أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - نهاية الأوطان














المزيد.....

نهاية الأوطان


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3626 - 2012 / 2 / 2 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



إذا جلس «الإسلام» على عرش الدولة أو القطر وتحول لمسؤول سياسى، فهل تفكر فى انتقاده؟

إذا تحولت الشريعة لقانون، فهل تكفر وتطالب بتغيير بند من قانونها؟

هل تقوى على التظاهر أمام إدارة الحكم وتنادى بإسقاطها؟ يتساءلون: لمن يكون الحكم فى فكر مجالس الثورة الحديثة؟

البعض يقول إن الإخوان متجهون لشريعة الدستور، وأنهم لن يأخذوا بفكرة الحاكمية لسيد قطب، حين صرح القيادى بالإخوان على عبدالفتاح بأن الحاكمية التى قال بها سيد قطب هى للقانون والدستور رأى كثيرون فى ذلك التصريح تراجعاً إخوانياً عن حاكمية قطب. هل هذا الأمر قابل للاستيعاب؟ تخليهم عن أهم أعمدة نشأتهم!

فى أحد البرامج الدينية التى تعلمك كيف تنام وتقوم وكيف تلاطف زوجتك، اتصل مشاهد يشتكى تناقض وتراجع الإخوان والسلف عن حكم الشريعة، فطمأنه الشيخ بأن الدورة الانتخابية ما زالت فى أولها والحكم يكون بعد عدد من الجلسات، ألم تسمعهم يضيفون للقسم عبارة (بما يتفق مع شرع الله)، أكبر دليل على عدم تناقضهم والتزامهم بحكم الشرع.

إذا رجع الإخوان لتقسيم العالم لـ«دار إسلام» و«دار كفر» ولتحكيم الشريعة وللحاكمية (التى تنفى التعددية الفكرية والسياسية وتعادى الديمقراطية، حيث حزب واحد لله وأحزاب أخرى كلها للشيطان وللطاغوت) فى الدول التى صوتت شعوبها لحكم الدين، وفى ظل عدد متلاصق من الحكومات ذات الأغلبية الدينية بمنطقة شمال أفريقيا- فهل تتلاشى الحدود وتعود الخلافة الإسلامية لواجهة المشهد السياسى؟ ولن أقول «العربى» لأن العروبة تتناقص وتضمحل مع تصاعد الإسلامية؟

الخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية الكبرى قادمة بقوة.

سيقول الليبراليون تلك مبالغة، وأقول ليس هناك داع ليطمئن الليبراليون بعضهم قائلين: دعهم يحكموا وسينهيهم الشعب كما بدأوا. إن لم تحدث معجزة فالمستقبل هو للإخوان، للسلف، للحكم الإسلامى، وما صعود السلف إلا لتوزيع الحصص وتحقيق التوازن بين دويلات الإخوان ودويلات السلف فى ظل راية إسلامية سنية كبرى لكن ماذا بعد الخلافة الإسلامية؟ وبعد الوحدة السياسية والجغرافية.. أين ستصبح حدود القطر العربى؟ هل سنذوب كما أذابتنا العولمة؟

حين طرح مفهوم العولمة احتشدت التظاهرات بين مجتمعات العالم الرافضة للعولمة خوفاً على هوياتها المحلية من أن تذوب فى آلة العالمية، ويتحول الجميع لمجتمع بهوية واحدة. فهل سنحتشد بتظاهرات ضد العولمة المضادة؟ ضد قفز السلف على القطرية والوطنية؟

وما مصير هوياتنا العربية بمجتمعات الإخوان والسلف؟ هل سيكون مطلوباً منا أن نذوب مع الإندونيسيين والماليزيين وسكان تركمانستان وأوزبكستان وآخرين؟

هل ينتهى أخيراً وهم القرن العشرين؟ زيف اسمه الوطن العربى؟ هذا واقع كنا نعايشه (وما زلنا) على المستوى السعودى حين كان مطلوباً منا أن نذوب فى المجتمع الإسلامى نابذين كل أشكال القومية والوطنية، حتى وجدنا أنفسنا فى أراضى الأفغان نشارك فى صناعة الإرهاب وكل أنواع الضياع.

إن كان الإخوان يتبعون نهج الحاكمية وديار الإسلام والكفر فالسلف لا يقلون بغضاً للوطنية.

يرى أحد متطرفيهم أن الوقوف للنشيد الوطنى وثنية ومناف للتوحيد، ويقول زعيم السلفية بالجزائر على فركوس: التركيز على مبدأ الوطنية أمر خطير على عقيدة المسلم وواقعه، فإلى جانب علمانيته فهو مزيح لعقيدة الولاء والبراء الشرعى ومقص لرابطة الأخوة الإيمانية.

أما فى (نقد القومية العربية) للشيخ عبدالعزيز بن باز: «فإن الدعوة إلى (الوطنية) وأخوة المواطنة لا تقل خطورةً عن الدعوة إلى القومية العربية، بل هى أخطر، لما فيها من مزيد تشتيت لجمع المسلمين وتحزيبهم». ومما يستدل به دعاة هذا المذهب حديث «حب الوطن من الإيمان»، وهذا حديث لا أصل له، بل إن حب الوطن أمرٌ غريزى لا يترتب عليه حمدٌ ولا ذم حتى يرى مآل هذه المحبة.

آخر الأحداث ندوة عقدت فى الرياض بعنوان (السلفية منهج شرعى ومطلب وطنى) يوحى عنوانها بمحاولة جامدة لتمدين السلفية بجعلها شرطا للمواطنة، نفهم إذن أن الليبرالى والعلمانى والشيعى والمالكى والبقية هم خارج المواطنة.. مازالت السلفية أممية تتجاوز الوطن.

فى العرف السلفى الوحدة الوطنية مخالفة للإسلام، والقتال من أجل العروبة هو قتال جاهلية.

الفكر الإسلامى كله لا يعرف القطرية، مهما قالوا عن التمسك بالوطن، فالوطنية تتناقض تماماً مع فكرة الدينية، الدينية تنفى الوطنية، الدينية والوطنية لن تجتمعا يوماً، فما مصير حدودنا العربية؟

ومتى سيتقرر لهذه المنطقة أن تهدأ؟

تارة يذيبون حدودها وتارة يفصلونها ويقسمونها ثم يذيبون حدودها من جديد، ونقف أنت وأنا نفكر ونقفز منذ مئات السنين مرة على حدود الخلافة ومرة على حدود الوطن، ألا تعلم أن حبنا ممنوع من عبور أى حدود بأمر إسلامى وطائفى ومذهبى وجمهورى وملكى؟



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلم.. احلم.. احلم
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب
- لماذا؟
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
- حياتى كعازبة
- متى أستطيع..؟
- فتوى المرضعات الجدد


المزيد.....




- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- الحسيني والقسام في مواجهة تسريب العقارات لليهود قبل النكبة
- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية مجانًا ...
- ترامب ينشر صورة -مثيرة للجدل- بزي بابا الفاتيكان
- ترامب ينشر صورة له بلباس بابا الفاتيكان بعد -مزحة- أنه يرغب ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - نهاية الأوطان