أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الشمالي - المهمة الصعبة : الأسد يحرم سوريا من مفاتيح التغيير















المزيد.....

المهمة الصعبة : الأسد يحرم سوريا من مفاتيح التغيير


محمد الشمالي

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 23:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏ المهمة الصعبة : الأسد يحرم سوريا من مفاتيح التغيير ‏

إن ترسيخ أسس النظام الديمقراطي في سوريا االتي نريد مرهون قبل أي شىء بوجود حزب سياسي ‏نشيط وعملي قادر على تبني وتنفيذ مشروعا وطنيا ، حزب قادر على تقديم رؤية سياسية ومجتمعية ‏ومؤسساتية تعطيه الزخم والقوة وتلاحم الجماهير وتخوله لدخول المنافسة السياسية مع قوى سياسية ‏أخرى من أجل التغيير العميق والشامل .‏

‏ التنظير سهل وصناعة الشعارات أسهل . فمن أجل الدعوة لمشروع ديمقراطي وتبني عملية تحول ‏ديمقراطي فعلي ،لا بد من منافسة سياسية حقيقية و تطوير لآلية العمل من داخل المؤسسة الحزبية ‏نفسها وتدعيم أسس المنهج الديمقراطي فيها، على المستوى التنظيمي وعلى مستوى الأداء . و قد أثبتت ‏تجارب الشعوب المتحضرة أنه كلما ابتعد ت المؤسسة الحزبية عن المركزية وعن الأسلوب الإقصائي ‏التهميشي الذي يهمل أو يتجاهل مواهب القوى الحية لكوادر الحزب ، كانت عملية التغير أكثر سهولة ‏وإغناء ، وكان تلاحم الجماهير مع قياداتها أقوى وكانت أسس الأداء الديمقراطي أقوى و أرسخ .‏
‏ ‏
هذا يقودنا إلى تساؤل بسيط : هل بإمكان حزب سياسي ـ مهما تبنى من قيم وأفكار سليمة وبناءة ـ توفير ‏مناخ ديمقراطي في الدولة التي يطمح لقيادتها إذا كان هو نفسه عاجز عن ممارسة الديمقراطية داخل ‏صفوفه الحزبية نفسها تنظيميا وسلوكيا ؟‏

سؤال آخر : هل المشروع الديمقراطي( إذا صح التعبير ) يكفي وحده ، في ظرف سوريا الراهن ، ‏لدخول المنافسة السياسية والطموح لقيادة الدولة ؟ وهل الديمقراطية قانون كي نحمله في حقيبتنا السياسية ‏من أجل تطبيقه بقرار حكومي بقصد تحسين وضع المواطنين ؟ يمكننا الجواب : أنه لا بد من مشروع ‏سياسي متكامل قادر على تجسيد تطلعات مرحلة و وآمال شعب . ولا بد من بديل يحمل في جوهره أسس ‏التغيير المجتمعي . ومن أجل تحقيق ذلك لابد من نقد منهجي وتحليل صحيح ودقيق للواقع السياسي ‏،الإجتماعي ،الإقتصادي الذي يريد الحزب تغييره .‏

في الحالة السورية الراهنة ، الديمقراطية التي نادت بها الثورة منذ البداية هي شكل من أشكال الحكم ‏وليست الحكم نفسه . فالحكومة تكون وطنية أو لا وطنية ، وطريقة قيادتها تكون ديمقراطية أو لا ‏ديمقراطية . وأي وزن يقيمه شعب لشكل الحكم عندما لا يطمح لاكثر من النوم بأمان وكسرة الخبز؟
في الحالة السورية المأساوية ، غابت ( تحت ضغط الجوع والخوف ) المثاليات وأصبحت كلمات مثل " المدنية والديمقراطية " مثيرة ‏للسخرية ، وحلت محلها في ذهن المواطن المسحوق الأولويات التي لايمكن تحقيقها إلاّ بجهود وطنية ‏جامعة للطاقات وتوجيهها في مصلحة الوطن وإسعاف الشعب .وهنا تكمن أهمية الدور الوطني للقيادات ‏في تجميع القوى حول مشروع يستطيع تشخيص الحالة المرضية للمجتمع السوري. وتبقى دراسة ‏المراحل التاريخية التي مرت بها سوريا منذ فترة مابعد الإستقلال إلى يومنا هذا و عملية البحث ‏والتنقيب عن الأسباب التي أدت إلى تفسخ المجتمع السوري في ظل حكم البعث عموما و النظام الأسدي ‏الطائقي خصوصا من أهم المشاريع والورشات الوطنية .‏
‏ ‏
هذه المهمة ليست فقط مهمة سياسية منوطة بحزب بل مهمة وطنية تتكاتف وتتلاحم من أجل تنفيذها كل ‏القوى الحية والأحزاب السياسة والتجمعات المدنية السورية .‏

إن الضعف الذي دب في أوصال الحياة السياسية السورية الراهنة يعود، بصورة أساسية ، إلى عقود من ‏التصحير السياسي الناتج عن القمع والإقصاء أو بسبب غياب رؤية واقعية واضحة لعملية التغيير ‏الديمقراطي الذي خنقته ، في هذه المرحلة،الانتهازية و الوصولية والذاتوية . ‏
البديل لتلك السياسة الهدامة لبنية الدولة والمجتمع يكمن قبل أي شىء في العمل الجماعي والحرفي ‏التخصصي . فالنرجسية و المبالغة بالثقة بالنفس والهيمنة والجمع بين المهمات وتركيز الأساسية منها بيد ‏شخص واحد يقود حتما لضعف في الأداء وفي المردود. ‏

