مؤامره ؟ نعم . لكن ضد من ؟؟؟

محمد الشمالي

الحوار المتمدن-العدد: 4321 - 2013 / 12 / 30 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

‎. ‎
هناك مؤامرة . نعم يا أخي الموالي !!!! مؤامرة ليست ضد فريق من السوريين دون آخر ، لكن ضد كل السوريين . ‏المؤامرة ليست على النظام بل على الهوية السورية. الأسد يدافع عن مستقبله السياسي وليس عن مصير سوريا ... هو ‏يريد إنقاذ نظامه وليس انقاذ سوريا من براثن هذه المؤامرة السرطانية .‏‎ . ‎

لقد وجد رئيس سوريا نفسه في مهب العاصفة . وبدل أن يوحد السوريين على هدف وطني واحد كي ينقد ‏سوريا وشعبها من الهلاك كأي قائد وطني عمد مع خيبة أمل السوريين إلى تمزيق سوريا وبث الحقد بين أطياف شعبها ‏أملا في إنقاذ ما تبقى من كيانه من دوامة الإعصار . لوكان الأسد رجل وطني يحمل صفات القائد لاستطاع توجيه قوة ‏هذا الإعصار باتجاه العدو الأول والأخير والظاهر والمستتر ...إسرائيل ...رأس الأفعى الصهيونية.‏

أقول للأخ الموالي : إذا كان هدف المؤامرة الكونية ، الأمبريالية الأوروبية الصهيونية الخليجية الوهابية التكفيرية ‏الفضائية ... هو تدمير سوريا والقضاء على هويتها ماذا فعل القائد المحبوب كي ينقذنا منها ؟؟؟ قل لي بالله عليك ؟ ‏من قام بتنفيذ هذه المؤامرة ؟؟؟ ماهي هوية الطائرات والصواريخ والقذائف التي دمرت المدن وشردت الأهالي وقتلت ‏مئات الألوف من الشغب السوري ؟ من فتح أبواب جهنم للأجنبي ؟ من قطع الجسور مع الشارع عندما كتم أصواته ‏بالرشاشات وبمدافع الدبابات ( بدل أن يحتويه) وراح يتماهى ويجامل ويفسح المجال لمعارضات مأجورة لم يكن همها ‏سوى تأجيج نار الفتنة وتسويق أجندات شخصية وأجنبية ؟

‏ من سمح للسوريين المأجورين بمغادرة سوريا بتأشيرات سوريه لتوسيع صفوف معارضة لا وطنية وحضور المؤتمرات في القاهرة واستانبول وعمان وباريس ؟ من ضرب الحراك الحر و الصوت الوطني كمحاور واستعاض عنه ‏برعاع متعطشيىن للإنتقام الشخصي وتعويض الفشل الأزلي ؟ من فتح أبواب السجون تحت ذريعة ‏تحرير معتقلي الرأي كي يضخ دما آسنا في عالم الإجرام والنصب والخطف والقتل على مرأى ومسمع الأمن السوري ؟ ‏الرئيس السوري نفسه اعترف بذلك بشكل غير مباشر عندما قال للوفد الأردني أن نصف المعارضة والمقاتلين في ‏الجيش الحر معه ...‏

باختصار أخي الموالي رئيسك بشار ليس الرجل المناسب وطنيا وأخلاقيا ونفسيا . الضباط وصف الضباط والجنود السوريين الشرفاء ‏لم يكن ليفكروا بشق صف الجيش السوري والإنضمام للشارع لو لم يلمسو لمس اليد انحراف الجيش السوري عن ‏مهمته الوطنية التي تتلخص حسب العرف بالدفاع عن السيادة الوطنية والمواطن ،حماية الحدود والوقوف على الحياد ‏في الأزمات السياسة ... منذ بداية انتفاضىة الشعب السوري غادر الجييش ثكناته لينزل للشارع ويرتكب المجزرة تلو ‏الأخرى ويدك المدن ويهدم الجوامع ويدوس على القرآن ويتصرف كجيش احتلال . ‏‎ ‎

إذا كانت المؤامرة تهدف إلى تدمير وتقسيم سوريا، ماذا فعل الأسد لإحتوائها والتصدي لها غير أنه تركها تعبث على ‏هواها بمصير ومستقبل وأمن الشعب السوري ؟ أقول ، كما أراد أن يقول فيصل القاسم و كل إنسان يملك الحد الأدنى ‏من القدرة على المحاكمة العقلية : الأسد إن لم يكن مجنونا خالصا ، فهو حتما مبرمج للمؤامرة، ومخططها ومنفذها . ‏كيف إذا يمكننا تفسير هذا التناقض الحاد بين ما يقوله وبين ما يفعله؟؟؟ كيف يمكن لإنسان أن يدعي أنه يحمي الوطن ‏وهو في نفس الوقت يدكه بكل ما اشترته سوريا من أسلحة وذخائر منذ الإستقلال ؟؟‎ ‎

‎ ‎يمكننا تفسير هذا النتاقض والخلل في خطاب الأسد ( الذي يحمي الوطن وبنفس الوقت يدمره ويحمي المواطن وبنفس ‏الوقت يذبحه ويشرده) عندما نحلل شخصية رئيس يعتبر نفسه فوق الوطن وفوق الإنسان وفوق الله. فبالنسبة له أية ‏محاولة للشعب لزعزعة سلطته أو وضع شرعيتها موضع الشك أو النقد هي مؤامرة على الوطن والعروبة والإسلام ‏والإنسانية. فنظرية المؤامرة التي استخدمها كاستراتيجية للقضاء على الثورة وسوقها للعالم العربي والغربي على أنها ‏محاولة لضرب وحدة سوريا ووحدة شعبها تم استثمارها بطريقة لا تترك مجالا للشك حول كذب هذا النظام وميكيافيلية ‏رئيسه وتجرده عن كل القيم الأخلاقية . فقدسية السلطة تسمو على كل الإعتبارات الوطنية والدينية . و من أجل الحفاظ ‏عليها، كل السبل والوسائل تصبح مبررة حتى ولو كلف ذلك سيادة سوريا ووحدتها وهويتها . حافظ الأسد ترك لعائلته ‏سلطة أراد لها أن تنتقل من الأب للإبن على الطريقة الملكية الأردنية وأن تكون مطلقة تستمد قوتها ودعائمها ليس من ‏الدين والدولة ولكن من اخطبوط القوة العسكرية والأمنية ‏

#محمد_الشمالي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل