أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - أين أذهب!














المزيد.....

أين أذهب!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 18:20
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أين أذهب وأين أتوجه بوجهي؟ أين أذهبُ هذا اليوم بمنديل أمي الذي ملأته من ماء عيوني!, أين أذهب بكل جوارحي ومشاعري وأحاسيسي؟ إنني أركض في الشوارع وكأنني في سباقٍ مع الزمن,إن الوقت يداهمني,وإن الظلام يهجمُ عليّ من كل جانب,من أين لي بإنسانٍ يحمل في وجهه تجاعيد صادقة؟,إنني معلقٌ من خاصرتي على جدار الصمت الذي سينفجر إن عاجلا أم آجلا,أنا المتيم بالحبر وبالورق,وأنا المشحون بطاقة كبيرة من العذاب,أين سأذهبُ اليوم ولمن أشكو ظنوني وشجوني,إنني أنهار في كل يوم,إنني لا أقدر على الحركة وكل أطرافي ممددةٌ أمامي وأنظر إلى نفسي كجوادٍ سقط عن ظهر حصانه..أين أذهبُ بأسئلتي الكثيرة التي ظهرت على وجهي كطفح جلدي,أين أذهبُ هذا اليوم بمكنونات صدري,إن أضواء المدينة تنكسر في داخلي وبعض الناس مثل الشموع يضيئون قلبي وعيوني.

أي حضنٍ اليوم يقبل بأن يحتضنني ولو لعدة دقائق؟ من أين لي بامرأة هذا اليوم تلتهم شفاهي وعنقي , وتسافرُ في خاصرتي مثل حبة الأسبرين؟أين أرمي بكل أوجاعي وآلامي وأحزاني,أين أنام هذا اليوم وأي ذراعٍ تمتد تحت رأسي لأتوسدها ! وأي عيونٍ تلك التي على استعداد بأن تخبئني في داخلها وتطبقُ عليّ جفونها؟,أين أنوء بحملي الذي قسم ظهري؟ من يحملُ عني؟ من يدفع عني؟ أي أرضٍ بعد الذي حصل تتقبل خطواتي عليها علما أن خطواتي على الأرض مثل دبيب النمل,أنا إنسان واضح في كل شيء ومن أحبني وأعطاني وجها يبشر بالحب أصلي له في اليوم الواحد عشر مرات,أنا إنسانٌ مهموم جدا ويكاد الحزن أن يقتلني,مهموم بالثقافة وبمؤسسات المجتمع المدنية وبالأحزاب السياسية,وبرومانسية السلام..أنا إنسان أخاف أن أضيع واتوه في قصة ضياع جديدة,أنا في اليوم الواحد أحتاج لعدة أحضان أقتل فيها آلامي وأحزاني,ففي ساعات الفجر الأولى أحتاج إلى حضن عدد(2) وفي الظهيرة أحتاج من كثرة التعب لأربعة أحضان وفي ساعات المساء الأولى أحتاج إلى ثمانِية أحضان وعند النوم أحتاج إلى ستة عشر حضنا,يامن يضمني في العتمة مثل الأطفال... أنا إنسانٌ لا اعرفُ لي شبيها يشبهني أو صديقا يدفع عني سُم البعوض الذي يحاول أن يلطخ لي قلبي بالمايكروبات.

لمن أبث حزني وإنني؟, لمن أصرخ بأعلى الصوت؟ أسئلة تكاد أن تقضي على كل ما تبقى بي من محاولات لفهم هذا العالم, إنني أدرك أنني إنسان ضائع وإنسان لا يعرف الراحة أبدا ومكتوبٌ عليه أن يبكي ليل نهار على مصير هذه الشعوب التي لا تعرف من أين أتت ولا إلى أين ستذهب, إنه الحمق بعينه,وإنني في بعض الأحيان أكون ممتنا جدا لأولئك الذين ظلموني ولطموني على خدي الأيسر,إنني مدين بحياتي لأولئك الذين طردوني من مجالسهم,إنني أكن الكثير من الاحترام لأولئك الذين رفضوا وجودي بينهم,إنني وجدت نفسي بعد أن أضعتها,وإنني أشكر كل الذين رفضوا وجودي بينهم ذلك أنني وجدت أصدقاء حقيقيين لا يكلون ولا يملون من صداقتي.

أين سأهرب هذا اليوم بكل ما عندي من أفكار وأطروحات فكرية, أين أهرب هذا اليوم إلى أناسٍ يستمعون لقصائدي التي كتبتها حزنا عليهم؟ من الذي سيجعل مني هذا اليوم تحفته وزجاجة خمره؟ومن هي المرأة التي ستجعل مني هذا اليوم زجاجة عطرها, أنا أتشح بالسواد حزنا على هذا العالم المكتئب وأكاد أن أخلق من جسدي الذي عجنته بأناملي دواء للمتعبين من السفر, إنه الحلم الأبدي الذي يتكرر معي في كل يوم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب المسلمون
- الاتحاد في المسيحية والانقسام في الإسلامية
- طلعوا أهلي ناس محترمين
- صلاح الدين الطاغية
- هل هنالك دولة أوروبية تقبل بأن تشتري منا ديننا الإسلامي؟
- العقل والنقل
- العرب كذابون
- التطبيع مع إسرائيل2
- هل كان أبو بكرٍ عميلا مزدوجا؟
- قراءة حداثية للقرآن
- فنجان قهوتي وفراشي ما زالا ساخنان
- الإسلام دمر الفنون الجميلة
- أريد
- هل كان محمد يحفظ القرآن غيبا؟
- اعتدنا على الغش
- إسلام أبي هريرة2
- أحبكم يا أصدقائي
- حواري المسيح وحواري محمد
- التطبيع مع إسرائيل
- المثقف والدولة


المزيد.....




- أخذ -منعطفًا خاطئًا-.. سيارة رجل مسن تعلق على السلالم الإسبا ...
- الموقف من -اغتيال خامنئي وقلب نظام إيران-.. الكرملين يعلق بر ...
- طاقم CNN يرصد نشاطًا جويًا متزايدًا في سماء طهران.. شاهد ما ...
- عشرات القتلى في غزة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة
- تحديث مباشر.. نتائج ضربة إيران بإسرائيل وتصريح جديد لنتنياهو ...
- أثناء استعراض مراسل CNN لأضرار هجوم إيراني على الهواء.. سقوط ...
- ما هو الدور المحتمل لبريطانيا إذا انخرطت واشنطن في الصراع ال ...
- موقف ألمانيا من نزاع إسرائيل وإيران في ضوء القانون الدولي!
- بيسكوف: الحديث عن اغتيال خامنئي أمر غير مقبول
- نهاية العالم بين -أم الحروب وأم أمهات القنابل-!


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - أين أذهب!