‏ أخيرا يمكننا أن نضيف هنا أنه مهما حاول فصيل الإجتهاد وإطلاق مخيلة كوادره للبحث عن الجديد ‏أو الخاص لا يمكنه لوحده قيادة عملية التغيير . فمهمة التغيير الحقيقة والشاملة في مرحلة ما بعد الثورة ‏هي أكبر بكثير من أن يستطيع التحكم بها فريق إقصائي منغلق على نفسه كما هو حال الحكومات ‏العسكرية المصغرة التي تنبثق عن قيادة ثورية . وهنا علينا التأكيد على الصفة الوطنية الجامعة لمشروع ‏الدولة . فكلمة " وطنية " التي تزين بها أغلب تسميات التكتلات والتجمعات السياسية تفقد الكثير من ‏مدلولاتها ومعانيها عندما تنتقل هذه التكتلات والتجمعات من حالة النضال السياسي إلى حالة التربع على ‏عرش السلطة .‏

في الحالة الراهنة للواقع السياسي للثورة السورية ليس هناك حزب شعبي يرتكز على قاعدة عريضة من ‏الجماهير . وكل الأحزاب السياسية لقبل او لما بعد الثورة بقيت نخبوية ، هشة البنيان وأغلبها غاب عن ‏المشهد السياسي أو انحل لفقدان مبررات وجوده التي تتركز حول أجندة شخصية او لتمويه انتماءات ‏طائفية أو اثنية ضيقة ( الأمثلة كثيرة في هذا المجال ). والحالة هذه، كيف لحزب أن يلعب دورا وطنيا ‏إذا كانت بنيته وفلسفته وأفكاره غير وطنية أو تتناقض مع مفهوم الحكومة الوطنية ؟ وكيف لحزب غير ‏شعبي وبعيدا عن الجمهور يستطيع التشدق وقطع الوعود اليومية ببناء دولة ديمقراطية . فالوطنية ‏والديمقراطية ليست مفاهيم منفصلة عن بعضها ومن أجل تجسيد تلك المفاهيم والإنتقال بها من حيز ‏التنظير والدجل السياسي إلى حيز التطبيق يجب توفر حدا أدنى من الوعي السياسي. ‏

في أيامنا ، الديمقراطية أصبحت " تشاركية" في روحها ، والمواطن مهما صغرت مهمته يشارك بفكرة ‏أو بنقد قد يكون في بعض الأحيان أساسا لمشروع قرار أو قانون على مستوى الدولة .هل المعارضة ‏السورية أنتجت خلال السنوات الماضية وعيا سياسيا جماهيريا يسمح لها بالتصريح بأنها قادرة فعلا ‏على قيادة مرحلة التغيير الديمقراطي الوطني في سوريا ما بعد الأسد ؟ ‏

فعلى فرض أن إرادة التغيير عند المعارضة السياسية السورية كانت أقوى من الحديد ، فهل الإرادة تكفي ‏لوضع عربة التغيير على السكة في وطن حرق فية الأسد كل مفاتيح التغيير ، عندما دمر مفهوم الشعب ‏وحرم المواطن من أولويات الحياة وأبعده عن حلمه في التغيير وحتى من القدرة على التفكيربالبحث عن ‏الأفضل . عندما جعل من سوريا شعوبا وقبائل وفرقا وشيعا ومرتعا للغزاة والشعوبيين... عندما دمر ‏فكرة الوطن ومفهوم الوطن وحب الوطن في ذهن السوري ، الوطن الذي أصبح خال من كل شيء إلاّ ‏من الموت والرعب والجوع . فشعار " الأسد أونحرق البلد " الذي أطلقه مواليو الأسد غداة انطلاقة الثورة ‏‏ يجسد الحالة القاهرة التي يعيش تفاصيلها اليومية الشعب السوري الذي اعتقد (في بداية انتفاضته) أن ‏تحقيق الحلم في التغيير أصبح في متناول اليد. الزمن كان بجانب الأسد ... تعفنت سبل التغيير وتلاشى ‏في الأفق الحلم الجميل . ‏
‏ ‏



#محمد_الشمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الشعب السوري واحد واحد- أسطورة أم حقيقة ؟
- الطائفية ، هذا الشيطان الأخرس في بلاد العراق والشام
- بيان للتكتل الوطني الثوري حول مشاركة رفعت الأسد في جنيف 2
- رسالة مفتوحة من التكتل الوطني الثوري إلى الائتلاف الوطني لقو ...
- رسالة مفتوحة من سوري إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
- جنيف ، الكذبة الكبرى
- المعارضة السورية مريضة بداء البعث
- الثورة السورية وطائفة السنسماعيليين
- بيان صادر عن التكتل الوطني الثوري مجزرة القبو
- البيان التأسيسي للتكتل الوطني الثوري
- التدخل الأمريكي : أهدافه وتداعياته
- من درعا إلى الغوطة : جريمة ضد سوري
- عندما تصبح الطائفة تهمة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الشمالي - المهمة الصعبة : الأسد يحرم سوريا من مفاتيح التغيير