أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد على السيدة مرح البقاعي














المزيد.....

رد على السيدة مرح البقاعي


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بمقالك المنشور هذا الصباح في الحوار المتمدن
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=395443
تصورين هيكل مأساة سوريا وشعبها, بشكلها الكافكاوي المأساوي الحزين, والذي تخلت كل مظاهر الإنسانية عنهما ببراعة دعائية بارعة. ومما لا شك أن علاقاتك وخبرتك الأمريكية الطويلة التي وضعتها في خدمة عائلة بــوش والحزب الجمهوري الأمريكي, تظهر بشكل ملموس براعتك وقدرتك الواسعة بإظهار الوجه الأبيض أو الأسـود الذي تريدين بهما لفت أنظار المتابع العاطفي العادي. وإني أشهد لك عبر مقالاتك المتعددة على منابر إعلامية عالمية, ببراعتك الفائقة في هذا المجال........
تظهرين لنا دوما أن أسباب النكبة السورية, خلال هذه السنوات الثلاثة الأليمة الحزينة, وحتى ما سبقها, هي فقط وبلا أي تحيز, ومع تأكيداتك المدروسة المنظمة.. أن السلطة السورية الحالية وجيشها النظامي, هما المسؤولان الوحيدان الملتزمان عن كل حصالات هذه النكبة المرعبة تاريخيا, على جميع الأراضي السورية.. بلا نقاش. وأنا مبدأيا أوافقك ــ جزئيا ــ على ما تكتبين. هناك مسؤولية كبيرة لهذه السلطة الحالية والي سبقتها.. سياسيا.. تاريخيا.. مخابراتيا.. مزاريب فساد.. إهمالا.. غباء وجهلا... أوافقك على كل هذا.. دون أي تردد.. وأن يحاكم المسؤولون تاريخيا وقانونيا فيما بعد.. أكرر إعادة موافقتي.. نقطة على السطر.......
ولكن يا أستاذة مـرح الـبـقاعـي... تهملين نقطة رئيسية هامة... كأنما توجهين كاميرتك الخفية باتجاه واحد.. على منظر واحد... هاملة عن قصد تقني.. أو بسبب وجود كاميرا واحدة لديك على هذا التسونامي الرهيب.. ناسية عشرات الفرق والجحافل التي تحمل أســام إسـلامـيـة.. كأنما لا وجود لها على الإطلاق.. أوكأنما هي مجموعة من الملائكة التصورية التي تحوم فوق سوريا.. كالأســاطير الدينية المبردخة.. المعادة.. الملمعة.. جـاءت لإنقاذ سوريا وشعبها.. من شياطين السلطة.. أو من نيرون وتيمورلنك وجنكيزخان...
بكتابتك نوع من خبرة مكاتب غــوبــلــز النازية في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي... خبرة دعايات كاذبة موجهة قاتلة.. لا تبعد كثيرا عن أسلحة الدمار الشامل. لأنها قاتلة.. مخفية بصمت مقصود.. تزحف باتجاه العقول البسيطة وتوجهها بعيدا عن كل من اشتركوا ـ بشيطانية عنيفة ــ بحلقات واسعة بهذا الهولوكوست السوري كما تسمينه... وهل داعش والنصرة وجند الإسـلام وعشرات التسميات الإسلامية الرهيبة الأخرى.. بــراء من آلاف المجازر والذبح ونهش القلوب والمحاكم الشرعية والسبي والقتل المفتوح والاغتصاب ونكاح الجهاد.. أشــرف وأبرأ بدرجات مما تتهمين بـه جيش السلطة أو المجموعات التي تحارب لحمايتها... والتي لا أبرر ولا أدافع قطعا عن تكرار أخطائها اللاإنسانية.
