جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 12:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان جيش طارق بن زياد الذي فتح فيه الأندلس معظمه من الموالي, ويقول الجهشيارى في مصنفه (الوزراء والكتاب) بأن (سرجون بن منصور) الرومي الأصل والفصل والمنبت كان مُستخدما لمعاوية بن أبي سفيان على ديوان الخراج، ويكتب لزياد بن أبيه مولاه مرادس، وعلى الخراج كان مستعملا (زاذان فروخ)، وكان ذلك في أيام معاوية بن يزيد بن معاوية، ويكتب على الديوان "سرجون بن منصور" المسيحي,ويكتب لعبد الملك على ديوان الرسائل "أبو الزعيزعة" وهو أحد مواليه، وعلى ديوان الخاتم للوليد بن عبد الملك شُعيب الصابي وهو أيضا أحد مواليه، ويكتب له على المستغلات بدمشق يفيع بن ذؤيب وهو من الموالي.
وأبو حنيفة النعمان الإمام المحدث من أصل فارسي,و99% من فقهاء مكة والمدينة واليمن والكوفة والبصرة من غير العرب ,ويقال بأن حروب الفتح وإدارة الدولة الإسلامية شغلت العربُ المسلمون عن طلب العلم لهذا السبب اهتموا بالإدارة وبالقيادة,وتفرغ الموالي من أصول فارسية للعلم وللفقه,وربما أن هنالك سبب آخر وهو أن هؤلاء الغرباء كانوا يشعرون بالغربة وكانت نظرة الناس لهم من العرب المسلمين نظرة دونية فتسببت هذه النظرة مع الشعور بالغربة إلى عقدة نقص عوضها هؤلاء الموالي بطلب العلم,فاجتهدوا على أنفسهم كثيرا من خلال التعليم فتربعوا على البُسط في المساجد وتعلموا اللغة والفقه أما العرب فلم يتربعوا إلا على بطون الجواري وما ملكت أيمانهم,فالعرب حقيقة لا يصلحون للعلم بل فقط للنكاح وشرب الخمور واتهام الناس بالكفر وبالزندقة,وكانوا وما زالوا إلى اليوم لا يبحثون عن العلم وإنما يبحثون عن اللهو والمجون والخلاعات, وكان الملوك العرب لا يثقون بالعرب جملة وتفصيلا لأنهم يعرفون بأنهم دائمو الخيانة لذلك تم تقديم الموالي واستبعاد العرب لأن الخيانة تسري في دمائهم.
وكان الموالي معروفون قبل الإسلام ولكن حدث في نهاية خلافة علي بن أبي طالب موضوعا خطيرا جدا للغاية وهو اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخوارج ونجي معاوية بن أبي سفيان من الاغتيال وكذلك نجا عمرو بن العاص من الاغتيال, وقبل ذلك تم اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفان, فالاغتيال السياسي فتح عيون الخليفة الذي جاء بعد علي بن أبي طالب وهو معاوية بن أبي سفيان وخصوصا في قصة اغتيال عثمان بحيث لم يستطع أحد أن يحمي عثمان بن عفان من الاغتيال,وتم اتهام العرب وخصوصا علي بن أبي طالب بأنه كان يقف وراء الاغتيال وكان بإمكانه أن يحمي الخليفة عثمان من القتل غير أنه أبى, فأدى هذا الوضع إلى أخذ الحيطة والحذر فعمد خليفة علي وهو معاوية بن أبي سفيان وكل الذين جاءوا بعد معاوية تبعوا نهجه في استبعاد العرب الخونة واستبدالهم بالموالي,وتم تقريب الموالي في الحرس الشخصي أو ما يسمى اليوم بالحرس الجمهوري,إذ تم تعيين الحرس من الموالي خوفا على حياة خلفاء بني أمية.
وأبو حنيفة النعمان اشتغل في بداية حياته بالتجارة ولم يكن وهو طفل صغير يميل إلى العلم,والشعبي هو الذي وجهه إلى العلم بعد أن وجده في السوق يميل إلى العمل في التجارة,وعلى أي حال,لا يوجد علماء عرب ليس لأنهم انشغلوا بإدارة الدولة ولكن لأنهم انشغلوا بالنساء وبالجواري وبالنكاح,وبتخريب البيوت العامرة,فهؤلاء على رأي ابن خلدون:أينما حلوا حل معهم الخرابُ والدمار,وحتى ما قيل عنهم بأنهم انشغلوا في إدارة الدولة فهذا أيضا غير صحيح لأن إدارة الدولة أيضا كانت للموالي,فكان الموالي هم علماء الحديث والفقه واللغة, حتى أن سيبويه أكبر عالم لغة كان من الموالي ولم يكن عربيا,وأيضا الشاعر(البحتري) كان من أصول يونانية,وأيضا (أبو تمام) الشاعر العظيم,كان أيضا من أصول يونانية, والكندي الفيلسوف والرازي وابن سينا,ومن النادر أن نجد من بين العلماء العرب عالما عربيا, فالعرب علماء فقط في النكاح,كان لكل رجل أربعُ نساء هذا عدى ما ملكت يمينهم من الجواري والعبيد,وهم لا يصلحون للعلم ولا يصلحون للعمار,وكل تفكيرهم منحصرٌ فقط بين أرجلهم, وموسى بن نصير كان والده من المسبيين، وولّى أبو المهاجر دينار مولى الأنصار إفريقية 47للهجرة وعلى الصعيد الآخر تولى يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج ولاية إفريقية أيضًا، وكان من الموالي، ولما قُتِلَ ولوا محمدا بن يزيد مولى الأنصار سنة 102للهجرة, وغيرهم الكثير الكثير مما لم يذكر.
روى الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص198) فقال :
أخبرنا أبو علي الحافظ ، قال : أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البيروتي ، قال : ثنا محمد بن أحمد بن مطر بن العلاء ، قال : حدثني محمد بن يوسف بن بشير القرشي ، قال : حدثني الوليد بن محمد الموقري ، قال : سمعت محمد بن مسلم بن شهاب الزهري يقول : قدمت على عبد الملك بن مروان فقال لي : من أين قدمت يا زهري ؟ . قلت : من مكة . قال : فمن خلفت يسود أهلها ؟ . قال : قلت : عطاء بن أبي رباح . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قلت : من الموالي . قال : فبما سادهم ؟ قال : بالديانة والرواية . قال : إن أهل الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا . قال : فمن يسود أهل اليمن ؟ قال : قلت طاوس بن كيسان . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : فبما سادهم ؟ قال : قلت : بما ساد به عطاء . قال : إنه لينبغي ذلك . قال : فمن يسود أهل مصر ؟ قلت : يزيد بن أبي حبيب . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل الشام ؟ قلت : مكحول . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي عبد نوبي أعتقته امرأة من هُذيل . قال : فمن يسود أهل الجزيرة ؟ قال : ميمون بن مهران . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل خرسان ؟ قال : قلت : الضحاك بن مُزاحم . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : فمن يسود أهل البصرة ؟ قال : الحسن البصري . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ قال : قلت : من الموالي . قال : ويلك فمن يسود أهل الكوفة ؟ قال : إبراهيم النَّخَعي . قال : فمن العرب أم من الموالي ؟ . قال : قلت : من العرب . قال : ويلك يا زهري فرّجت عني والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد حتى يُخطب لها على المنابر والعرب تحتها . قال : قلت : يا أمير المؤمنين إنما هو دين من حفظه ساد زمن ضيعه سقط .
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)