العراق بين التخطيط والتخبط

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4302 - 2013 / 12 / 11 - 21:08
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

العراق بين التخطيط والتخبط
شهدت الحياة العراقية منذ أن تأسست الدولة الحديثة فيه في أوائل القرن الماضي الكثير من التغيرات والتبدلات بما فيها ما يمكن أن يكون حركة أمامية باتجاه التحديث والتطوير لكن سرعان ما نشاهد إنكسار هذه الحركة وتراجعها للوراء إن لم نقل مراوحتها في مكانها بحساب معيار الزمن وأثره في التراكم الاجتماعي والسياسي المبني على قاعدتي العلم والمعرفة من جهة وقاعدة الاقتصاد من جهة أخرى.
لا يمكن أن ننسب إلى الواقع العراقي بالمجمل افتقاره للمبادرة أو حاجته للكفاءة البشرية كما لا يمكننا أن ننسب ذلك لفقر المجتمع العراقي ومحروميته من الركيزة المالية التي تساعد وتعجل في هذا التوجه ,إذن هناك خلل في المنظومة التي تقود هذه التحولات أما لعدم جديتها أو لوجود موانع داخلية وخارجية تحد من الحركة.
لم نشهد تراكم في التجربة ولا تراكم في الإنجاز ولم نشهد تجذير للمنجز المعرفي والاقتصادي وأرتبط كل ذلك بالظروف الطارئة , لم تكن هناك استراتيجية طويلة الأمد ولا توجد بدائل واحتمالات للمكن والطموح, ولا وضعت القيادات التي توالت على حكم العراق دور حقيقي للشعب وقواه الفاعلة في تنفيذ المخططات التنموية وحصرت كل ذلك في الإطار الحكومي البيروقراطي الذي كلما تغير الأطر السياسية الحاكمة تغيرت وتناقضت الخطط والبرامج التنفيذية العلمية والتعليمية والاقتصادية.
إن ارتباط الوضع العام بالحركة الأجتماعية وفق نظرة عامة وكلية تأخذ بنظر الاعتبار الواقع والإمكانيات والحاجات والظروف في سلسلة من الترابطات لتصنع منها في الأخر خطة تنموية يمكنها الاستمرار بدون أن تتأثر بالتبدلات والتحولات السياسية ولا بالبرامج السياسية للسلطة الحاكمة لأن المجتمع هو الباقي والحكومات والرؤى الخاصة بها هي المتغير دائما.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل