أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أول التأريخ حكاية














المزيد.....

أول التأريخ حكاية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4323 - 2014 / 1 / 1 - 21:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



تبدأ الحكاية بعد أن وقفت سفينة نوح واستوت على الجودي فقيل سيدنا نوح عليه السلام{قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }هود48,فنزل هو أولاده ومن معه من قومه الذين أمنوا كانوا هؤلاء أمة واحده بعد أن طهر الطوفان ما كان من قبل أمم وشعوب لم ولن تؤمن حتى جاء أمر الله قدرا مقدورا, ثم تستمر الحكاية عندا تزوج أولاد نوح فصاروا أمم مختلفة ألوانها وألسنتها بسبب المصاهرة والتزاوج حتى جعلهم الله شعوبا وقبائل استعمرت معظم أرض الله.
الساميون هم أولاد سام وكانت لهم الفضلى كما صنف المؤرخون لأن الله جعل فيهم كلمته باقية ورثها إبراهيم من نوح {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الزخرف28, حصل سام على هذا التشريف بالكلمة أمانة مستودعه بصلبه إلى يوم يبعثون أما باقي أولاد نوح فقد حرمهم الله هذه الميزة لأن لا نبي فيهم ولا رسول حتى سكن سام بعض أرض اليمن أو نزل فيها وصارت تلك الأرض أرض الساميين ,لتتحقق أمر الله فيهم{وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }, فعمروا الدبار ومدنوا القفار .
فجاءت المعصية من شعب أولاد سام فتفرقوا عن أرض الأجداد شمالا وشرقا وغربا ,ليسكنوا البعض منهم أرض الفراتين التي كانت خالية من الحياة تنتظر من يأتيها من أولاد سام ليحييها أو هكذا يوحي المؤرخين ,فيما قال أخرون أن أبناء سام جاؤوا إلى الفراتين وفيها قوم فدخلوها ومعهم الموت سائقهم فقضوا على ما كانوا فيه ليحلوا بدلهم{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ} الدخان28 .
هذا الجزء من بني سام هم من خصهم الله بالكلمة الباقية فتكاثروا وتناسلوا وشيدوا المدائن وعبدوا الله حتى ضل منهم من ضل فصارت الضلالة غالبة على الإيمان ,هنا أختار الله إبراهيم عليه السلام ليكون الحرف الأول من كلمة الإيمان الكبرى فحطم الأصنام وجادل في ربهم وما يعبدون حتى صارت النار الحكم الفصل بين الماء والطين{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء69, فخرج منها منصورا ليبحث عن أمة تؤمن به بعد أن كذبوه ورموه في لجة السعير , فقال إني مهاجر لك يا رب, فكافأه الله بفرض ونافلة أسماعيل وأسحق, وليكون من هاتين الهبتين كال العالم المؤمن لوحدانية الله اليوم لذا كان إبراهيم أمة من أمم ستأتي بعد نوح {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120,فخلص من العذاب الدنيوي والأخروي لأنه لم يك من المشركين.
أسكن الله ذرية إبراهيم إسماعيل وأمه في واد غير ذي زرع وفجر لهم عينا زمزم في قفر عند بيت الله الحرام ليكون مطمعا للأخرين للسكن قرب البئر ثم يتجمعوا من حوله ليشكوا أمة جديدة تحمل جزء من الكلمة القديمة الباقية فيولد لإسماعيل عدنان ومن عدنان معد وأخوته ليكون أمة أسمها عرب وعربان وأعراب لتكون هي الأخرى أمة تصارع بقية الأمم من أولاد العم من الجد سام دون احترام لحق النسب المجاورة والمشاركة لهم ,من العرب جاءت أمة أخرى تحمل روح الكلمة في نسلها تصارع أخواتها وبنات عمومتها والأقربين والأبعدين كي ينتزعوا من خزاعة البيت ليكون لقريش وحدها بانتظار أخر حرف من كلمة الله الذي أسمها أحمد.
فبعث الله رسوله من العرب أشرف الأمم كما يقولون من أشرف قبائل العرب قريشا ومن أشرف بيوتات قريش من بني هاشم ليكون الحرف الذي تكتمل بوجوده أنوار الكون وتحلق في السماء كلمة الله الباقية ,وأيضا ذرية بعضها من بعض, من نوج لمحمد تكتمل الحكاية ولتغطي بتمامها كل الأرواح التي أزهقت وكل الأموال التي اهدرت والأعراض التي انتهكت لأن من يكتب التاريخ كانت منتشي بفضالة كاس خمرة بقيت من فم سلطان جائر وملك قد أدمن الخطيئة أمام الله وهو يعلم أن لا نجاة له من الله ولا قدرة له بخداعة فليخدع شعب الله سادرا في غيه ملتمسا من حكاية هذا المؤرخ سببا للبقاء.
الراوي هنا كمعلم الصبيان الصغار فقد تسمروا حول مقعده وهم فاغري الأفواه تصور لهم حكايته ملاحم من البطولة والفضيلة لا يفهم منها الصغار إلى التشوق لما يأتي بعد الحدث دون أن يقف عند الحدث ذاته وتستمر الحكاية ويستمر بله الأطفال دون نهاية, فقد أنجز هذا الأفاك كذبته بتفوق وزرع ما يريد ومضى إلى غير رجعة ليأتي أخر فيسقط من الحكاية ما لا يعجبه ويبني من جديد دون أن يخل بالمنهج.
إبراهيم الأمة التي فتحت أبواب النور للناس كل الناس والذي جعل الله في ذريته النبوة والحكمة والإمامة يصورها المؤرخ كأنهم البلاء الأسود الذي حل بالأرض فكل أولاده قتله ومجرمون وسفاحين مثله مثل أولاد نوح وبالذات سام الذين بشرهم الله بأنهم بركة{ وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ },أمة جبارة ظالمة هادمة ليس لها هدف في الحياة إلا التدمير ونشر البؤس والعذاب باسم الله الرحمن ذو العفو والمغفرة لأنه أخطأ حين وضع فيهم كلمته الباقية وهو غير قادر على انتزاعها منهم. تلك الحكاية ومن البداية ظلموا الله وظلموا سام ونوح وإبراهيم وإسماعيل وأسحق كما ظلموا محمدا وأل محمد وأل عمران وكل من حمل فكرة أن لا إله إلا الله لأن من كتب التاريخ وقصه كان عدوا لله ولأنبيائه ويريد أن يقنع الناس أن الرب الجليل ممتهن الظلم وداع له وداعمه ,وأن ترك الرب وما بعث به هو جزاء ظلمه وأن الحياة بلا رب هي الحياة الفضلى, وهذه هي أخر الحكاية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام السلام جزء من استراتيجية التقدم.
- مطر السياب
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح4
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح3
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ح2
- رواية _ الرجل الذي أكله النمل _ ج1
- كتب إبراهيم في ليلة الوداع الاخير
- أتجاهات التغير ومسالك الطريق العربي
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج2
- الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1
- الديمقراطية والسلطة والشعب
- تنمية الأسس الحداثية في التفكير
- العراق أولا ....
- العراق بين التخطيط والتخبط
- انا ورجائي _ كلمات تشبه الشعر
- مستقبل الانتخابات العراقية في ضوء التبدلات والتحولات المحلية ...
- التوقعات الانتخابية في العراق
- الودود والحبيب .... دراسة في المعاني اللغوية
- حديث الورد والصباح قصيدة قصيرة
- الأفك والكذب وما بينهما


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عباس علي العلي - أول التأريخ حكاية