أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1














المزيد.....

الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية
ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل

يتسائل الكاتب العراقي رمزي أوراها في مقاله المنشور عن مستقبل الديمقراطية في العراق سؤلا محوريا أساسيا يقول ((والسؤال الذي يطرح نفسه هنا, موجه الى كافة السياسيين العراقيين: هل تشكل الديمقراطية أولوية من أولوياتكم في الوضع الراهن؟)).. ليجيب في أخر المقالة أن الديمقراطية اليوم كهم أولوي في فكر السياسيين العراقيين لا يتناسب مع مشروعهم الخاص والعام بل يزيد أن(ان الديمقراطية تواجه في مجتمعنا عقبات عديدة، ابرزها غياب التقاليد الديمقراطية في المجتمع من جهة ومستوى فهم وموقف القوى السياسية من الديمقراطية من جهة اخرى، مع هذا ان نظام الحكم المعيق لاعتماد وتطور الديمقراطية والذي اسفر عن تهميش اعداد متزايدة من المواطنين نتيجة انشغالهم بهموم العيش والحياة اليومية وبالتالي ضعف اهتمامهم بالديمقراطية) , الكاتب يرى أن العراق في نظرته الواقعية ينحدر نحو المجهول منذرا من تفتيت النظام السياسي تمهيدا لتفتيت الكيان العراقي ذاته ,.
من هنا كان لازما وواجبا أن ندرس هذا البيان والخطاب من عدة أوجه لنرى حقيقة ما أستنتج الكاتب من رؤية ,وهل كان من الممكن أن نرى تحققا لمستوى تشاؤمه من العملية السياسية الموصوفة بالديمقراطية, الحقيقة أن الكاتب سلط الضوء على جانب مهم ورئيسي ولكنه لم يسلط الضوء على بقية الجوانب المحيطة بالعراق والمؤثرة على أداء العملية السياسية ككل كذلك علينا الأهتمام بأسباب الفسل السياسي وركائز هذا الفشل والمؤديات والمعطيات التي صاغت شكل العملية السياسية ابتداء من اعلان حل الجيش والقوى العسكرية واعلان بريمر وتشكيل مجلس الحكم وصياغة الدستور وانتهاء بنظام المحاصصة الذي يتناقض أصلا مع كل أشكال الديمقراطية ويكرس التجزئة والتناحر وولد من خلال التطبيق مظاهر الاقصاء والابعاد لقوى مهمة هي أساس القوة الديمقراطية والمحافظ الأمين على صيانتها وهي القوى المدنية الليبرالية والعلمانية , وهذا ولد تناقضا وتضادا على سطح واحد بين أفكار لا يمكن الجمع بينها بالمطلق.
لقد أسست الركائز العنصرية والطائفية البناء التخريبي للكيان العراقي عندما اعتمدت الهوية الجزئية بدل الهوية الكلية ,وهذا ليس من غباء القوى الخارجية التي أعادت صياغة المشهد العراقي سياسيا واجتماعيا ولا من الأخطاء البريئة , إنها جاءت وفق صياغات وتنسيق وأعداد مسبق ساهمت في الكثير منه القوى الخفية ونفذته قوى الاحتلال والمعارضة العراقية التي نمت وترعرعت تحت جناحها الاستخباراتي والتجسسي والتي كانت تسعى للسلطة بأي ثمن ولو كان على حساب مستقبل وحرية وكرامة الشعب العراقي دون أن تحتفظ لنفسها بموقع يسمح لها بالقرار ,فكانت ذيلية وأتباعية ومسلوبة القرار والإرادة وهذا ما أفصحته التجربة وبانت من خلال تسلمها قيادة ما يسمى بالعملية السياسية المريضة والمحتضرة في العراق الآن.
الديمقراطية نظام ونظرية وممارسة ووعي وأرث لا يمكن أن يفرض بقرار سياسي ولا بإرادة منفردة من جهة سياسية أو من قوة احتلال , حيث أن الاحتلال بذاته أكبر جريمة ضد الديمقراطية أولا وضد حقوق الإنسان الركيزة المهمة التي تتيح للديمقراطية أن تنتعش بدونها , ناهيك أن تقسيم المجتمع فئويا وعنصريا وطائفيا لا يشجع على التسامح والتوافق الضروريان لبناء عملية ديمقراطية , بل يفتحان الباب للأنا المتضخمة أن تتبلور جهرا لتكون المنافس لمفهوم نحن المفهوم الكلي والجمعي الذي ترتكز عليه خيارات الديمقراطية وبالتالي فإن هذه التناقضات قد حملت وعجلت من أسباب التراجع والفشل لمفهوم الديمقراطية في العراق لأنه نتاج خارجي عن روح المجتمع العراقي وغريب عن الثقافة العراقية التي لم تعتاد النمط الديمقراطي الذي كما قلنا يتولد نتيجة تراكم التجربة مع تراكم وتصيح مسارات الوعي به وهذا ما لا يمكن أن يتوافق مع الحال العراقي الذي شهد التجربة وقد أجهضت سلفا وجرت عليه الخراب والدمار والفساد.
العراق اليوم في قلب العاصفة وتداعيات أحداث الحادي عشر من أيلول وما سبقها من صراعات إقليمية وعالمية وارتدادات انهيار المعسكر الشيوعي وظهور واقع القطبية السياسية العالمية الواحدة , هذه المظاهر والتحولات الكبرى والتي ستؤدي حتما إلى تغيرات جوهرية في وجه العالم تشبه نتائج ما بعد الحرب العالمية الثانية على كافة المستويات وعلى رأسها الرباعيات القائدة وهي السياسة والاقتصاد والعسكرياتية والمعرفية لنشهد ولادة عالم جديد عالم ينتظر الزلازل الذي سيطيح ببقايا النظام العالمي القديم بشكله السياسي والعسكرية , وقد يكون هذا الزلزال شرق أوسطي بالضرورة عسكري سياسي ,نشهد تداعياته الأن في سلسلة بسيطة من التحركات على مواقع محدودة لكنها عميقة وتشكل صورة لما عليه شكلية الحدث الأكبر وهو بالتأكيد قلب المنطقة العربية بالثلاثي إيران السعودية فلسطين المحتلة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والسلطة والشعب
- تنمية الأسس الحداثية في التفكير
- العراق أولا ....
- العراق بين التخطيط والتخبط
- انا ورجائي _ كلمات تشبه الشعر
- مستقبل الانتخابات العراقية في ضوء التبدلات والتحولات المحلية ...
- التوقعات الانتخابية في العراق
- الودود والحبيب .... دراسة في المعاني اللغوية
- حديث الورد والصباح قصيدة قصيرة
- الأفك والكذب وما بينهما
- في معنى الجريمة والإجرام بين الدلالة الأصلية والمصطلح
- مانديلا إنسان بوطن
- حكاية ريما وصباح رائق _ قصة قصيرة
- العجز العقلي
- السلام في الإسلام قاعدة وليس أستثناء
- مفهوم الشخصية الإيجابية
- الوردي والبداوة والديمقراطية
- الشخصية العراقية بين الفعل والإنفعال ج1
- سارة صانعة الحلوى _ قصة قصيرة
- قلم وفرشاة


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الديمقراطية ومستقبل العراق وسيناريوهات المستقبل ج1