هل كان أبو بكرٍ عميلا مزدوجا؟

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 19:16
المحور: سيرة ذاتية
    

جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل-تحقيق(أحمد محمد شاكر) المجلد الثالث صفحة331 رواية رقم 3062 بسندٍ صحيح-بأن أبا بكرٍ الصديق لم يكن مع محمد في الغار على حسب ما قرأنا ذلك في الروايات والقصص وسيرة محمد وأبي بكرٍ في معظم الكتب السُنية,وتقول هذه الرواية وهي طويلة ولكن سأتحدث عن فحواها وهو أن أبا بكرٍ جاء إلى فراش الرسول وعليٌ نائمٌ فيه,وهذا يدل على أن أبا بكرٍ لم يكن برفقة محمد(ص) يوم هاجر من مكة إلى المدينة,وهنالك بعض المصادر الشيعية تقول بأن أبا بكرٍ كان يتجسس على محمدٍ لصالح أحبارٍ من اليهود والنصارى,ويقال بأنه أيضا كان يتجسس على محمد لصالح أسياد قريش,وبلغتنا اليوم كانوا يقولون عنه بأنه كان عميلا مزدوجا لمحمد ولليهود ولسادة قريش.

ونستنتج من رواية الإمام أحمد بن حنبل بأن أبا بكرٍ لم يكن يعلم بأن محمدا قد هاجر من مكة إلى يثرب المدينة المنورة,ونستنتج أيضا بأنه -ربما وهذا هو التوقع الأسلم- قد لحق بمحمدٍ واتبع أثره,ومن ثم دخل معه إلى الغار,وهذا بخلاف ما يقال بأن أبا بكرٍ لم يكن معه نهائيا,والمصادر الشيعية تُرجح بأن أبا بكرٍ لم يكن مطلقا مع محمدٍ في الغار كونه على حسب رواية أحمد بن حنبل بأنه قد جاء إلى فراش الرسول ولم يجد فيه إلا عليا,وهذا استطراد الشيعة في الموضوع.

ونستنتجُ أيضا بأن أبا بكرٍ لم يكن متحمسا للدين الإسلامي كما نتوهم على ذلك من خلال سيرته,بل كان محبا للاستطلاع والمعرفة ووجد نفسه متورطا في الإسلام عن غير قصدٍ بدليل أن أبا بكرٍ لم يتعرض للأذى كثيرا من أهل قريش ولم يناصبوه العداء مثلما ناصبوا بني هاشم,وذلك بسبب أن أبا بكرٍ كان عميلا مزدوجا لمحمد وللحزب المعارض له من قريش,ولو كان أبو بكرٍ جادا جدا في معتقده لتعرض للأذى مثلما تعرض له بنو هاشم,وبدليلٍ آخر على ذلك وهو أن حصار قريشٍ لبني هاشم في شِعابِ أبي طالب كان مقتصرا فقط على بني هاشم وأعفي منه قومُ أبي بكرٍ,والمتتبع لسيرة أبي بكرٍ الذاتية يلاحظ ملاحظة هامة وهي أن أبا بكرٍ كان أحيانا يخترق الحصار المفروض على بني هاشم ويمدهم بالأغذية,ولو كان أبو بكرٍ مؤمنا جدا بالدين الإسلامي لتعرض لِما تعرضَ إليه محمدٌ وبنو هاشم,هو وكل أهله.

ومثلا هاجر عمر بن الخطاب بصورة إدرامية والقصة معروفة بينما أبا بكرٍ كانت هجرته باردة ولم يكن أحد يتوعده لا بالقتل ولا بالأذى,حتى قبل الهجرة لم تكن هنالك روايات تتحدثُ مثلا عن صمود أبا بكرٍ مع محمد,على العكس من ذلك نرى بأن قريشاً لم تفكر يوما بملاحقة أبي بكرٍ,وهذا يدل على أن أبا بكرٍ كان مجرد صديقٍ لمحمد في الجاهلية قبل الإسلام وبقي محافظا على صداقته لمحمد,مما دفع بقريش بأن يتوهموا أن مسيرة أبا بكرٍ مع محمدٍ لم تكن إلا صحبة عاديا ليست دينية وليست ذات طابع سياسي,بل كانت في عمومها مجرد علاقات شخصية.

وكذلك لا نلاحظ فروسية أبي بكرٍ في المعارك مع محمد سواء أكان ذلك في بدرٍ أو في أحد أو في الخندق,مما يدل على أن الرجل لم يكن محبا لقتل أحدٍ من قريش والظاهر أنه كان يترقب نهاية هذا الأمر أي أنه كان مراقبا عاما للوضع,ليرى في النهاية من هو الذي سينتصر,محمدٌ أم قريش؟,لينضم بعد ذلك إلى الحزب الغالب,وفعلا برز نجمه بعد فتح مكة أكثر من ذي قبل.


والسؤال الذي يبقى يطرح نفسه هنا هو:هل فعلا لم يكن أبو بكرٍ في الغار مع محمد؟وهل كان عميلا للطرفين؟.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات