عثمان بن عفان

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4234 - 2013 / 10 / 3 - 21:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اسلمَ وعمره 34سنة,وأكثر من 20 عشرين سنةٍ وعثمان بن أبي عفان يدعو أهله للإسلام ولم يستطع مع طول تلك المدة أن يقنع ولا أي واحد من إخوته وأخواته بالإسلام إلا بعد فتح مكة دخل أهله في الإسلام مثلما دخل باقي الناس,ويقال- رغم أنه تزوج بابنتي محمد وهما أم كلثوم ورقية- وهذا صحيح بأن أشهر زوجة من زوجاته كان أسمها(نائلة بنت القرافصة) وكانت على دين النصرانية أي أنها كانت مسيحية وقد اقتنعت بالإسلام بعد أن أصبحت زوجة له ولكن حين خطبها لم تكن مقتنعةٌ بالإسلام وبكافة مضامينه,وفي يوم الدار(يوم مقتله) دافعت عن عثمان دفاعا مستميتاً وأمسكت السيف بيدها بعد أن هوى على عثمان وكاد أن يقطع رأسه فانقطعت كل أصابعها وهي تدافعٌ عن زوجها, وهنالك سؤال يطرح نفسه وهو: كيف لم يستطع أن يقنع إخوانه(الأشقاء) وغير الأشقاء بالدين الإسلامي وبنفس الوقت أقنع زوجته؟,لابد أن تأثير الزوج على الزوجة في ذلك الوقت كان كبيرا جداً أي أن المرأة تموت وتحيى على دين زوجها.

وهو أول من اخترع جهاز شرطة مدنية في الإسلام و جعل لها جهازا مستقلا لحفظ الأمن والاستقرار,وهو أول من سن سُنة الآذان الأول يوم الجمعة وكانت المساجد قبله تؤذن الآذان الثاني وكان يعتبر ذلك الآذان, الآذان الأول,ولكن بعد أن سن عثمان سنة الآذان الأول أصبح الآذان الرسمي هو الآذان الثاني يوم الجمعة,وكانت كل قريش تطوف في البيت وهم عراة وكانوا يفيضون من المزدلفة ثم أمرهم محمد أن يفيضوا بملابس الإحرام كما تفيض كل العرب من عرفات(...أفيضوا من حيث أفاض الناس),ويوم الدار كانت مسألة سنن عثمان المتعددة قد اعتبرها المحاصرون لبيته سببا وجيها في الثورة عليه,ومن أهمها إعطاء(عبد الله بن أبي السرح) خمس الخمس من الغنائم,أي كان للدولة خمس الأسلاب التي سلبوها من فتح (أفريقيا) وعثمان منح خمس هذا الخمس لعبد الله بن أبي السرح, بعد أن وعده إذا فتحت أفريقيا فلك خمس الخُمس طبعا يقال:بأنه أعادها لبيت المال بعد احتجاجات الناس عليه,ولكنها بقيت سببا للإشاعات التي أوقعت بعثمان يوم الدار,وهو أول من خالف عمر بن الخطاب في عدم إعطاء الأقارب المناصب السياسية وبهذا أعطى عثمانُ أقربائه الكثير من المناصب السياسية فولاهم على البلدان المفتوحة والأمصار,وكان عهده عهد رخاء اقتصادي كبير جدا فعاش أقرباءه عيشة مترفة بسبب مودته لهم وقد أحب أقرباءه وأحبوه وكانت النساء في ذلك العصر يلاعبن أولادهن وهن يقلن: "أحبك يا ولدي حُبَ قريشِ لعثمان",وهو أول من أمر بحرق جميع نسخ القرآن والإبقاء على النسخة التي كانت بحوزته كنسخة رسمية معتمدة وأن تلتزم العرب والمسلمون بهذه النسخة وأن من أراد أن يحصل على نسخة جديدة من القرآن فما عليه إلا أن ينسخ عن نسخة عثمان فقط لا غير وباقي النسخ المتواجدة مع الصحابة ملغية حتى وإن توافرت فيها الشروط الشكلية,والكل التزم بهذا ما عدى عبد الله بن مسعود عز عليه أن يحرق نسخته من القرآن,وكان منبر محمد ثلاثُ درجات وكان محمد حين يخطب يقف على الدرجة الثالثة وحين خلفَه خلفِه أبو بكرٍ الصديق استحى أن يخطب بالناس وهو واقف على الدرجة الثالثة وهي درجة محمد فنزل ووقف على الدرجة الثانية,وفي عهد عمر بن الخطاب استحى أن يقف على الدرجة الثانية والثالثة فوقف على الأولى,وحين جاء عثمان أنكر كل هذه التصرفات فعاد ووقف على الدرجة الثالثة,دون أن يقدم أي اعتذار للذين سبقوه, فقالت الناسُ:لقد بدل عثمان وغير,وكانت حجة عثمان تقول:أين سيقف من يجيء من بعدي إذا بقينا في كل مرة ننزل درجة!.

وهنالك تكهنات تبدو أنها صحيحة نوعا ما تقول بأن الثورة على عثمان من قبل بعض زعماء العشائر كانت تخلص إلى التخلص من حكم قريش ليصل الحكم إليهم,ويقال أن الثورة عليه كانت لعدة أسباب منها أنه اختص أقرباءه بالسلطة دون غيرهم من العرب ودامت فترة حكمه أكثر من أي خليفة آخر وهي مدة تناهز على أثنى عشر عاما,وقد عارضوه بالسيف بعد أن عجزت كل المبادرات السياسية عن حل الأزمة معه على مبدأ:من لم يصلحه الخير يصلحه الشر,وكانت الكوفة مصدر تمردٍ وإلهامٍ لكثير من المتمردين وكان أغلبُ الهاشميين يقطنون في مدينة الكوفة وكلهم بعد الثورة ساندوا علي بن أبي طالب بينما دمشق ساندت الأمويين والمتعصبين لعثمان ذلك أن أغلب سكان دمشق كانوا من الأمويين,ولكن كيف استقر بنو هاشم في الكوفة وبني أمية في الشام؟أولا بني أمية من أيام زمان قبل الثورة على عثمان سكنوا دمشق بسبب صراع بينهم وبين بني هاشم,وفي أيام عمر بن الخطاب حدثت أعمال شغب عشائرية في المدينة بين الأمويين والهاشميين فتم نفي المتمردين من بني هاشم إلى الكوفة والمشاغبين من بني أمية نفاهم عمر بن الخطاب إلى دمشق.

وعثمان بن عفان أول من حارب الشيوعية قبل أن تولد بأكثر من ألف سنة,وذلك عن طريق محاربته لأبي ذرٍ الغفاري حيثُ أمر بنفيه خارج مكة والمدينة,لقد كان أبو ذرٍ الغفاري بحق أول شيوعي يراقب تدفق رأس المال بعد الرخاء الاقتصادي الذي شهدته عاصمة الخلافة الإسلامية فأصابه القلق من كل ذلك ,وكان أبو ذرٍ الغفاري أول من دعا إلى عدم التملك الزائد عن الحاجة,ومن شعاراته المهمة أن أي شيء تدخره زيادة عن حاجتك كمسلم فهو حرام,وكل الخلفاء ضاقوا بأبي ذرٍ ولم يستطع تجار مكة والمدينة أن يتحملوا أقواله ذلك أن معظم القياديين في الخلافة الإسلامية الراشدة ,كانوا يميلون فعلا إلى الرأسمالية وأكثرهم ميلا لها أكبر وأضخم تاجر من العرب وأغنى رجل عربي في ذلك الزمان وهو الخليفة عثمان بن عفان.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل