أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - أن أعتلى المنبر














المزيد.....

أن أعتلى المنبر


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 4347 - 2014 / 1 / 27 - 08:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متعطشون للدماء... بثياب مهلهلة متخلفة، بلحى غير مهذبة، يتجهون إلى الشمال. بعيدا، حيث قضية لا تمت لهم بصلة.

لم يتجهوا إلى بورما. لم يشاركوا فى ثورات أخرى. لم يعرفوا عن فلسطين إلا اسمها.
قبل عامين كانوا فى بورما يحرقون المسلمين ويعلقون لهم المشانق ويضطهدونهم بأقسى أنواع التعذيب. ولم نسمع أحد مشايخ الانحطاط يصدر فتوى للجهاد فى بورما.
لم تصدر فتوى من دعاة الجنس تنادى بالجهاد بفلسطين رغم شروط الجهاد المتوفرة فالطرف الآخر كافر بمنظورهم الدينى ومحتل ظالم بالمنظور الإنسانى. لكن الفتاوى لا تتجمع اليوم إلا من أجل سوريا.

الذاهبون إلى هناك معبأون بزوادة هى جينات توارثوها منذ المشاركة فى حرب أفغانستان. فبعد انتهاء الحاجة إليهم وقتها، لم تكفهم العودة لأوطانهم. بل بحثوا عن مقار جديدة يفرغون بها غريزتهم الوحشية. البوسنة، الفلبين، الصومال، طاجيكستان… خط التعطش الدموى يسير بين الحدود بحثا عن أى فتنة. ثم عودة من جديد للتفجير داخل الوطن. والآن جاءت سوريا. هل تُضَيِّع قافلة الفتنة الدموية فرصة تاريخية للتزود بالغذاء؟

يريدون قتل الآخر المسلم لأن مذهبه مختلف عنهم. ببساطة هذا ملخص فكر المقاتل رغم أن الإسلام ليس به جهاد داخلى. ليس هناك جهاد بين المذاهب أو بين الطوائف. لا يجوز أن تقتل شيعيا وتقول إنه جهاد لأجل الله. أو تقتل سنيا وتقول إنك ترضى الله. يحرم أن تقتل أتباع أى دين آخر وتحكم أنه جهاد.

ثم من قال إن الذين فجروا الثورة السورية بحثا عن حرية فى دولة مدنية يريدون هذه «الفزعة» الجهادية؟ من قال إن الناشطات والناشطين والكتاب والمفكرين من مختلف طوائف سوريا قاموا بالثورة من أجل محاكم «داعش» و«النصرة» الميدانية التى تحكم بالإعدام وقطع الرؤوس؟ أين الناشطة رزان زيتونة التى كانت من أبرز موثقى الثورة واعتقلها النظام مرات؟ من يعتقلها الآن ويخنق صوتها؟ أى فصيل جهادى؟ ولماذا تبقى راهبات مسالمات قيد التوقيف لدى مجموعات أخرى... «جهادية» أيضا؟ هل فى ذلك أى مصلحة للثورة السورية أم أن المصلحة كل المصلحة للنظام وخططه الشيطانية؟ لا نشاهد إلا أصحاب اللحى وأسلحتهم ومشاهد مخيفة فهل يكون بديل البعث الظالم القامع المجرم هؤلاء السفاحون؟ تلاقى أهداف مريضة لخارجين عن القانون مع أهداف أكثر مرضا لسياسات عظمى. ودولنا. كيف تتسرب كل تلك الأعداد منها دون رادع؟ سيقولون صعب جدا مراقبة كل الحدود والأصعب معرفة الداخلين والخارجين من سوريا وإليها. هل تصعب أيضا عملية إيقاف المحرضين على الفتن؟

الشيخ يعتلى المنبر ويحض الشباب (حى على الجهاد). والدولة تكتفى ببيان للداخلية يحذر الدعاة وأئمة المساجد من الدعوة للجهاد. وكفى. لا تتمكنوا من إيقاف المد الشبابى المتجه للشمال لكن بإمكانكم تعطيل الشاحن الذى يمدهم بالفكرة نفسها. مثل نفسهم التواقة لمشاهد القتل والدمار. وطنى يتوق لمشاهد المحاكمات والإيقاف. ليس من حق الإرهابى اعتلاء منبر لمسجد.

اليوم من حقى كمواطنة اعتلاء المنبر والدعوة لخير الوطن. اليوم من حقى كمخلصة إلقاء الخطبة. من حقى كمواطنة إنزال الخائن من ذاك المنبر وزجه بالسجون.

لمجرد أنه رجل ولديه لحية، يقف على رؤوسنا ويحدثنا كذبا بأبشع الخطب، ثم يقودنا جهلاً إلى أى منطقة نزاع لقتل الآخر، من يدفع له؟ متبرعون سذج؟ تجار السلاح والمخدرات؟ المخابرات الدولية؟ صاحب الملايين يسمع عبر الأخبار أسماء لشباب قتلتهم فتنته. داخل قصره العامر يتكئ على أريكته، ينادى إحدى زوجاته أو خليلاته لتحضر له مشروباً.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان حتى فى الحرم المكى
- ماذا يفعل جهاز المخابرات السعودى؟
- نسختك من الخيّام
- لماذا تؤوى بريطانيا الإرهاب؟
- حزب الله السعودى
- الإعلام السعودى.. مستعمرة إخوانية 2
- التعليم السعودى.. مستعمرة إخوانية
- مجاهدات نكاح المحارم
- متى يحاكم إخوان السعودية؟
- الكفر الحلو
- كفى نفاقاً.. كفى كذباً وتجهيلاً
- مغلق للصلاة
- آنجى
- حب بشروط النظام
- الآثار عدوة الظلام (فى هدم القبة الخضراء)
- المنسي من التاريخ الإسلامي
- داعية منتصف الليل
- مصر.. يا أهل مصر
- المولد النبوى: شرك أصغر أم أكبر؟
- إخوان الخليج.. مكر الأعدقاء


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - أن أعتلى المنبر