وأنت تعلمين أنه لا توجد على الإطلاق أية حرب نظيفة.. مهما كانت الدوافع والأسباب. وأنت تحاولين ببراعة مهنية مدروسة, تغطية وجوه مشاركة بفظائعها وجرائمها وأخطائها وفجورها وسوادها التي نزعت عن هذا البلد التاريخي الذي خلق أولى الأبجديات والحضارات والقوانين الإنسانية... وجوه بلا وجوه تحت رايات سوداء.. متنكرة تحت أسامي الله ورسوله.. وكل الأديان منهم بـراء.
لم تذكري مرة واحدة بكل كتاباتك تعدي هذه الجحافل الملتحية المغبرة الغريبة ضد الأقليات والطوائف الأخرى ودور عبادتها ومسؤوليها وشخصياتها وراهباتها ورهبانها.. لأنهم الوجه الآخر الكافر.. ناسية أو متناسية أن هؤلاء المذبوحين هم أحفاد بناة هذا البلد واستقلاله واقتصاده وأولى نبضات حضارته... لم تديني مرة واحدة بعشرات كتاباتك الفائضة المنشورة بكل مكان, هذه الجحافل الإسلامية التي لا تفقه أي معنى لكلمات الديمقراطية والحرية أو حقوق المرأة.. وتعتبرها كفرا.. وكل من يلفظها كافر زنديق... حلال قتله.. وفصل رأسه عن جثته...
يا سيدتي رغم رونق كتابتك وألوان صيغتها الحنونة الجذابة.. لكنها تنقص دقة وحقيقة حقيقية.. حتى تتكامل وتقترب ــ جزئيا ــ من الحقيقة الحقيقية.
أنا أحترم رأيك.. وأفهم غضبك (الشخصي) على هذه السلطة الحالية.. ولكن الطرف الآخر.. أو بالأحرى الأطراف الأخرى المتعددة, والتي تدافعين بمهنية زائدة عن وجهها الأمريكي.. تتساوى مع هذه السلطة وأكثر بكل التجاوزات الغير إنسانية, والتي لم تعرف البشرية شبيها لها بأعتم عصورها... وخاصة أنها تفعل هذا بـأشـكـال عرقية طائفية منظمة.. وهنا أنت وأنا متفقان على التسمية : جريمة ضد الإنسانية. ودوليا كل مرتكبي هذه الجرائم ملاحقون.. ومرور سنين طويلة ــ قانونيا ــ لا يمحي ملاحقة هذه الجرائم... ولكن علينا أن نسمي القطة قطة.. وألا نتهم بالجريمة أطرافا واحدا... ونغطي وننسى ونهمل أطرافا مشاركة أخرى.. كما تفعلين... وهذا يوما سوف يعتبر.. يوما.. عندما يصمت الرصاص.. عندما يكف ويجف بترول تمويل الرصاص.. ولم يعد هناك رصاص للقتل والتقتيل.. حينذاك.. حينذاك كل من شــاركوا بتغطية وإهمال ذلك الوجه الأخر... شـــركـاء بالجريمة..... آخـر نقطة على الــســطــر!!!......
يا سيد مرح.. لك مني تحية صادقة.. فولتيرية...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكهنات.. معقولة... أو كلمات غاضبة...
- البابا الحالي فرانسوا... وتساؤلات بسيطة أخرى...
- طبول الفتنة...
- تحية... أما بعد... نداء أخر...
- كلمة أخيرة ل 2013
- آخر الاشتراكيين يشحد في مملكة العتمة
- رسالة صادقة إلى الدكتور سامي الذيب
- في جنيف... أو في جزيرة الواق الواق...
- الشام.. مارك توين..الميلاد...
- رسالة قصيرة إلى السيدة ليندا كبرييل
- رد ضروري على مقال السيد برهان غليون
- جنازة سورية
- عودة ضرورية إلى كتابات حسن محسن رمضان
- الطائفية.. والحقد الطائفي...سلاح دمار شامل.
- رد على مقالات الكاتب الكويتي حسن محسن رمضان
- رد إلى السيدة الرائعة منى حسين
- هل نحن بحاجة إلى مانديلا سوري؟؟؟...
- مباشر... من مدينة حلب المنكوبة.
- متابعة الإرهاب الطائفي... سياسة.
- تجارة الخطف لقاء فدية في سوريا


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رد على السيدة مرح البقاعي