشمس، للحرية، للتعري، للانطلاق نحو أماكن أكثر اتساعاً، فألوانه الداكنة تبحث عن الهواء النقي لتنبض أكثر، فتغدو الزوايا المنعزلة تتأهب لأستقبال امرأة تعاني من الوحدة والحيرة والتساؤل، ليرسمها في تناقض تعبيري له متعة فنية ايمائية دينامية قادرة على خلق فراغات في مخيلة رمزية تتصارع فيما بينها. لتحقق رؤية جمالية تجعلنا نكتشف تكرارها الموسيقي، ونستشف حزنها وفرحها، لنتناغم مع الحركة الواقعية لشخوص عقلانية رسمها غارقة في تجريدية لاواعية، ليدمج الوعي مع اللاوعي، فتتكون الخطوط وفق فطرة فنية لها فلسفتها الوجودية الدقيقة القادرة على منح الحرية لفرشاة تمتلك مهارة ادائية تجعل المتلقي ينجذب نحوها كراقصة باليه تخرج من كوابيسها نحو الأفق الممتد .
إفصاح لوني عفوي جعله كسفا تغطي قماش اللوحة وفق تطلعات تحتوي ثغرات ضوئية تترابط مع الخط، وتحافظ على جمال مساحة اقتصرت فيها الألوان غالبا على وهج لا تدرج فيه، وكأنه يشعر بمأساة ترمز لقوة انفعالاته في لحظات تكاد تصرخ الفرشاة منها، فنشعر بالضربات العشوائية القوية المنبعثة من أصابعه، وكأنه يضغط على القماش كي لا يتشرب اللون بل يتجمد كطين يستعمله للنحت، فتظهر سماكة اللون بلغة تشكيلية متشنجة لها حركات تعلن عن تمردها وعصيانها، ونضالاتها الجمالية، فنرى اللوحة كأنها أرض صلبة مفروشة بشتى أنواع البشر.
تباين لوني له حركة بصرية تستمتع به العين، فالتكوين المترابط مع الخط الوهمي يساير تكوينات الرؤية لتكتمل وفق نظام خصصه جبر علوان وكأنه يمنحها من ذاته القدرة لتتشكل وفق ما تريد، فتظهر كما يريد هو، فخصوبته الحسية تمنح الحواس القدرة على السيطرة لتشكيل ابداعي يتميز بمقاييس يقررها قبل أن يلطخ اللوحة بألوان خرجت من انفعالاته، والتزمت بعقلانيته. مما يعكس الواقع وفق تجريد حدد فضاءات أسهمت في إثراء اللون والخط، والحركة والضوء والظل، لينقلنا بسرعة من حالة إلى عكسها، ومن لون اساسي احمر يضج داخل فضاء ملىء بالتضاد، وقماش مشبع بالعتمة لخلق ايهام بالقوة ورفض الاستسلام لأي مصير حتمي يتعرض له الأنسان المؤمن بالوجودية وقوة الحياة.
امكنة مغلقة في اغلب لوحاته، وكأن اللوحة هي مكان سري لا زمن له. انما لون يمتلك لغة اتصال مع العالم الخارجي، كموسيقى درامية تنبعث لتؤثر على الحواس قبل أن يشعر المتلقي بجمود الأمكنة ولحظاتها الثقيلة، وكأنه يؤلف موسيقى مرئية لها سلمها الموسيقي الذي يولد انطباعا أن نغمة ما . ما زال يبحث عنها في ذاكرة انسانية لم تمحو عنها ثقل ظلم حدده بطول موجي قصير موحد للون كثيف شديد التماسك يؤثر على شبكية العين، فكلما ابتعدنا عن اللوحة كبر حجمها، وكلما اقتربنا احسسنا انها تصغر لتصبح جزء من لون نحبه.
من البديهي عند رؤية أعمال جبر علوان الفنية أن تحاول التغلغل في جزئيات اللون، لتستكشف طبيعة المكونات الأساسية للوحات ترى عناصرها من منظور تتسع مساحته وتضيق زواياه، وغالبا عند جبر علوان الرجل يتوسط اللوحة بينما المرأة في الزوايا، وكأنه يكتب وثيقة لحقوق المرأة بلغته اللونية الشديدة التماسك والقادرة على امتلاك المعاني الجمالية، وخلق علاقة جدلية بين التجريد والواقع، وبين المرأة والرجل، وبين جبر علوان والفرشاة وبين الحرية والوطن، ليقدم رؤية انسانية سوسيولوجية مترابطة شكلا ومضمونا، ووعيا خلاقا يحاول الاضاءة على حقوق المرأة ومعاناتها النفسية المتعددة، ومن خلال ابعاد الزوايا التي تكشف المساحة كبعد ثالث ما زال ينتظر فيه امرأة تتخطى المحظور، وتعانق الحرية وتلتصق بفرشاته إلى الأبد، ليقدم لنا لوحة الحرية بألوان تعاند التاريخ وتحقق وجودها من خلال كثافة الوانها المحلقة في فضاء مفتوح.
عناصر فنية تأملتها، وخطوط تأرجحت مخيلتي عليها، وألوان كبساط ريح حملني لرؤيا نساء شرقيات ما زلن في الزوايا ينتظرن الضوء، فمخيلة جبر علوان ابدعت في رسم خطوطها الوهمية والثابتة . كما ابداعت في توازن الكتلة والأحجام، مما جعل اللوحة تمتلك ابعادا جمالية جعلتني اتساءل ماذا بعد كل هذا أيها الفنان العراقي جبر علوان؟..



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال السعداوي بين المقاومة والاستسلام
- التعتيم والضبابية هما رمزان للمجهول
- ترجمة الحركات الاستشراقية التي رصدت التراثيات والعادات الشرق ...
- ذاكرة الصورة العربية
- بذرة حياتنا المؤجلة
- الجمالية الميثولوجية النابعة من مادة الطين
- تشكيلات بصرية تحاكي الذهنية الفنية
- فلكلورية التراث التشكيلي المرتبط بوجودية فنية
- معنى فني أصيل مترجم باللون والخط والواقع الدرامي
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- صلابة الرؤية المتأثرة بالمساحات الفراغية
- موجة...ضحى عبدالرؤوف المل
- علي احمد اسعد: لبنان رفيق الحريري سينهض والربيع قادم
- إيقاع الحياة بين رجل وامرأة وشيطنات طفلة
- القدرة على تصنيع المشهد الحي.
- من أين لي بفاطمة؟
- لا أدري كيف بدأ بكَ زماني؟..
- الهلال الأسود...
- والماء حين يغضب....
- هي في قبضة الريح...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - لغة حوارية مع الحركة الضوئية اللونية