أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - انسوه واغفروا














المزيد.....

انسوه واغفروا


نادين البدير

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 09:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ردود فعل العالم الإسلامى تصيبنى بالخوف.. منطقتنا صارت موحشة ومرعبة، أقدام أناسها تغوص فى الهمجية. أقدامهم تغوص فى عقول طينية.

منطقتنا مخيفة. سكانها تغيروا، لم يعودوا مثل زمان. صاروا قتلى، سفاحين، صاروا يبرعون فى التحرش بالنساء.

سكانها لا يسامحون ولا يغفرون، ومفهوم الشرف انقلب مرات عدة حتى وصل لتعريف جديد ملخصه أن: كل شىء مباح مستباح فى نفس الوقت الذى علينا فيه أن نحكم على كل شىء بصفته محرماً ومنكراً.

هل أدت الاستبدادية للوصول إلى هذه المرحلة المتعفنة من اللاوعى؟ أم أن الاستغراق فى النوم الطويل ينسى النائم أصول الحضارة والمبادئ السماوية.

تسلقوا على جدران السفارات والقنصليات. قتلوا، ضربوا.. لأنهم شاهدوا فيلما وغضبوا. لا أحد يقبل السخرية من الأنبياء ولا الأديان ولا المعتقدات. ولا الإنسانية تقبل أن نخدش إيمان الفرد ومقدساته، لا أحد يرضى لقطات الفيلم السخيف، لكن المبادئ السماوية لا تقبل أن يتعاطى سكان المنطقة مع الحدث بهذا الشكل الهمجى.

الذى نعرفه من تاريخ السيرة النبوية أن الرسول عليه السلام كان يغفر لمن يسىء إليه، كان متسامحاً، لكن سكان المنطقة شوهوا سمعة السيرة، أصبح الإسلام فى عين العالم مركزاً للعنف. وما نعرفه من السيرة النبوية أن أهل قريش كان يلقون القاذورات عليه وهو يمشى، وأنهم حاولوا قتله، وغدروا به.. وأنهم.. وأنهم.. فما كان منه إلا أن غفر لهم. نفس الشىء ستقرؤه عن عيسى عليه السلام إذا ما تصفحت تعاليم المسيحية.

فمن أين أتى كل هذا الشر؟!

هل سيقبل الرسول ردود فعل قومه عقب الفيلم السخيف؟ هل سيقبل أن ينتحر الإسلام على أيدى أهله؟ الإهانات بين أهالى الأديان لا علاقة للأنبياء بها، حتى التصنيفات هى مدخلات لتشويه الروح الإنسانية.

والفراغ يقتل. وفى منطقتنا تمتد مساحات فراغية مهولة. الإبداعات شبه معدومة، وكذلك الاختراعات والأحلام والآمال والطموحات، لم يبق إلا الأيديولوجيات، لكن بمعناها البشرى المادى والهمجى والبعيد كل البعد عن الروحانية.

على منابر مساجدنا تطلق الدعوات على الغرب وأهل الغرب والدعوات على كل أتباع الأديان الأخرى، فكيف كانت ردة فعل أهل الغرب؟ هناك فئات متطرفة متناثرة، لكن الشارع العريض مشغول ببناء الحضارة، ولا وقت لديه للرد على منبر واحد من منابرنا ذات الدعوات الشنيعة المليئة بالتطرف والكراهية. اسمعوا عدداً من أغانى التطرف الموسيقى، اسمعوا ألفاظاً جارحة عن سيدنا عيسى، ورغم ذلك لم نشهد أى تظاهرات وحشية تقتل وتمزق. التطرف لا يُرد عليه بالمثل، بل بإهماله، انسوه لتنتهوا منه.

منطقتنا مخيفة جداً. لقد تعاطف العرب مع الثورة الليبية ضد نظام كان يقتل ويدمر، ونظرنا للثوار على أنهم مساكين يحلمون بالعدالة وبشىء من الإنسانية، لكن حين واتتهم أقرب فرصة للسلطة، حين رأينا الرئيس السابق القذافى بين أيديهم، حين أصبح الحكم بيدهم للحظات، أسقطوه على التراب، لم يحاكموه. لم يتسامحوا. لم يختلفوا عن القتيل.

لا تقولوا إن الثوار ليس لهم قانون. من يقل ذلك يوقع على قانون الهمجية. لا تقولوا إن الغاضب معصوم ومنزه ومن حقه الانتقام وارتكاب المجازر. لا تضيفوا توقيعات جديدة على صحيفة الهمجية.



#نادين_البدير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى نادى الكذب الثورى
- الإسرائيلى أحسن من الشيعى!
- أبى.. أريد وقتاً إضافياً
- القابض على دينه
- ترافقينى؟ طبعاً أرافقك (٢)
- ترافقينى فى السفر؟ طبعاً أرافقك
- ثقافة السيقان العارية
- شىء سماه العرب ربيعاً
- حرام يا أخضر حرام
- اسرقوا حسابات الإسرائيليين
- نهاية الأوطان
- احلم.. احلم.. احلم
- منافق.. خائف.. خائن.. محايد
- من مصر ٢
- رسائل أول السنة
- فى إيطاليا: معبد لمئذنة وصليب
- لماذا؟
- لا تنام أو أنام
- ويل للمنافقين
- سلف مصر.. نسخة تايوانية


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نادين البدير - انسوه واغفروا