أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - مصيبة المرأة














المزيد.....

مصيبة المرأة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 13:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تكن نظرة الإسلام للمرأة على أساس أنها ناقصة عن الرجل في الحقوق إلا بسبب نظرة أخرى تسبق هذا التشريع وهو أن الإنسان القديم كان يلاحظ ملاحظة هامة جدا وهي أن المرأة قوتها العضلية أقل من قوة الرجل, وبالتالي صارت هنالك أعراف سائدة بأن المرأة أقل من الرجل عضليا مما دع إلى تطور هذه الملاحظة وانعكست هذه التجربة على المرأة في كافة مناح الحياة:السياسية والاجتماعية والاقتصادية ,فأصبحت شهادة المرأة في المحاكم الإسلامية تعادل نصف شهادة الرجل,استنادا إلى أن المرأة بنصف الرجل وكل امرأتين تقدران برجلٍ واحد, وهذا هو منبع التمييز الذي حصل بين الرجل والمرأة.

وفي المجتمعات القديمة قبل عصر النهضة والتطور كانت كل المجتمعات الشرقية والغربية تعتمد في عملها ونشاطها على قوة الرجل العضلية,ولاحظ الإنسان القديم قبل عصر التطور بأن قدرة الرجل في أغلب الأحيان تفوق ضعف قوة المرأة مقاسة (بالدينامومتر),وذلك في العمل وخصوصا في الحرب والقتال عند المجتمعات الرعوية,وفي الحرث والحصاد في المجتمعات الزراعية, فلاحظت تلك المجتمعات بأن قدرة المرأة على العمل العضلي أقل من قدرة الرجل,وأساس تميز الرجل في الإسلام عن المرأة راجعة في حد ذاتها إلى أمرين طبيعيين وهما: تميز الرجل عضليا عن المرأة أي تفوقه بيولوجيا عن أخته وأمه وزوجته وابنته وعمته وخالته وجارته,وخصوصا في الحروب والقتال, ولما كانت المجتمعات القديمة تعتمد على النشاط العقلي كانت المرأة في هذه المجتمعات تأخذ نصف حقوق الرجل في كل شيء,لأن قدرتها على جلب المنفعة أقل من الرجل وفي أغلب الأحيان لا يمكن مقارنة المرأة بالرجل عضليا نهائيا لا بنصف الرجل ولا حتى بربع الرجل,والأمر الثاني الذي جعل المرأة نصف الرجل في الميراث راجعة بشكل أساسي إلى إشكالية(تهريب رأس المال) ذلك أن المجتمعات القديمة بحد ذاتها كانت عبارة عن تجمعات قبلية عشائرية (العائلة الممتدة),فإذا تزوجت المرأة من رجل آخر من خارج القبيلة فإنها في حالة حصولها على الميراث سوف تقوم عن غير قصدٍ منها بتهريب رأس مال العائلة لذلك اجتمعت على المرأة مصيبتان,مصيبة الضعف والوهن في قدراتها العضلية وتهريب رأس المال في حالة تحويل التركة من بيت إخوتها إلى بيت زوجها,وفي حالة تزوج المرأة من قبيلة أخرى كانت تتم عملية حرمانها الكامل من الميراث,وهذه المصيبة ما زالت إلى اليوم متبعة في المجتمعات العربية وأنا شاهد على أغلبها.

ترجع أهمية تمييز الرجل عن المرأة إلى التفوق البيولوجي,وكافة الذين لديهم قناعات راسخة بأن الرجل متميز عن المرأة بيولوجيا ومتفوقٌ عليها عضليا,نجد بأن معظم هؤلاء يميزون الرجل عن المرأة ويعطون الرجل حقوقا أكثر من المرأة في كل المجالات,فالذي يعتقد بأن الرجل متفوق عن المرأة بيولوجيا نجده يعطي المرأة في قانون الميراث أقل من حق الرجل ويعتبر المرأة بيولوجيا بنصف الرجل وتتطور هذه المسألة لتشمل كافة مناحي الحياة,والمجتمع بأسره الذي لديه قناعات راسخة بأن المرأة قوتها العضلية بنصف قوة الرجل نجده يشرع للمرأة نصف حقوق الرجل ويعتبرها أقل من الرجل في كل شيء.

وهنالك مصيبة ثالثة حلت على المرأة وهي أن المرأة دائما مريضة,بسبب الدورة الشهرية والحمل والإنجاب وهي بهذه الحالة البيولوجية دائما طوال السنة مريضة وراقدة في الفراش لا تعمل لذلك اعتبرها الرجل مصيبة وغير منتجة نهائيا حتى الذي يعطيها نصف حقها في الميراث يعتبره كثيرا عليها لأنها في الأصل عالة على الرجل والعائلة برمتها,والذين كانوا يعتبرونها نصف الرجل كانوا يُعتبرونَ مزايدون ومبالغون فغالب الناس لم تكن تمنحها ولا أي مليم أحمر أو متليكة أو برغوثة أو هلله(أسماء عملات نقدية قديمة).

أما اليوم فالموضوع مختلف جدا حيث تخلى النظام الاقتصادي عن الإنتاج بواسطة القوة العضلية,وبدأت ثورة صناعية وأصبح العمل والإنتاج كله بواسطة الآلة, لذلك أصحاب دعوى المساواة بين الرجل والمرأة هم منبثقون من مجتمعات حديثة تعتمد على الآلة بدل القوة العضلية, لذلك المرأة تقف خلف خطوط الإنتاج مثلها مثل الرجل,والإنسان الحديث في المجتمعات المدنية اليوم لا يرون المرأة ناقصة عضليا عن الرجل بل مساوية له وأحيانا تفوقه في الإنتاج لذلك أصحاب دعوى التمييز قديما كانوا معذورين وأصحاب دعوى المساواة اليوم محقون جدا.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=168378



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين مثقف وزوجته
- يجب أن ندخل اليهود إلى قلوبنا وبيوتنا
- الأيام الأخيرة من حياة عمر بن الخطاب
- نبذة عن محمد والمسيح
- ما أجمل إله المسيحيينْ!
- بعض الناس أفضل من الأنبياء والرسل
- الإسلام سبب تخلفنا
- صكوك الغفران أو الإحساس بالذنب
- حيرة الإنسان
- لا شيء يعجبني
- الدولة الدينية والدولة العلمانية
- هؤلاء هم العرب
- الثالوث المقدس
- صدمة لغوية:الحج هو الحك
- أسئلة الغطارفة
- خاطرة المساء
- الإنسان سينقرض
- لا أندم على خسارتي وإنما أندم على كسبي
- مهمة خالد الكلالدة
- ابتسامة الموناليزا


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جهاد علاونه - مصيبة المرأة