لتعش إسرائيل إلى الأبد

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4227 - 2013 / 9 / 26 - 22:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

كان يا ما كان في هذا العصر والأوان,رجل يهودي مسكين كان يصلي كل يوم لربه(يهوى) ثلاث مرات في حائط المبكى بالقدس,مدة ما يزيد عن 50 سنه,وسمعت في قصته كل الناس من الأهل والأصحاب والجيران وذاع صيته بين الناس حتى وصل خبره إلى محطة السي أن أن الأمريكية,فجاءت من هنالك إحدى الصحفيات على شان تشوف هذا الرجل المسكين,وفعلا انتظرته حتى جاء ليصلى فصلى ليهوى صلاته التي دامت ما يقرب من ال40 دقيقه,وبعد أن أنهى صلاته اقتربت منه الصحفيه تسأله عن صلاته:

-منذ متى وأنت تصلي في حائط المبكى؟.

-منذ ستين عام.

-يا حرام!!!منذ ستين عام؟.

-طبعاً.

-وشو بتدعو بصلاتك؟.

-أدعو بأن يعم السلام بين اليهود والمسلمين وبين المسلمين والمسيحيين.

-وما هو شعورك وأنت تصلي,هل من الممكن لك أن تصف شعورك وإحساسك؟.

-أشعرُ وكأني أكلم حائطا لا يرى ولايسمع ولا يتكلم.

يا حرام...هذا اليهودي يدعو بالخير للمسلمين ولليهود,ولا يلعن لا اليهود ولا المسلمين ولا المسيحيين, ليش ما يكون هذا الرجل مثلا لنا جميعا في حب الخير والعدل والسلام,وبأن ندعو الله بأن يعم السلام على كل البشر ومن مختلف الديانات؟.

لنتصور هذا الشعب اليهودي المسكين,الذي دائما ما يطارد ويقتل بغير وجه حق,والكل يريد استغلاله واستغلال صفاته الطيبه,أنا أرى بأن اليهود يحبون السلام ويبحثون عنه شريطة أن يعترف العربُ المسلمون بحقهم في أرضهم وبلدهم الذي أجبروا مرارا وتكرارا على تركه وهجره بالكامل,لماذا لا نطلب من الله أن يستقر الشعب اليهودي وبأن يعم عليهم السلام كجيران متحابين في الله مع جيرانهم ولهم دولتهم وديانتهم كأحرار؟,يجب علينا أن نميط اللثام عن الوجه اليهودي وأن نغير نظرتنا لهم, فهذا الشعب عانى وما زال يعاني الكثير, ومما يحزنني ما قرأته عنهم وخصوصا قصة السبي البابلي وقصة النبي(دانيال) وحلم الملك نبوخذ نصر وقصته أيضا مع(داريوس) وأخص بالذكر أيضا قصة الملك(صدقيا) الذي ذبح له نبوخذ نصر كل أبناءه أمام ناظريه, لماذا هذا الشعب المسكين دائما يلاحقه الذبح والقتل والتقتيل,يا حرام قديش أنا حزنان جدا عليه وأتمنى في أي يوم من الأيام أن أزور إسرائيل كما أزور أي دوله عربيه وأتمنى أن يأت اليوم الذي يزورنا فيه اليهود وكأنهم يزورون إخوانا لهم,لماذا هذه الحاله الدائمه على اليهود؟ولماذا يستكثر المسلمون عليهم أن تكون لهم دولة ذات سياده وقانون؟.

قرأت معظم تاريخ الأمم والشعوب,وحفظتُ الأساطير اليونانية والبابلية والسومرية والكنعانيه عن ظهر قلب,ولم أجد طوال حياتي شعبا مظلوما مثل الشعب اليهودي,وكل الدول والإمبراطوريات التي مرت على اليهود استفادت بشكل مباشر من وضع اليهود, حتى أثناء السبي والنبي(دانيال) كان وزير الشحن عند الملك نبوخذ نصر,وكان أيضا المساعد الأول للملك(داريوس) واستفاد منه نبوخذ نصر ليس فقط في تفسيره لحلم التمثال الذي رأسه من ذهب...وقدماه من حديد وخزف...إلخ, بل استفاد منه في إدارة الدولة,وأمريكيا اليوم وبالأمس استفادت من اليهود, وأغلب المخترعات التي تخدمنا اليوم معظمها تعود براءات اختراعها لأشخاص أصلهم يهودي, هذا الشعب المسكين يجب أن نصلي من أجل أن يستقر في وطنه جنبا إلى جنب بجوار دولة أخرى عربيه.

يا رب,لتعش إسرائيل إلى الأبد,وليعش جيرانها معها إلى الأبد, يارب أعطهم نعمة الأمن والخير والسلام والاستقرار,ولا تسلط عليهم الجبابره,يارب احفظهم من كل سوء ومن كل شر,ولتعش مخترعاتهم وجامعاتهم- التي تدعم البحث العلمي -إلى الأبد,يا رب أعطهم الخير الذي يستحقونه,ويا رب دع قلوب البشر والمسلمين على الأخص بأن ترق لهم وبأن تتسامح معهم وبأن يروا اليهود على حقيقتهم لا كما تصورهم من بعيد بعض الكاميرات,يا رب أعطهم نعمة الاستقرار وبأن يناموا في بيوتهم وهم مطمئنين على أنفسهم وعلى أولادهم, يا رب لتكن مشيئتك هي المشيئه ,يا رب لتعش إسرائيل إلى الأبد,وانزغ عنهم الدعايات المضللة الملتصقة بهم زيفا وكذبا وإجحافا,يارب نور دربهم واحفظ بيوتهم من الغزاه,يا رب أعطهم القوة وحنن عليهم البشر والشجر والحجر,يا رب لا تلقهم في البحر ولا تجعلهم طعاما للأسماك, يا رب ليكن هذا العصر كله عصر تسامح بين كل الأديان والطوائف وبأن نحترم بعضنا مهما اختلفنا في الديانات أو المِلل والنِحل ومهما اختلفنا بالطوائف,يا رب زينهم بزينة القناعه ...يارب أيضا انزع فتيل الحرب بينهم وبين العرب المسلمين,يا رب كن معهم ولا تكن عليهم فيكفيهم ما أصابهم من سبٍ وشتمٍ ولعن,يا رب لا تهلك نسلهم ولا زرعهم ولا حرثهم,وأيضا يارب دعهم يحبون العرب ليحبوهم,يا رب...,يا رب أنظر ماذا فعلنا في بعضنا,الأخ يقتل أخيه والابن يقتل أبيه,وما نفعله نحن في بعضنا لم تفعله بنا إسرائيل,يا رب لتكن مشيئتك ولتعش إسرائيل و نحن جيرانٌ لها وهي جاره لنا نرعاها إذا غاب عنها راعي بيتها..,لماذا لا نطلب من الله نعمة السلام بيننا وبين اليهود كما فعل اليهودي في صلاته بحائط المبكى...يا رب أعط كل إنسان ما يتمناه لي وأعط كل إنسان ما يتمناه لجيرانه وأعط لكي عربي ما يتمناه لإسرائيل ..آمين

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل