عام2014م

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 12:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

منذ عام1971 وأنا أقف في أرض المطار أودع عاما من حياتي واستقبلُ عاما آخر,ومنذ أن ولدتني أمي وأنا آمل أن أعيش عاما جديدا أفضل من الذي يذهب,وما زلتُ في نفس الدوامة..ها نحن شعوبٌ توقف عندها الزمن قليلا ليرحل عنا تاركا أثره فينا يتمادى بين البيوت وبين الشِعابِ والحارات,توقف عندنا الزمن حين كنا نحلم بقطعة حلوى وبشربة ماءٍ صافية,الزمن فعل فينا ما لم يفعله فينا أعداؤنا,الزمن قسي علينا بقسوته ولقننا درسا لن ننساه أبدا,عام 2013 لقننا درسا يقول:لا تقترب من السياسة ومن الثقافة وكل فكر مغاير للمجتمع يعتبرُ خطرا على المجتمع, نحن كمثقفين دائما مسجلون خطرا على النظام وعلى العام الجديد.

وداعا يا عام2013م وداعا لكل الدروس التي تعلمناها منك,وداعا لكل المدارس التي علمتنا فيها,وداعا لكل الجامعات التي أدخلتنا إياها,وداعا للأرض وللطير وللحجر,وداعا للأودية وللكهوف التي تعلمنا فيها كيف تكون حياة البشر,وداعا لكل صفوف المدرسة التي درسنا ولعبنا عليها,وداعا للغة التي كتبنا فيها,ومنذ الدرس الأول الذي أخذته من الزمن ما زلت أشعر برغبة جادة لأتعلم مزيدا من الدروس.

ودعناك وكلنا أمل بأن نستقبل عاما جديدا علينا لا يشبهك في أي شيء,وإن كان عام 2014 أكثر منك سوء فإننا نتمنى بأن لا تغادرنا وبأن تبقى بيننا على الدوام, لقد ألفنا صحبتك ودروسك التعليمية التي دامت 365يوما,تعلمنا خلالها عدة دروس والدرس الأول والمهم هو أن كل شيء تزرعه تقلعه بيدك ما عدى الإنسان الذي تزرعه ويقلعك هو بيديه,اعتدنا عليك واعتدت علينا,علمتنا كثيرا من الدروس والحِكمِ والمواعظ,صدقنا معك وصدقت معنا في الرؤيا, نتمنى أن تتركنا لعام جديدٍ تتوقفُ فيه القطة عن أكل أولادها, لقد أكلتنا القطة,وضامونا أهلنا وظلمونا,جاروا علينا وكذبوا علينا وغدروا بنا بشتى وسائل الغدر,طعنونا من الخلف في الوقت الذي كنا فيه نعملُ من أجل مستقبل حياتهم وحيات أبنائهم,و(أكلوني البراغيث),وضاعت سنة كاملة من حياتنا ولم نجرؤ فيها على قول الحقيقة مباشرة,تركناك يا عام 2013 ونحن ما زلنا نتأمل بأن نستقبل عاما جديدا يكون فيه الرونق والبهاء,وإن كان عام 2014 فيه الكثير من السوء فإننا نرجوك وللمرة الثانية بأن تبقى بيننا ترعانا ونرعاك.

لا أدري ماذا أقول! هل أقول سنةٌ مضت أم عامٌ مضى؟السنة تستعمل في اللغة للحزن والعام يستعمل في اللغة للفرح وللنجاح,وعليه وعلى هذا الأساس ودعناك وغادرنا بيتك وتركناك لغير رجعة,لن نعود إليك ما دامت الشمس تدور بهذا الاتجاه وما دامت السماء زرقاء اللون,ما زلت أحتفظ لك ببعض المشاهد والصور المخبئة في ذاكرتي,ما زلتُ أنظر إليك وأنت ترحل عنا مثل النمل الذي يغادر بيته دون أن يحمل معه حقائب السفر,ومثل الطيور التي تهاجر أعشاشها دون أن تحمل جوازات السفر,تعبر من دولة إلى دولة ومن قارةٍ إلى قارة دون أن تقف عند حدود الدوائر والمراكز الجمركية, غادرت عنا كما تغادر الفراشات زجاجات الضوء الأبيض والأحمر والأصفر, غادرت عنا, ورحلت عنا ونحن ما زلنا خائفين من رحيلك عنا,فإلى من تتركنا؟إلى عام2014م؟وهل عام 2014 أفضل منك؟نحن لا نعلم على وجه العموم ماذا يُخبئ لنا.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات