جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 3 - 14:00
المحور:
الصحافة والاعلام
الإعلام العربي دائما إعلام كاذب ومخادع ومضلل,وليس كاذبا في القضية الفلسطينية وحدها,وإنما كاذب في كل شيء, فهو يخدع المواطن العربي ولا يقول الحقيقة والدولة تسيطر على المعرفة وإنتاج المعرفة وتسويقها وتحويلها إلى سلوك على أرض الواقع, الإعلام العربي يكذب حتى في النشرة الجوية لأخبار الطقس,وشيوخ المساجد كل أسبوع وكل يوم بل وكل ساعة يسبون المسيحيين واليهود من خلال سورة(الفاتحة) كل يوم دون أن يعتذروا لليهود وللمسيحيين,والأدهى والأمر أنهم يظنون بأن السب والشتم مقدس وبأن اليهود والمسيحيين أعداء الله,ومن المسئول؟إنه الإعلام العربي الكاذب والمخادع,الذي يخدع العالم وكله ويخدع نفسه.. أما في القضية الفلسطينية فحدث عن الكذب ولا حرج, هم يصورون الشعب والحكومة والدولة الإسرائيلية على أساس أنها دولة توسعية مثل الثعبان تحاول ابتلاع فلسطين بالكامل والدول العربية المجاورة, وهذا غير صحيح مطلقا, فهنالك حدود معترف فيها دوليا,وإسرائيل تعترف بحق الشعب الفلسطيني بأن يمارس سلطته الإدارية على أرضه وشعبه شريطة أن يحترم وجود دولة إسرائيل كدولة مجاورة لمنطقة الحكم الذاتي.
الإعلام العربي كله إعلام خادع ومضلل,وهو إعلام لا يقول الحقيقة خصوصا عن إسرائيل التي يدعون عليها بأنها تريد احتلال الوطن العربي من النيل إلى الفرات,وهذا أسطورة دينية لا تؤمن فيها دولة اليهود العلمانية, فاليهود شعوب مسكينة ومضطهدة يريدون العيش بسلام بجوار الدول العربية وأن تكون هنالك علاقات دبلوماسية مفتوحة وأخوية بينهم وبين العرب,والإعلام الفلسطيني أيضا يضلل العالم العربي كله,ومن المؤسف له أن الشارع العربي ينجر وراء هذا التضليل والخداع وتخرج المظاهرات دوما تحرق فيها أعلام الدولة العبرية الإسرائيلية علنا أمام الناس منددين بسياسة الاستيطان التي تسعى إليها إسرائيل, على أن الشعب الإسرائيلي يريد فقط إحياء دولته التي طردوهم منها العرب منذ بداية المد الإسلامي الذي اكتسح معظم آسيا وأفريقيا, فالعرب هم من احتل إسرائيل وأخرجهم من أرضهم وتسببوا لهم بالتشرد في حارات المدن الأوروبية.
وعلى فكرة تواجد الشعب العبري والفلسطيني على هذه الأرض اليوم تاريخيا بنفس الوقت,ومنذ القدم كان لليهود مدنهم وللفلسطينيين مدنهم ولم يكن أحد يقترب من أحد أو يعتد عليه إلا في بعض الظروف الطبيعية التي تحصل في كل النزاعات الدولية,وبما أن الفلسطينيين أيام دخول الإسلام إلى فلسطين وإسرائيل,قد دخلوا في الإسلام وبقوا في أرض فلسطين وفضل معظم اليهود مغادرة إسرائيل, لهذه الأسباب تم دمج القضية الفلسطينية مع الإسلام,وأصبحت قضية فلسطين وإسرائيل قضية دينية.
الإعلام العربي بخصوص القضية الفلسطينية وإسرائيل يحاول أن يخدع شعوب العالم,والغريب في الموضوع أن الإعلام العربي والفلسطيني ليس ف5اشلا في خداع العالم العربي والغربي,بل هو ناجحٌ جدا في هذا الخداع,وأنا أعيش في الأردن وصار عمري42 سنة لم أجد طوال حياتي مواطنا أردنيا أو سوريا أو مصريا أو عراقيا يعيش على الأرض الأردنية إلا وكانت لديه أفكار مشوهة عن إسرائيل والقضية الفلسطينية,ولم أجد طوال حياتي أردنيا يعترف بأن الشعب اليهودي شعب مسكين وضحية للسياسة الأمريكية والعربية معا, فهذا الشعب طوال حياته مشرد والشعب العربي الإسلامي طوال حياته لديه أفكارا مغلوطة وغير صحيحة عن إسرائيل,ولكن من المسئول؟ المسئول هو الإعلام العربي الذي نجح في تزوير الواقع والتاريخ, وأجهزة ووسائل الإعلام الغربية وأيضا منظمات حقوق الإنسان وكل مؤسسات المجتمع المدني المعنية بقضايا حقوق الإنسان ونشر ثقافة حقوق الإنسان,كل تلك المؤسسات لا يسيطر عليها اليهود كما يقال, بل على العكس,فالإعلام العربي والفلسطيني هو من يسيطر على تلك المؤسسات وينالون تعاطفاً شديدا من قبل وسائل الإعلام الغربية ضد إسرائيل, إن الفلسطينيين هم من يخدع الإعلام العربي والعالمي, وهم من يبث الدعاية عن الشعب الإسرائيلي بأنهم وحوش يبقرون بطون النساء ويغتصبون في سجونهم النساء الفلسطينيات, على أن ما تفعله إسرائيل مع المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية لا يشير بتاتا إلى أناسٍ متوحشين بل على العكس,فالدول العربية هي التي تمارس أسوأ معاملة للمساجين السياسيين وغير السياسيين, ولا يمكن أن يكون ما تقوله أجهزة الإعلام العربية عن إسرائيل حقيقة بل فيه كثير من المبالغة وعدم الجدية.
وفلسطين بالذات تخدع الشارع العام العربي من خلال نشر صور عن عمليات للجيش الإسرائيلي في عمق الأراضي الفلسطينية, على أن الحقيقة تقول غير ما تقوله أجهزة الإعلام فإسرائيل لا تريد تفريغ الأراضي الفلسطينية من السكان مطلقا,وإسرائيل تعترف بحق الشعب الفلسطيني على الأراضي الفلسطينية بحيث تكون مدن للشعب الفلسطيني يحكمونها إداريا وشرط أن يعيشوا بأمن وسلام بجوار دولة إسرائيلية عبرية مع اعتراف الفلسطينيين بحق اليهود المشروع في أرضهم وبلدهم ووطنهم الذي فقدوه منذ مئات السنين وجاء الوقت اللازم لكي يعترف العربُ والمسلمون بحق عودة اليهود إلى يهودى والسامرة, فحسب قراءاتي للقضية الفلسطينية إسرائيل عرضوا قبل ال48 على الفلسطينيين بعض المدن على أساس تقسيم فلسطين إلى دولتين دولة عبرية ودولة عربية ولكن الفلسطينيين لم يقبلوا بهذا التقسيم واعتبروه مصادرة للأراضي الفلسطينية وماذا كانت النتيجة؟,لقد خسر الفلسطينيون عرض إسرائيل عليهم في ال48,واليوم ما زالوا متعنتين وما زالوا يخسرون أكثر وأكثر,زد على ذلك أن اليهود قبل ال48 لم يقاوموا الاستعمار البريطاني لفلسطين كما قاوموه العرب, لذلك وجد الانكليز في اليهود بذرة طيبة للتعامل معهم مستقبلا بينما كان العرب ينجرون خلف عواطف كاذبة لذلك كسب اليهود الانكليز وفي نفس الوقت عرض اليهود على الفلسطينيين عرضا سخيا من خلال اتفاقية سايكس بيكو ولكن الفلسطينيون أخطئوا جدا في تقديرهم للأمور ولذلك سارت أمورهم من سيء إلى أسوء حتى اليوم.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