أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - كفى فتنة ، فقد بلغ السيل الزبى!














المزيد.....

كفى فتنة ، فقد بلغ السيل الزبى!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كفى فتنة ، فقد بلغ السيل الزبى!
إن الذين لا يعرفون الاسلام السياسي وأهدافه ، سينخدعون بتقمص الادوار التي يحسن لعبها ذوو العقليات العنصرية المنسلخة عن الهوية والثقافة المغربية المتماهين في هوية الشرقيين ، باسم القومية مرة ، أو باسم الدين بمفهومه الوهابي أو الإخواني مرات ، وسيصبحون لقمة صائغة في أيدي هؤلاء الذين يسيئون إلى الاسلام أكثر مما يحسنون إليه ، حيث أنه رغم ما يصرحون به ، من احترام لحقوق الإنسان والاعتراف بالتعدد والتنوع الثقافي واللغوي ، الذي ناضلت الحركة المدنية الثقافية منها والسياسية منذ الستينات من القرن الماضي لنشرها ، وإعادة الهوية المغربية لشريحة واسعة من ابنائه ؛ فإننا نجد أن غالبيتهم لازالت متمسكة وبإصرارهم شديد على شن غارات مشبوهة وحاقدة وغير بريئة لطمس معالم ، المكون الامازيغي المرتبط - منذ آلاف السنين - بأرض تامازغا عرقا وثقافة ولغة وتاريخا وحضارة وتجدرا ، بغية جعل منطقة شمال إفريقيا بؤرة للفكر الوهابي ، حيث لا يمر يوم إلا ويرتكبون فضيحة من فضائحهم ضد الأمازيغ الأبرياء هنا وهناك إرضاء لأصحاب الفضل عليهم مقابل البيترودولار ، رغم ما يشكله ذلك من تهديد لقيمة وهوية وثقافة الأمازيغ الضاربة جذورها في التاريخ ، يعزز ذلك ، الطرح الذي طرحه المفكر محمد عابد الجابري في احدى محاضراته بالإمارات العربية المتحدة في التسعينات من القرن الماضي حين ربط الوحدة الاسلامية بتعريب الشعوب الاسلامية بقوله : " الوحدة الاسلامية لن تتحقق كاملة من المنظور الاسلامي نفسه إلا عندما يتعرب غير العرب من المسلمين لسانا و ثقافة" جريدة " الأفق" المغربية عدد 18 سنة 1992 صفحة 8 ..
قد تتسبب مثل هذه الممارسات اللأخلاقية للفكر الإسلاموي والقومي بالمغرب في تفجير صراعات مريرة يمكن أن تصل حد الحرب الأهلية ، بين الأمازيغ الراكعين المسبحين المؤمنين ، والإسلامويين الكارهين لهم وللغتهم وثقافتهم ومن سار في ركبهم من ذوي الميولات الشرقانية النكوصية الجاهلة الجامدة واستبدادية المروجة للثقافة المتخلفة والمكرسة للأحكام الخاطئة والفكر الخرافي المكبل والمعطلة للقدرات والكفاءات لخلاقة النسائية ورجالية ، الذين لا يتردد الكثير من أئمتهم ووعاظهم ومثقفيهم وحزبييهم عن التهجم على اللغة الأمازيغية في كل المناسبات وفي كل المواقع حتى من على منابر الوعظ الديني منها ، على أساس أنها مجرد لغو يحرم تداوله بين الناس - كما حدث بأحد المساجد بمنطقة "ايمنتانوت " حيث كفر أحد الوعاظ المستلبين ، كل من يستعمل اللغة الأمازيغية حتى في التحية ولو بكلمة "أزول فلاون" التي تعني "السلام عليكم" بالغة الأمازيغية -..
وضع مقلق ، بما ينزح اليه من اذكاء الشقاق والتصادم والصراع الطائفي المهشم للوضع الأمني بالمغرب ، والذي بدأت بوادره تظهر جلية في ردود الافعال القوية والفورية والمحتجة التي أبدتها الكثير من الحركات الأمازيغية والمنظمات الحقوقية والمدنية ، وعدد من الشخصيات الوازنة من مختلف التوجهات بما فيهم بعض قادة الأحزاب السياسية المعادية للأمازيغ ولغتهم ، كحزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه المقرئ أبو زيد الذي أيقض الفتنة