أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)














المزيد.....

ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3791 - 2012 / 7 / 17 - 09:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



مررنا بجنيف. بحيرة خالية من الأوهام، تلوث نسبته صفر. وأشكال أنيقة للحياة والألوان. هل تظنون أن سكان البحيرة سعداء؟

بها شىء غير موجود بداخلى، شىء أشتاق إليه ولم أتعرف إليه بعد. سلام، نظام، حضارة، قانون.

يقول لى أحد أهالى جنيف إنه فى السنة الواحدة قد تمر عليهم سبعة أو ثمانية استفتاءات، لدرجة أن شق طريق ما لا تقرره البلدية إنما يصوت عليه الشعب. تصويت لا يتخلله دماء وقتل وحلقات فضائية حول صلاحية الحضارة لأهل المكان، أو عدم أهلية المجتمع بعد لتقبل النظام والقانون والديمقراطية، لينتهى أى نقاش منطقى وواقعى بالوصول إلى نتيجة مفادها تأجيل الحرية لحين إشعار آخر. لا شىء من مهازلنا العربية، لا شىء من ثرثراتنا، لا أحد يثرثر. كل يعرف واجبه وينفذه إن لم يكن بإرادته فبإرادة القانون.

تصوروا أن من يخالف يذهب لتسديد المخالفة بنفسه، والتزام مطلق بتعاليم المرور دون رقيب. تصوروا شارعاً ليس به شرطى، اسمها الحضارة.

فى البدء خُلق الإنسان فى العراء، همجياً لا يملك الوعى. مثله كالحيوان. ومشى فى الدنيا يطمح للمزيد من الرفعة عن بقية الكائنات، لكنه لم يكن متساوياً بسرعة السير، لذا بقى من بقى فى العراء ووصل من وصل لأطوار راقية من الوعى. لنطمئن أنفسنا نحن العرب فمهازلنا ليست دخيلة على الإنسانية بل إخلاص للإنسان الأول الذى يسكننا، أما الساكن بجنيف فتخلص كلياً من شوائب العراء، نسى الفوضى ونسى الهمجية وتعلم الصبر وتعلم الهدوء وتعلم احترام القانون.

أسير ورفيقى فيخبرنا أحد السكان العرب بأنه قدم إلى المدينة قبل ست وعشرين سنة، ومن ذلك الوقت لم تختلف معالم المدينة عدا تغيرات طفيفة بالطرق، أما بقية المبانى فقائمة كما هى، يُمنع الاقتراب من البناء، يُمنع المساس بالعراقة.

عكس عرائنا. نهدم التاريخ والعمران ونتمسك بالأصول من الأفكار. نتراجع فكرياً ونتقدم بنيوياً. لكنه تقدم وهمى. فينا شبق للتنافس عبر الأسمنت. أما جنيف فليس بها ناطحات سحاب، ليس هناك ما يستدعى هدم القديم ورفع الأبراج. القديم يسد.

عكس عرائنا. تهدم منازل ومبان وآثار ويكتب محلها مشروع برج شاهق أو فندق سياحى. أمام هذه المشاريع الهوائية يزيد إحساسنا بالغربة والوحدة.

الأعمار لدينا محدودة، قصيرة. نبنى منزلاً، نهتم به عامين، نهمله عشرات الأعوام، يشيخ، نتخذ قرار الإزالة فوراً، ثم نبيع مكانه شققاً بالملايين، تليها إعلانات رخيصة تقنعك بأنك لو لم تتملك بيتاً فى الدور الخمسين من الهواء فإنك لا تنتمى لروح العصر. حيلة معمارية لتغطية تخلفنا التنموى. فى عرائنا، الأعمار الإنسانية أكثر محدودية من الأبنية. أما جنيف فأكبر مكمل للأمان بها هذا الكم من الطاعنين والطاعنات بكل مكان وبمنتهى الأناقة والاطمئنان. حيث أسكن لا أرى الطاعنين كثيراً، وإن رأيتهم فليسوا بهذا الجلال والهيبة والكرامة. البلد الذى لا ترون به الطاعنين وبهذه الصورة المحترمة بلد مخيف. لا تأمنوا له كثيراً.

يدور السياح العرب حول البحيرة. يدورون، ولا يخجل أحدهم من عرائها. عراء من التلوث والفوضى والعداء وكل الأوهام..

اسمها الحضارة.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
- ثقافة السيقان العارية
- شىء سماه العرب ربيعاً
- حرام يا أخضر حرام
- اسرقوا حسابات الإسرائيليين
- نهاية الأوطان
- احلم.. احلم.. احلم
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب
- لماذا؟
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية
- فى السعودية.. هذه انشغالاتنا
- السعودية: نجم الليبرالية الجديد
- شباب التحرير صناع التحرير
- عيب عليك يا شعب
- كنائس الخليج


المزيد.....




- تونس: أكثر من 60 ألف محضر عدلي في جرائم عنف ضد المرأة والطفل ...
- إيران ـ قانون -العفة- الجديد استمرار لقمع حريات النساء
- عفاف شعيب تنتقد فنانات خلعن الحجاب وتتصدر التريند
- البرلمان الأوكراني يتخذ الخطوة الأولى لتعبئة النساء
- شاهد كيف تمكنت امرأة بلا تذكرة من التسلل على متن طائرة ركاب ...
- الصحة بغزة:كارثة حقيقية تواجه الاطفال حديثي الولادة جراء نفا ...
- الصحة بغزة:كارثة حقيقية تواجه الاطفال حديثي الولادة جراء نفا ...
- محاكمة سفّاح الغربية.. قتل 4 نساء وقطّعهن أشلاء
- الوكالة للتشغيل تعلن شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بال ...
- امرأة تقتل صديقها بوضعه في حقيبة..تفاصيل جريمة بشعة بفلوريدا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادين البدير - ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)