أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - لماذا؟














المزيد.....

لماذا؟


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



انظروا حولكم. دققوا فى جميع الوجوه. وأحصوا عدد من تحبون وتكرهون. وعدد من تشعرون تجاههم بالحياد.

ستفضلون الإجابة التى تنشرها الصحف والفضائيات وتعلنها المنابر: كلنا شعب واحد، الإجابة العربية غير صحيحة. فنحن على أعتاب حروب أهلية طاحنة ستأكل الأخضر واليابس، ومن يقول العكس ربما متفائل جدا أو من هواة تبسيط المشاكل لدرجة نسيانها وتفاقمها، متخصص فى طمأنة نفسه والناس بأن الدنيا لسه بخير. والدنيا ليست بخير، قريباً، سيتحقق الحلم القومى وستمحى الحدود العربية ولن يكون فرح الوحدة هو السبب، بل لأن المجازر اتسعت وتوسعت، وما عاد للقتل هوية أو جواز سفر يوقفه عند نقاط العبور التى قتل جميع مفتشيها وتحولت لمدافن كتب عليها: «هنا يرقد القانون».

منذ سنين نلقى النذور. منذ سنين نعد الله بالخروج للنهضة والوحدة إن هو أباد الأنظمة وأخرجها من ديارنا. بالنسبة لنا، كان شر الحكومات حصناً رائعاً نختبئ خلفه لتبرير شرورنا. حتى بعد السقوط، مازلنا نبرر.

بعد تساقطها، وجهت للأنظمة اتهامات تفيد بأنها زرعت الكراهية بيننا وأنها خلقت أو رممت أو أعادت ترميم مخلوق لم نكن نتداوله (لفظياً) اسمه فتنة:

- لم نزرعها

- بل خططتم على فرقتنا بكل دياناتنا ومذاهبنا وطوائفنا

- الفرقة موجودة منذ مات النبى

- وهل هذا يقى تهمة إشعالها من جديد؟

- الفتنة موجودة ونارها لم تنطفئ - الاستعانة بها لم تكن تتطلب أمرا عصيا

- كنا متسامحين حتى مع اليهود الذين عاشوا بيننا

- الفتنة موجودة وكان عملى يتطلب أن أبقيها متخفية – خلفت إرثاً دامياً - الفتنة كانت موجودة. أنتم توحدتم ضدى وعدتم لتفترقوا بعدى. لعلكم لم تثوروا لأنى مارست القمع، بل لأنكم لم تمارسوه معى.

الطواغيت يتساقطون. ويخرج الوحوش..

انتهى نظام صدام حسين. العراق مدمر. صدام كان يقتل والأمريكى كان يقتل، لكن العراقيين اقتتلوا بشراهة تجاوزت الأمريكان وعهد صدام، وما زالوا يذبحون بعضهم. ولا أحد يعلم كيف سيكون العراق بعد أن خرج الأمريكى الأخير.

«لبنان».. أكله أبناؤه وانتهى لبنان. «مصر».. الرؤى غير واضحة، معتمة، ضعف الرؤية مخيف. «اليمن».. حكايات عن التقسيم، يرفض كثيرون تصديقها. «السعودية».. كراهية لا تتمنى الموت للآخر، بل التشويه والألم، كل الحقد الطائفى والمناطقى والقبائلى. و«السودان».. انقسم السودان ولم يبك العرب، لم يصرخ العرب.

هذا الوضع المرعب يتم التغاضى عنه، لأنهم منشغلون بخلق جديد. كأن عداواتنا الداخلية لا تكفى. ويخرج الزعماء أخيراً من صومعتهم ليوجهوا الاتهام: إنها إيران.

فقط آمل أن يكون ظنهم فى محله هذه المرة، وألا تكون إيران كالعدو الشيوعى القديم الذى دخلنا لأجله ساحات أفغانستان واكتشفنا بعدها أننا بوهم شيطانى كبير.

وبمناسبة أفغانستان، فقد تحولت لحرب أهلية طاحنة بعد خروج المستعمر السوفيتى، فأمراء الحرب اختلفوا على التركة، وكل صار يريد السلطة. أحياناً يثير هذا الأمر تساؤلاً: هل كان الورثة مؤمنين بالثورة والحرب فعلاً؟

متى ستلتفت الحكومات الخليجية لعلاج مشاعر الداخل؟ ومتى سيلتفت أبناء الثورات ونلتفت جميعنا للانقلاب على أخطاء الذات؟

هذا الشقاء المرعب يتم التغاضى عنه من نجوم الفكر المنشغلين بنقاشات وتحديات.. كل يريد إثبات أن الآخر علمانى كافر أو إسلامى إرهابى. القادمون من المعتقلات يبحثون بدورهم عن كراسى حكم. المكان أصبح متاحا للجميع. الخارجون من توابيت أهل الكهف، غريبو الأطوار، يعدون بإرجاع مجد الخلافة الإسلامية وعهد الفتوحات الكبير. السيطرة على حارة عربية أمر مستحيل، وهؤلاء يحلمون بإعادة فتح أوروبا.

أتمنى ألا تجرى بدول الثورات مقارنات كالتى نسمعها عن عراق ما قبل سقوط البعث وما بعده.. أتمنى ألا نقول إن نجاح ثورة تونس إشارة إلى أن تصديرها لم يكن التوقيت المناسب.

وأتمنى ألا يمارس الفرد العربى شرورا ليثبت تفوقه. وجبروت الأنظمة لن يكون أقسى من جبروت أنفسنا.. أقله أن مباحثها كانت تصطاد المواطن سراً وتسحقه وتجلده خلسة فتحفظ كرامته عن غير قصد، لكن الحرب الأهلية شىء آخر.. مريع، شرس، وحشى، وعلى أسفلت الطريق العام، ونحن على أعتاب حرب أهلية، قولوا لى إنى أحلم.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
- حياتى كعازبة
- متى أستطيع..؟
- فتوى المرضعات الجدد
- ما بكم؟ وما كل هذا الغضب؟
- أنا وأزواجى الأربعة


المزيد.....




- مصر.. مصرع 8 أشخاص وإصابة 3 آخرين في انهيار عقار بالقاهرة
- إسرائيل تعلن تدميرها الأسطول البحري السوري
- جبران باسيل يطالب حزب الله بالتركيز على لبنان وليس المنطقة ا ...
- -بوليتيكو- تدرج بوتين ضمن قائمة الشخصيات الأكثر نفوذا في أور ...
- سموتريتش: تنصيب ترامب يمنح إسرائيل فرصة للإطاحة بحكومة إيران ...
- ما التحديات التي قد تواجه تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا؟ ...
- ميركل: إمدادات الغاز الروسي تقليد جيد اعتدنا عليه منذ الحرب ...
- مصر تدعو لتبني عملية سياسية شاملة في سوريا دون إملاءات خارجي ...
- -سجلها إجرامي-.. بيان عماني حول احتلال إسرائيل لأجزاء جديدة ...
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة ليست مستعدة بعد لإعادة النظر ف ...


المزيد.....

- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادين البدير - لماذا؟