النائمة ، كالقيادي السيد سعد الدين العثماني الذي لم يخفي تفاعله مع هذا النقاش/الصراع ، وسارع إلى الإعلان في صفحته الشخصية على فيسبوك عن رفضه لما تفوه به أبو زيد في حق الأمازيغ خلال إلقائه محاضرة في إحدى دول الخليج ، ونكتته السمجة عن "البخل" التي الصقها بالمنحدرين من منطقة سوس. قائلا : "لا يمكنني إلا أن أعبر عن رفضي صراحة لكلامه (يقصد المقرئ أبو زيد) وخصوصا أني معتز بأمازيغيتي وسوسيتي .. حزب الاستقلال الذي خرج امينه العام حميد شباط منددا بالإرهاب الإسلاموي .
وضع حرج فعلا ، يفرض على النخب المثقفة الوطنية المزيد من الحرص والصمود والتبات والتبصر والتدخل العقلاني وتحكيم سلطة القانون ، وملأ الساحة بنقاشات وحوارات بناءة تساهم في تمتين صرح الوطن وتقوية شوكته ، بدل الانسياق السلبي والإنجرار وراء نقاشات عقيمة لا تنتج إلا تخلفا وتأخرا عن قافلة الإصلاح والتنمية.
كما يلزم الدولة بتحريك وتفعيل المساطر القانونية بحزم ودون تساهل أو محابات ،وإعلان حملة وطنية ضد فقهاء الفتنة من أجل دفعهم الى مراجعة سلوكهم الخاطئ أرائهم السياسية المتطرفة التي يتعمدون إقحامها في منابر المساجد التي لا يجوز فيها الشقاق والصراع والتصادم لأنها أماكن للعبادة لا لإثارة الفتن ، وذلك بتبني مقترح قانون الذي تقدم به نواب من فريق الأصالة والمعاصرة في مجلس النواب ، والذي يجرم "التكفير" ، سواء تعلق الأمر بالأشخاص أو الهيئات بجميع الوسائل ، بعد إدراجه ضمن دائرة "القذف" حتى لا تتفاقم ظاهرة التكفير والقذف الدخيلة والخطيرة على أمن البلاد ، والتي أصبح المجتمع المغربي يشهد تفاقمها في الآونة الأخيرة ، فتلتهم ما تبقى من حياة التحضر والمدنية بهذا الوطن . لقد آن الأوان أن تضاء كل الشارات والأضواء الحمراء في وجه كل العابثين بهذا الوطن من عصابات التشدد والتطرف الإرهابية التي لا تؤمن بالديمقراطية والتعددية والحداثة ، وتقوم بتكفير كل من يحمل رأيا مخالفا لقناعاتها ، تحت غطاء الدين والعروبة ، لتقول لهم توقفوا عن محاولاتكم المتكالبة الهادفة إلى تعطيل ورش الإصلاح الديمقراطي الذي انخرط فيه شرفاء هذا الوطن منذ سنة2011 في سياق موجة الربيع الديمقراطي ، وعلى رأسهم ملك البلاد محمد السادس نصره الله ,، كفى بكل اللغات فقد بلغ السيل الزبى ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملات العنصرية الخاسرة للإسلاميين ضد الأمازيغ .
- كل عام و -رجال العام - ، بكل خير !
- الويسكي والشمبانيا في ميزانية 2014 للحكومة الإسلامية !
- كل عام وانتم بالف خير ...
- تشييع جماعة الإخوان إلى مثواها الأخير !
- بياض الثلج يزين حمرة لافتات المشاركة في استفتاء الدستور..
- الرياضة والسياسة (5) .
- حفل افتتاح الكارثي وفاشل بكل المقاييس
- جولة في مطاعم الفول الشعبية 2
- جولة في مطاعم الفول الشعبية
- رحيل طود الشعر العامي المناضل ، أحمد فؤاد نجم..
- الرياضة والسياسة (3)
- الرياضة والسياسة (4)
- الرياضة والسياسة (2) الشعارات السياسية في ملاعب كرة القدم .
- الرياضة والسياسة ، شارة رابعة مثالا !
- أكاذيب موضوعة لزعزعة الأمن القومي !!
- محاكمة رؤساء مصر جرس إنذار لجميع الرؤساء .
- مراسلة حية من دار أبرا القاهرة .
- رؤساء وراء القضبان !!
- ذكرياتي مع العيد الكبير !!(5)


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - كفى فتنة ، فقد بلغ السيل الزبى!