أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - لا تنام أو أنام














المزيد.....

لا تنام أو أنام


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 09:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أريد امرأة تغفر أخطائى الكثيرة

وتنسانى إذا ما غبت كثيرا ثم تهوانى إذا ما عدت قليلاً

وتغنى لى وتبكى وأنا ألفظ أنفاسى الأخيرة

لى رفيق قديم يقرأ دائماً هذه الأبيات (أعتقد أنها للشاعر سميح قاسم) وكنت أسمعه فأستشيط غضباً، لأنى سيدة لا تغفر خطايا عبدها. فليلق الشاعر بأمانيه عرض البحر. ولأنى سيدة لا تتذكر من ينساها. أنا لست كاللواتى ينتظرن ببلادة عودة البطل من شطحاته ورحلاته. ولست أصرف عمرى على أنانى يفترض وفاته قبلى لأكون من يبكى وحيده. أردته قبالتى دائماً.. أناديه فيهب بلمح البصر ليكون بقربى، أوقظه ليلاً فيفاجئنى سهره، يداعب خصلاتى ولا ينام حتى أنام، أهاتفه فيترك دنياه ويأتى ليتعبدفى محرابى بانتظار بعض من كلماتى. وأردته مسؤولاً. سيد ورجل قوى أعتمد عليه حين الحاجة.

حقيقة. كنت أريد كائناً مصمماً لهواى ولأوقات مزاجى. لأنى فى العمل لا أعود أذكره، وحين أتهامس مع الوطن أخون حبيبى كثيراً. وعندما أسافر أدخل فى عزلة ونسيان وأهيم وحيدة. أهيم طويلاً بين سكون وضجيج حتى ترتد لى روحى نقية خالصة من عبث المدنية وشوائبها. لكنى حين أعود من رحلاتى وشطحاتى. أهواه تواباً غفوراً.

يسامحنى دون عتاب، ويعود ليداعب خصلاتى ولا ينام حتى أنام.. أنا بطلة تلك الأبيات وليس أحداً غيرى.

ثم حدثت أمور، وتبددت ظروف، فانقلبت وسئمت وأصابنى الملل. لم أعد أريده منتظراً وحيداً، وصرت أرفض من تعجبه ساديتى كما لم تعد تثيرنى الطبقية التى بيننا. كيف أشرح الأبيات من جديد؟ هل أسمح له بالبطولة؟ أم أقبله شريكاً فى الحكم ؟ وماذا ستقول عنى رفيقاتى بدرب النسوية والاستبداد؟

لست مزاجية لكنى اكتشفت سر الخلود بينى وبينه. اكتشفت أنى لا أحبه ساكناً. أريده مخلصاً ماجناً مثلى تماماً. فعكس المجون يعنى أننا عقلاء. والعقلاء لا ينحرفون. لا ينتجون. لا يبدعون. ماذا لو أقترح عليك أن نكون كلانا بطلا لأبيات حب تنتج إبداعا ولا تقتل؟ تغيب وأغيب. تنسى وأنسى ونعود لنتذاكر بعضنا من جديد كأنها المرة الأولى. هل نحلم بأكثر من هذه الأبدية؟

لما تجبرنا التقاليد على التلاصق حتى الفراق؟.. لما لا تتركنا نحدد مسارات علاقاتنا بشكل ينقذها لأطول مدى؟

لا تسأل عنى. اتركنى أغيب عن ناظريك لتهوانى أكثر. وأفلت بدورى لجامك ليطول صهيلك فى حقول الحرية أكثر وأحبك أكثر

فى حالتنا النادرة سأغفر. وسأستعيد ذنوبك فلا أتذكر منها شيئا وتسأل عن ذنوبى المجنونة فتتحول الخطايا حسنات. فى حالتنا تصبح أبيات الشاعر أكثر عدلاً ومنطقية. كنت صغيرة وأريد حبيباً بشروط العرب التقليدية، والعرب لا يبدعون، آخر إنتاجاتهم كان منذ سبعين سنة أو أكثر. سنخالف معايير البشر دون خجل. ونفترق منحرفين بكل الاتجاهات، تحمينا بوصلتنا دون خوف.

أجمل ما بيننا أننا عازبان تشغلنا المعارك. أصدق إخلاصنا أن أحدنا لا يعرف الآخر. ورغم ذلك لا تنام أو أنام. فابق لأجلى مجهولاً ولا تدعنى أراك. وسنستمع لشدونا وبكائنا وسنطرب للغناء ونحن نلفظ أنفاسنا الأخيرة.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج
- لا للحريات الاجتماعية
- امنحنى السلطة أمنحك الفتوى
- ميليشيا الشرطة الدينية.. قريباً
- حياتى كعازبة
- متى أستطيع..؟
- فتوى المرضعات الجدد
- ما بكم؟ وما كل هذا الغضب؟
- أنا وأزواجى الأربعة


المزيد.....




- أول امرأة وأفريقية تتولى المنصب.. كيرستي كوفنتري تتسلم المفت ...
- “بالخطوات” التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالجزائر 2025 عبر ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر.. الشروط وطريقة ال ...
- ما هي طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت في الجزائر ...
- تأثيرات مذهلة لدموع النساء.. هذا ما يحدث حين تبكي المرأة
- هل بتعاني من سرعة القذف؟
- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - لا تنام أو أنام