أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - العقل والنقل













المزيد.....

العقل والنقل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4271 - 2013 / 11 / 10 - 10:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول (الشهرستاني) في كتاب(المِللْ والنِحلْ): بأن إبليس هو أول من عمل بالعقل,حين قاس عقله على عقل آدم ورفض السجود له,وبعض الناس لا يدركون ما هو مصطلح(العقل والنقل) وللتوضيح نقول: إذا قرأت رواية أو حديثا نبويا أو آية قرآنية فهذا نسميه (النقل) وإذا فكرت أنت فيما تقرأه ورفضه عقلك فهذا نعتبره (العقل) ومن هنا برز مصطلح:(العقل والنقل) والمسألة لا تتوقف عند هذا الحد وإنما تتفرع عن هذه المسألة أمورٌ أخرى وهي: إذا تطابق العقل مع النقل فهذا معناه أن إيماننا سليم عقيلا,وأيضا أيهما نقدمه على الآخر في حال اختلف العقل مع النقل؟ هل نؤمن بالنقل وحده ونرفض العقل؟أم نؤمن بالعقل ونرفض النقل؟ طبعا الإسلاميون كلهم جملة وتفصيلا يقدمون النقل على العقل كما حدث ذلك مع علي بن أبي طالب حين قال:لوكانت المسألة بالرأي لكان مسح الخفين من الأسفل أولى من مسحهما من الأعلى,وكذلك مع جعفر الصادق الذي اعتبر أن البول أنجس من (المني) ومع ذلك العقيدة الإسلامية تفرض الاغتسال من الجنابة بالكامل في حال نزول المني وغسل العضو الذكري أو الأنثوي في حالة التبول,وهنا لا يجوز لنا أن نعمل بالعقل بل بالنقل , وهنا قرأت عن عدة علماء من علماء السنة قولهم بالإجماع: بأن الدين الإسلامي لا يختلف العقل فيه عن النقل ويعتبرون الدين الإسلامي كله دين عقلاني وواقعي ولا توجد أي آية قرآنية متعارضة مع العقل ولا أيضا أي حديث نبوي صحيح متعارض مع الواقع,أبداًً,الدين الإسلامي دين واقعي عقلاني,والسبب في هذا الإيمان هو أن الله أنزل القرآن على محمد وعرض الله القرآن على محمد ومحمد خلق الله له عقلا كبيرا أكبر من كل العقول البشرية ولذلك صدقه محمد,وبهذا يقولون: نحن نتبع عقل محمد وهو أشرف الخلق أجمعين,ويقولون أيضا: بأن الله هو من خلق العقل وخلق كل العقول وأعطى محمدا عقلا أقوى من كل العقول,ومن ثم يعودون بنا إلى السخرية فيقولون بالإجماع:نحن لا ننكر أن نستعمل عقولنا ولكن لا يجوز مطلقا أن نُقدم عقولنا على القرآن وعلى سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم,ويقول ابن القيم في كتاب(مختصر الصواعق....في الرد على المعطلة): أن تقديم العقل على النقل هو أصل جميع المفاسد في العالم كله ...وأن أتباع الشيطان هم وحدهم من يقدم العقل على النقل.

يرفض اليوم أغلبية السلفيين أن يرضخ الدين لعقلك أنت أيها العاقل, فهم على أغلبيتهم يؤكدون على ضرورة أن يخضع الدين للعقل ولكن ليس عقلك أنت,بل عقل(محمد) أو عقل الخلفاء الراشدين, وهذا معناه أنهم يجردونك من عقليتك وبالتالي فهم مع زعمهم هذا يؤكدون على رفض النقل إذا تعارض مع العقل ذلك أن عقليتهم جميعا تفضل النقل على العقل كما أوضحنا ذلك عن المذهب الحنفي في مقالات سابقة,ويسمى عندهم(الرأي) أي العقل,وكل علماء أهل السنة يؤكدون على منع الدين من مقارنته وقياسه بالعقل,وهم بهذا يقيمون تعارضا بين ما هو عقلي وما هو واقعي, فيزعمون أن كل ما هو نقل نجده مطابقا لعقليتهم فهم يقيسون عقلهم على قدر النقل,ويهملون عقلك إذا كان عقلك يتعارض مع كل ما هو غير عقلاني,أي أنهم ينفون العقل نفيا باتا ويتجاهلون كافة العقول.

في فلسفة (هيغل) تعلمنا أنه ليس من الضرورة أن يكون كل ما هو عقلي واقعي,فأحيانا الأمور العقلية تحدث أمامنا ونشاهدها بأعيننا ولكننا نعتبرها غير واقعية ,ومن ذلك ما نسميه :خرق قوانين الطبيعة,فكثيرة هي تلك الأمور التي نشاهدها ونعتبرها شبيهة بالخرافية,وأحيانا ننسبها للخرافة أو للخدع البصرية,أي أننا نؤمن بأن هنالك أشياء غريبة غير مصدقة تحدثُ أمامنا ومع ذلك نعتبرُ أنفسنا مخدوعون فيها خداعا كبيرا.
المهم دائما في الدين أن ينتصر النقل على العقل,ولكن كيف يتم ذلك؟,هذا بنظرهم غير مهم والأهم من ذلك أن نقدم النقل على العقل,وأن نغلق أفواهنا,ولم يقد ولا في أي يومٍ من الأيام العقل معركة ضد الدين إلا وكسب الدين المعركة.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب كذابون
- التطبيع مع إسرائيل2
- هل كان أبو بكرٍ عميلا مزدوجا؟
- قراءة حداثية للقرآن
- فنجان قهوتي وفراشي ما زالا ساخنان
- الإسلام دمر الفنون الجميلة
- أريد
- هل كان محمد يحفظ القرآن غيبا؟
- اعتدنا على الغش
- إسلام أبي هريرة2
- أحبكم يا أصدقائي
- حواري المسيح وحواري محمد
- التطبيع مع إسرائيل
- المثقف والدولة
- محمد شخصية متطرفة وعادية
- مر العيد من هنا
- إيليا بن أبي طالب
- أسرى بدر
- الإسلام دين غير عقلاني
- العرب لا يصلحون إلا للجنس والخيانة


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - العقل والنقل