العرب كذابون

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 19:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

نحن كشعوب عربية محرومون من متع الحياة لأن عقولنا العوجاء تنغص علينا عيشتنا وأينما ذهبنا نواجه الفساد في كل مكان,ولا يوجد مكان فيه عرب إلا ونجد معهم الكذب والسرقات والحروب والدماء والجهل والتخلف , نضحك على أنفسنا ببضع آياتٍ قرآنية نظن من خلالها بأن(نتن ياهو) أو أي رئيس حكومة إسرائيلية سيدخل النار وقادتنا المفسدون سيدخلون الجنة, ونظن بأن أعظم عظماء أوروبا سيدخلون النار وأخس وأقذر ناس عندنا سيدخلون الجنة, فهل من المعقول أن يدخل (آينشتاين)النار؟أو (أديسون)النار؟وأن يدخل مفتي بول البعير الجنة؟ ونظن بأن الذي يزني بامرأة ثانية وثالثة ورابعة زواج حلال ولا نعلم بأن هذا زنا وتعدي على كل الحقوق الدينية والمدنية للمرأة ..لقد مللنا ومرضنا من كثرة القطيعة بيننا وبين العالم المتحضر,والعالم كله فقد فينا المصداقية.

كل شيء ينقصنا,فنحن بحاجة إلى مشروع يعوض خسارتنا, نحن بحاجة لمن يعدل لنا رقابنا لكي تبقى متطلعة إلى الأمام,نحن نعيش مع أشباح الماضي في كهوفٍ مغلقة ,نحن أمام العالم الآخر لا نسوى أي شيء وعبارة عن شلة مجانين ومخدرين بالدين, نحن نحاول فتح العالم وتعليم الناس القراءة والكتابة ونحن أحوجُ ما نكون إليها,فكيف نفكر بفتح الهند والسند وإدخال ديننا إليهم ونحن أحوج ما نكون بحاجة لمن يهدينا إلى سبل الحياة, نحن بأمس ما نكون بحاجةٍ إلى نهضة تعليمية وتثقيفية نتعلم من خلالها على كيفية التعامل مع الآخرين ,نحن لا نفهم إلا بالقمع والقتل والسلب والجور والظلم والكذب على كل الناس, نحن لا نستحق أن نُلقب بالبشر ولا يصح أن يقال عنا بأننا من جنس البشر, نحن عبارة عن مجموعة من قطاع الطرق وهذا هو أفضل لقب نستحقه وعن جداره فلا يجوز أن نقول عن أنفسنا بأننا دولة وعندنا حكومة..نحن بحاجة إلى مصانع للعطور بدل أن تفوح علينا رائحة الدم من كل مكان, نحن مجرمون بالفطرة ومجموعة من الكُسالى والمتعطشين للدم ..بلادنا مليئة بالانتحاريين وباللصوص وبالمتاجرين بالدين وبأرواح البشر ,تنقصنا جامعات وليس مدارس كبيرة,فجامعاتنا عبارة عن مدارس ابتدائية لا يصح أن نقول عنها بأنها جامعات أكاديمية, فبيننا وبين الأكاديميات أكثر من 1000 ألف سنة ضوئية,ونحن بحاجة إلى تعلم أساليب حديثة في التدريس والتوجيه والإرشاد النفسي,وبحاجة إلى تطوير الأبحاث العلمية, فمعظم الأبحاث من رسائل ماجستير ودكتوراه عبارة عن تكرار ممل وسرقات علمية بأساليب خبيثة.

العربُ المسلمون كذابون من أساسهم إلى رأسهم,يصلون في اليوم الواحد خمس صلوات ويكذبون على الله أكثر من خمسين مرة..نحن بحاجة إلى معجزة سماوية لتنقضنا من أنفسنا لنتعلم من خلالها أن نكون صادقين مع أنفسنا وع الناس,ففضيحتنا كبيرة وكل الناس تعرف بأننا كذابون ومنافقون ومراءون ودجالون وأينما حل العرب يحل معهم الخراب والدمار,نحن شعوب لا تخجل ولا تستحي ولا تعتبر,نحن شعوب عبارة عن شلةٍ من المفسدين,نحارب الفساد من خلال استعمال مفسدين محنكين,والخيانة تسري في عروقنا ودماءنا,خنا أصحاب القضية وزورنا التاريخ,ونتجاهل الصيحات العالمية إلى ضرورة الإصلاح.


نحن بحاجة إلى أطباء يضعون أياديهم الكريمة على أماكن الجروح المنتشرة فينا وبحاجة إلى أطباء تشريح يشرحون بالمشرط وبالسكين قضايانا الشائكة والمعقدة,وبحاجةٍ لمن يشرحون أجسادنا ليخرجوا لنا أمراضنا الخبيثة,بلدنا كلها قتلة ومجرمون يحتاج هؤلاء القتلة إلى تثقيف وتهذيب وإلى حملة كبيرة لإخراجهم من فسادهم الديني والسياسي,بلادنا معظمها أمراضٌ نفسية خبيثة ونحن بحاجة إلى من يشفينا من أمراضنا النفسية الكثيرة,قلق وحزن واكتئاب عند أغلبية الناس,بلادنا بحاجة إلى مهندسين يهندسوا لنا حياتنا وإلى مشاريع بناء جسور تمتد بيننا وبين الآخرين,لأننا منقطعون عن العالم ولا نرى إلا أنفسنا.

نحتاج إلى فراشٍ دافئ وأحضان ساخنة,لقد قتلنا البرد والصقيع عشش في أعظامنا,ونحتاج إلى آذان صاغية تستمع إلى مشاكلنا,نحن لا ينقصنا شيء أو شيئين بل تنقصنا أشياء كثيرة, نحن بحاجة لمن يعطينا درسا في الحب,نحن بحاجةٍ إلى نورٍ ينور لنا طريقنا,نحن بحاجة ماسة إلى فكر جديد وثقافة جديدة ودين عصري يتناسب من النمو الطبيعي لمؤسسات المجتمع المدني.

مللنا من كرهنا للعالم الآخر,فكل الأبواق تصدح من كل المساجد وهي تندد بالعالم الغربي وتحاول تعليم الناس على كره وتكفير العالم الغربي المتطور,نحن نحتاج إلى محرقةٍ نحرقُ فيها مزابلنا القديمة,نحن بحاجة إلى ماء يغسل لنا شرورنا ونحن بحاجة إلى دماء جديدة نغسلُ فيها عقولنا,نحن بحاجة إلى عصر تنويري.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين