أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - داعية منتصف الليل














المزيد.....

داعية منتصف الليل


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 4007 - 2013 / 2 / 18 - 09:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما كان اسمك؟ نسيت اسمك. تفرغك لوصفى فاق اهتمامك بكتابة اسمك. أحرفك متشابكة والرسمة المرفقة لا دلالة لها، هكذا تقدم نفسك فى صفحات حرية التعبير الخالية من المسؤولية والرقابة والعقاب.

أرفض الفضاء المسؤول والإعلام المقنن وكل اختراعات تقويض الرأى تحت ستار حماية الكاتب من التشويه وحماية المعلومة وأعذار حكومية وقحة. يا سادة هذه أجمل فرصة نتعرف بها على الجانب المعتم من المجتمع والزوايا الحقيقية بعيداً عن مسرحيات الديمقراطية.

فى تلك الزوايا المخبأة، حيث يؤمن الفرد بحق إبداء المخالف رأيه، فيشتم ويتمرد حماية لحريته الشخصية ولتسقط كل حرية أخرى.

وأرفض البذاءة والتشهير. لكننى أعرف أن معادلة التوازن بين حرية الرأى وتقدير الآخر مستحيلة جدا. هكذا تربينا.

أحاول معرفة اسمك أو ملامح وجهك لكن عبثاً، فحروفك ورسومك المجهولة هوية جديدة لبعض حماة الالتزام.

مرات كثيرة لا أذكر عددها خرج بها صوتك من مخبئك دون هويتك الحقيقية.

آخرها قبل أيام. اتصال أقلقنى رنينه بعد الثانية فجراً. ترددت ورددت أخيراً: ألو. نادين؟ نعم، من معى؟ ودون اعتذار منك على الوقت المتأخر قلت: لا يهمك اسمى، اتصلت لأقول: اتقى الله وأطيعيه ولا تعصيه، هذا كله لن ينفعك يوم القبر يوم لا ندم ولا رجعة.

الثانية فجراً! ربما كان سماع «صوتى العورة» ضمن أدوات تهجدك الليلى.

وفى مرات عديدة تبعنى وقتاً طويلاً ليقول لى: سأتزوجك لأهديك للصراط المستقيم. كل هذه التضحية من أجلى؟ هل تتزوج كل النساء اللواتى تريد هدايتهن؟

أهناك لبس؟ إذا كان هذا ما يقوله للكاتبة فبمَ يخبر الراقصة؟ أعرف أنه يصفق للعرى الجسدى. طالما أن المتعرية ليست من بلده، وطالما أن المكان خارج الحدود ومخفى عن العيون، وطالما - والأهم - أن الحجاب يغلّف عقلها، فتتمايل أعضاؤها برأس ثابت دون أن تتناثر منه فكرة تنسف معتقد المتفرج الملتزم فتثير غضبه على الشىء الوحيد الذى يفقهه.

بالطبع مع تقديرى للراقصات واحترامى لظهورهن بهوياتهن الحقيقية أكثر من مدعى إيمان يخشى أن أكشف اسمه. يخشى منّى أنا الأنثى. المخلوقة من ضلع أعوج.

وللأمانة لم يحدث أن هاتفتنى جهات مسؤولة ولا أزعجتنى السطات العليا باتصال أو تحقيق. علاقتهم الرقابية معى تقتصر على القص والمنع من النشر. ولو حدث مثل هذا الأمر لكنت قصصته فى مقال أو لقاء وذكرت اسم صاحبه. لكن المسألة أخطر على الحرية من غضب مسؤول. خطورة الرقيب الغليظ المقصود فى سلطة أعلنها لنفسه ومنحته إياها جماعة لا هدف لها ولا غاية.

جهاز الرقابة ضخم، بل ارتفعت ضخامته مع الثورات.. فمع الاحتفاظ بدور المباحث المستمر، ودور المؤسسات الدينية، ووزارة الإعلام، ورقيب الصحيفة (طبعاً أنا محظوظة للكتابة فى هذه المساحة الحرة النادرة)، ينضم رقيب جديد أشرس وأقسى من صورته القديمة هو المجتمع. الرجال والنساء. الجمعيات. الدعاة. الشيوخ... ويبرز بساحة التخويف ثائر غادر. فالشعوب تطالب الصحفى بأن ينافقها. بعدما ظن أنه انتهى من عهد النفاق للديكتاتور الصغير خرج عليه الديكتاتور الأكبر. الشعب.

المواطن العربى لم يعد يخاف، لكنه تحول لممارسة التخويف. مثل كل حاكم سبقه. هذه جيناتنا.

ويصل للطباعة مقال لكاتب بكلمات لا تنتمى لهويته الحقيقية محتفظاً بحقيقته لمجالسه الخاصة. هل نلومه؟ لا. فكلٌّ بحسب استطاعته. ولمن يكتب؟ إن كانت الجهات العليا والقاعدة الشعبية فى حالة تنافس على قلمه وتصريحاته إرضاء لهما لا رغبة بمعرفة الحقيقة. فلمن يكتب؟ من يريد سماع الحقيقة.

اليوم، تلاحقنى عبر تويتر رسائل تحمل عناوين مقالات قديمة. عمرها سنوات. تلاحقنى بشكل مقرف فى انتظار أن أعلن ندمى.

هل ندم شخص أعلن حريته بجرأة قبل ظهور صفحات الإباحة الفكرية وقبل خروج المد الثورى؟ متابع (بلا اسم) يرسل لى عناوين الحرية فى حياتى. أقرأها بفخر. إذ كانت أجمل لحظات ثورتى.

تعرفون ما أجمل لحظات حريتى أيضاً. لقاءاتى والتواصل بينى وبين فئة جليلة من شيوخ تمكنوا بجدارة من موازنة المعادلة المستحيلة عربياً، فجمعوا بين الحرية والدين واحترام الآخر. ومن تلك الفئة القدير الشيخ الحبيب الجفرى، صاحب رسالات السلام وعزيزى الشيخ حسن المالكى عبقرى القرآن.

لمَ لا تفسح لهم المنابر مثل غيرهم؟ لاتزال المنابر حكراً على أصحاب الشتائم والدعوات والتحريض على القتل والتنكيل بالآخر. والآخر ليس العدو الإسرائيلى، كما اعتدنا زمان. الآخر زمن التحرر هو العربى المسلم.

ما كان اسمك؟ لا يهم. ضغطت على (Block) ومحوتك من الصفحة.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر.. يا أهل مصر
- المولد النبوى: شرك أصغر أم أكبر؟
- إخوان الخليج.. مكر الأعدقاء
- نجاة.. لا تموتي
- الشرفاء كلهم خونة
- رسالة إلى حماس.. انتبهوا
- عيون المباحث
- انسوه واغفروا
- فى نادى الكذب الثورى
- الإسرائيلى أحسن من الشيعى!
- أبى.. أريد وقتاً إضافياً
- القابض على دينه
- ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)
- ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
- ثقافة السيقان العارية
- شىء سماه العرب ربيعاً
- حرام يا أخضر حرام
- اسرقوا حسابات الإسرائيليين
- نهاية الأوطان
- احلم.. احلم.. احلم


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - داعية منتصف الليل