مانديلا إنسان بوطن

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 07:22
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

مانديلا إنسان بوطن
الرجال الذين يؤمنون أن الوجود محكوم دوما بقانون البقاء للأصلح ويفسرون الأصلحية بالخير الذي يعني أن تكون حرا من كل قيد إلا قيد أن تكون إنسانا فاعلا ومنتجا للحرية هم وحدهم الذين يمكن أن يصنعوا التأريخ الأبيض , التاريخ الذي يصنعه رجال الحرية ويقدمونه للناس بلا منة ولا يفرضون مقابله عوض أو منفعة أو مصلحة شخصية هو تأريخ الإنسانية الجدير بأن يكون منهج لكل طالب عدل وسلام.
عرفت السيد مانديلا ضمن مجموعة من الأسماء التي طرقت مسامعي لأول مرة ونحن طلاب في المرحلة المتوسطة منهم سلفادور الليندي وتشي غيفارا, نتابع ما تيسر من أخبارهم من الصحف وهوشي منه وغيرهم نتابع أخبارهم من الصحف والمجلات على ندرتها ,لكن يبقى للسيد منديلا حضور أهم لطول فترة مكوثه في السجن ولما حظيت به قضية شعبه شعب جنوب افريقيا ونضالهم ضد نظام الفصل العنصري فكانت مصطلحات مثل بريتوريا وجوهانسبرغ وحكومة لندن الغارقة في العنصرية ودعمها اللا محدود لأكثر النظم في العالم استبدادا ووحشية مقرفة , كان الزعيم نلسن مانديلا يصنع خيوط الفجر لشعبه من ظلمات السجون , فحول شبابيك سجنه إلى أقفاص للعنصرية يقيدها بيديه البيضاء حتى تم له وللشعب المكافح ما أراد.
هذا الرجل الذي صنع السلام مع شعبه من الظلم وفرش أرض بلاده بالمحبة بدل الثأر والكراهية ,. وغادر السجن وهو لا يحلم إلا بحرية الجميع حتى من سجنه لأكثر من ثلاثين سنه لم يفكر أن يجعل من سجنه مقبرة للمحبة فغادر الزنزانة وأقفلها وراءه ورمى كل المفاتيح في صحراء النسيان.
خرج غيفارا ليبني وطن مع من ظلمه لأنه يؤمن أن الأوطان ملك للجميع وأن هناك قوانين إنسانية هي التي تحمي البناء كما تحمي الإنسان من نفسه وممن يريد الخراب والدمار للشعوب ,أصبح ما نديلا أمه وشعب وقائد لم يطلب السلطة لأنه متعطش لها بل طلب الحكم ليرسي العدل والحق والحرية والسلام وغادرها مطمئنا على ثبات المسيرة لأن من تسلم الراية من نفس مدرسته وعلى ذات المنهج منهج أفريقيا الحكيمة لا أفريقيا المسلوبة الإرادة والمنتهكة بلا حد.
في الوقت التي تفقد الأرض جزء من جدارتها بالبقاء , ينتشر العفن والتفسخ والقنوط في أرجاء كثيرة ,حكمة السماء دوما تبشر بالعطاء وانها تعط بدل كل نجم يهوى نجم بحجم الأمل بحجم مانديلا ورفاقه وحكمة أفريقيا القارة الأم التي لا تنضب بعطاءه فقد أشبعن العالم وبقيت هي جائعة, لكن الأمل يضعف كلما بقيت بهائم البشر تتسيد الموقف وتشغل كل الواجهة اليومية ,لا أعترض على حكم الله ولكنني لو خيرت لقلعت أولا كل أردان ودغل الأرض من البشر الذين هم من سلالة القرود والذئاب وأولاد وبنات أوى ,ليس أوانك هذا سيدي المعلم لم تنظر إلى نهاية المشهد إنهم يذبحون الإنسان باسم الحرية ليقتلوا شعارك أعطوا الإنسان حريته لكي لا يجوع ولا يظلم

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل