أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الشمالي - المعارضة السورية مريضة بداء البعث














المزيد.....

المعارضة السورية مريضة بداء البعث


محمد الشمالي

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مع غياب نهج ديمقراطي حقيقي في قيادة الدولة السورية منذ وصول حزب البعث للسلطة ( 1963) عن طريق انقلاب ‏عسكري أصبح البحث عن الشرعية السياسية المزيفة هو هاجس الدولة ومحور حركة ابداعها في أساليب الكذب والخداع ‏والتمويه وذلك من أجل حماية واستمرارية مصلحة فئة أو أقلية وضعت يدها على مقدرات المجتمع والدولة بالقوة وبكل ما ‏تحمل كلمة " قوة " من ترجمات يومية بدأ من التهديد بقطع لقمة العيش ومن ثم السجن وأخيرا القتل والتصفيات الجسدية .‏

الشرعية السياسية للسلطة جاءت على شكل قشرة رقيقة من القيم النظرية التي حاولت دولة البعث الفاشية من خلالها إيهام ‏المجتمع الدولي باحترامها لمبادئ حقوق الإنسان وأهمها عدم ممارسة التعذيب والقتل والسجن التعسفي و حق الإنسان في ‏ممارسة إنسانيته وحرياته في التعبير والتنقل ...إلخ لقد تبنت الدولة السورية هذه المباديء نظريا ولكن أبطلت مفعولها ‏وقيدتها عمليا بأحكام قانون الطوارىء المعلنة في الأمر العسكري رقم 2 والمرسوم التشريعي رقم 51 ( 1963 )الذي يمنع ‏التظاهر وحرية التعبير والنشر ويخضعها مباشرة لرقابة الدولة. ‏

التزييف البعثي شمل أيضا شكل الحكم .وكي يموّه استبداده بالسلطة المحصورة دستوريا به فقد لجأ حزب البعث لتأسيس ‏‏" الجبهة الوطنية التقدمية " والتي حاول من خلالها ذر الرماد بعيون السوريين وإقناعهم بأنه ليس منفردا بالسلطة ولكن ‏يحكم البلاد مع كل الأحزاب التقدمية السورية الأخرى التي حاولت معارضته ولو شكليا منذ وصوله للسلطة . هذا التزييف ‏الممنهج للحياة السياسية انعكس مباشرة على أسلوب السوريين وتصورهم للعمل السياسي في داخل مؤسسات النظام أو في ‏خارجها . فسيطرت النخبوية الثقافية على أي حركة سياسية تماما كما سيطرت على حزب البعث طول فترة نضاله ‏السياسي الذي قاده لإنقلاب 1963 ، وسيطرت الروح الإنتهازية والإقصائية والشللية تماما كالتي قادت للحرب الداخلية ‏في حزب البعث وتشرزمه وتمزقه إلى عدة شلل تكيد لبعضها المكائد وتطعن بعضها في الخلف تماما كما في انقلاب شباط ‏‏1966 وانقلاب الأسد 1970 ...‏

بالمفهوم الشعبي العفوي للسوري العادي ، السياسة هي انتهاز وهي وصولية وهي المنفعة الشخصية المباشرة : الحصول ‏على وظيفة ، على منحة دراسية ، على حقيبة وزارية ، على مصدر للرزق .هذه الرؤية وهذه الأخلاق اللتين تربت عليهما ‏أجيال عديدة من السوريين فرغت العمل السياسي من وطنيته ومن ثقافته المدنية وغدا السياسي بعثيا كان أم شيوعيا أم ‏قوميا وصولي بامتياز، كذاب بمهارة، ولا وطني بحرفية . نسي السوري الثوابت الوطنية والقومية ، ونام الجولان بحضن ‏يهودي دافىء، تبددت الثروة الحيوانية وذهبت أموال سوريا لجيوب قلة من بطانة الأسد وعائلته ، وأصبحت سوريا مزرعة ‏يديرها الأسد البعثي العلوي بامتياز .‏

انطلقت شرارة ثورة الكرامة على هذه القاعدة الأخلاقية الهشة وعلى نفسية المواطن المسلوب من حريته ومن مبادرته ‏الشخصية كإنسان منفصل تماما عن وطنيته ومواطنته وشعوره الوطني والقومي . النظام ليس وطنيا منذ بداية البعث وأي ‏نظام مهما كن شكله لايمكنه تهيئة مجتمع للقيام بثورته إذا لم يهيىء هذا النظام الظروف الملائمة لذلك. لويس السادس عشر ‏هيأ شعب فرنسا للقيام بثورته على نظامه الملكي دون أن يعلم . لقد قوى ثقة الفرد الفرنسي بنفسه وأعطاه كل الوسائل التي ‏تجعل منه ثوريا بكل ماتعني الكلمة . لكي نقتنع بهذا الطرح علينا أن نعرف بأن الثورة الأمريكية لم يكن ليكتب لها النجاح ‏لولا دعم لويس السادس عشر لجورج واشنطن.هذا الدعم المادي الكبير الذي أفرغ الخزانة الفرنسية من ذهبها وأدى ‏لأزمات اقتصادية حادة في فرنسا وإلى قيام الثورة الفرنسية .هذه هي مفارقة التاريخ وعظمائه !‏

لنتأمل الحركة السياسية في الثورة السورية ، لنتوقف عند التمزق والنهش اليومي بين مختلف العاملين فيها ، لنرصد عدد ‏الأحزاب السياسية التي ماتت قبل أن تلد والتي لم يكن هدفها إلا رفع وصولي وانتهازي إلى المجلس الوطني أو الإئتلاف ، ‏لنسبر هذا التنقل المؤسف والمبكي من مؤتمر لآخر ، لنقرأ هذا التذبذب اللحظي من أقصى الشمال لأقصى اليمين ليساري ‏الأمس . للننظر كيف النخبة المثقفة التي حاولت طوال عقود اقناع السوريين بأنها كانت يوما تلامذة فاكلافل أو تشيفاليزا ‏أو السين أصبحت اليوم حصانا أعرجا تحت فخذ مقاول سعودي أو قطري يملك المال ويحضر لسباق مقرف خيولا ‏عاهرة لا عربية ولا أعجمية لا مسيحية ولا إسلامية . ‏



#محمد_الشمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية وطائفة السنسماعيليين
- بيان صادر عن التكتل الوطني الثوري مجزرة القبو
- البيان التأسيسي للتكتل الوطني الثوري
- التدخل الأمريكي : أهدافه وتداعياته
- من درعا إلى الغوطة : جريمة ضد سوري
- عندما تصبح الطائفة تهمة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الشمالي - المعارضة السورية مريضة بداء البعث