أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طاهر مسلم البكاء - انسان اليوم متمدن ام متوحش















المزيد.....

انسان اليوم متمدن ام متوحش


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4319 - 2013 / 12 / 28 - 00:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان كل ما يتطرق اليه العلم أو الفلسفة بشأن السلوك الأنساني هي فرضيات لا تزال بعيدة عن الواقع الملموس ، إذ ان خلق الأنسان شئ عظيم أعظم بكثير مما بلغه تفكيره وقدرته الأبتكارية الحالية وليس هناك أي مجال للمقارنة ، أنه لم يتوصل بعد بالدليل الى الحالة التي ولد فيها للمرة الأولى وهل انه تعرض الى التطور من حيوانات ادنى كما يدعي تشارلز داروين ، ام انه خلق بالصفة التي هو عليه حاليا ً ،وفق الفكر الديني، فيكون ماتطور في حياته هو العلوم المختلفة التي يتلقنها ويعمل على تطويرها ،ومعايشته للظروف المختلفة التي تواجهه أثناء الفرصة التي تتوفر له في هذه الحياة والتي تكسبه التجربة بأستمرار ،وهل ان تقدم العلوم رافقه تقدم في طرائق السلوك وحسن المعاشرة بين بني البشر .
تقدم العلوم وسلوك الأنسان :
تقدم العلوم شئ واقع لاشك فيه فالأنسان الحالي قد فاق سلفه في تقدم علمي وتكنلوجي وعمراني فريد لايمكن مقارنته بأي حال من الأحوال بالماضي ،وحتى بعض الكنوز العمرانية التي كان يعتبرها الأنسان من العجائب أصبحت بالمقياس الى التطور والتقدم الحاصل اليوم شئ يدرس ويشاهد كتراث قديم قد فاقه الزمن وتقدم بكثير عليه ، ولكن ما لم يتقدم وبقي يراوح في مكانه، ان لم يكن قد تراجع هو السلوك الأنساني ،الذي بقي يحتفظ بنفس الصفات التي كان يمتلكها الأنسان المتوحش الأول في صراعه من أجل البقاء ،فالشك والخوف وسوء الظن والجشع وحب التملك والتسلط والغدر والفتك واشباع الغرائز وغيرها من المشاعر التي كان من الممكن ان تنخفظ الى أدنى مستوياتها ان لم تختفي نهائيا ً ويحل محلها مشاعرتواصل حديثة ،بفعل التنوير الهائل الذي يناله الأنسان اليوم وبفعل وسائل ومنافذ التواصل الراقية المتوفرة ،وبفضل توفر طرق الحصول على المأكل والملبس والحاجيات الأخرى بطرق حضارية سلمية لايحتاج فيها الأنسان اللجوء الى العنف ،غير ان هذا لم يحصل وبقي الأنسان الحضاري الذي يعيش وسط احدث مكتشفات التواصل الحديثة يبحث عن طرق غير لائقة لأشباع غرائز الأنسان المتوحش فيه ومن بينها قتل الأنسان .
تسلح الفرد وتسلح الدولة :
ان التطور أدى الى انخفاظ كبير في مستوى التسلح الفردي ، فبينما كان الأنسان في فترات ليست بعيدة يحتفظ بسلاح شخصي يحمله اينما حل في حله وترحاله ، وينام بعين واحدة خوف الغائلة ،اصبح يعيش امان أكبر وخاصة في البلدان المستقرة ويفكر بأقتناء وسائل الراحة والترويح بدلا ً عن السلاح ، ولكن على مستوى الدول نجد ان الأمر مختلف دائما ً ،فعلى الدوام تكون هناك دولة أو أكثر تعلن الحرب وتنصب نفسها حامية وراعية للعالم كغطاء لأطماع مستترة تحمل نفس مشاعر العدوانية التي كان يحملها الأنسان المتوحش، وياويل كل دولة تملك موارد أو ثروات فأن عليها ان تهيأ نفسها للأعتداء والأحتلال وخطط التدمير والتآمر على نظم الحكم فيها أو تعلن الأستسلام و تسليم زمام أمورها ومواردها بيد الدول الكبرى التي تملك السلاح الحديث والقوة الغاشمة ،ولن نرجع كثيرا ً في بطون التاريخ فبالأمس القريب كانت فرنسا فألمانيا ثم انكلترا ومن بعدها تقاسمت عالمنا امريكا مع السوفيت ولم تصدق امريكا نفسها بعد انهيار السوفيت فأنقضت بأحدث اسلحة الفتك على دول لاتقاس بقوة امريكا وفق المعايير الدوليه حيث تعتبر فرائس منهكة افترستها امريكا افتراس غاية في الوحشية وبعيد عن معايير السلوك والقييم الحديثة ،وابتكرت وسائل حديثة لتفكيك الدول وانهاك ذاتها بذاتها في تشويش كبير للفكر وتدمير لكل تقدم وتحسن في السلوك الأنساني فيما عرف بالفوضى الخلاقة التي بشرت بها ونظّرت لها الأمبراطورية الحالية ظنا ً منها ان هذا يخدم مصالحها .
شهادة من البيت الأمريكي :
رغم الأعلام الحديث المنمق الذي يجمل امبراطورية العصر الحديث ( امريكا ) ورغم انه يحاول ابرازها بأنها امبراطورية الحرية والسلام والجنة الموعودة التي ستحل على البلدان التي تنالها رحمتها ،ولكن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار فحصارها اللانهائي لكوبا واستخدامها السلاح الذري في اليابان وأطنان من الأسلحة الفتاكة في فيتنام وكوريا ومناصرتها للصهاينة ضد الفلسطينين أصحاب الأرض وانقضاضها على فرائس منهكة واستعراض القوة الغير مبرر في كل من افغانستان والعراق وما حصل في ليبيا ومستمر بالحدوث وأيصال الوضع السوري الى ما هو عليه اليوم وغير ذلك الكثير والتي هي أدلة دامغة على غرائز القتل المتوحشة التي يقف انسان الكهوف ازاءها موقف الدهشة !
و ننقل رسالة الجمعية الأمريكية للقانون الدولي في آذار 1999 م :
( ان القانون الدولي اليوم أقل احتراما ً في بلادنا أكثر من أي وقت مضى في هذا القرن ) ،وحذر أعلام الجمعية من الأستفحال المرعب لرفض واشنطن لألتزامات المعاهدة .
ومن ابرز المفكرين الأمريكين هو نعوم تشومسكي (الذي أكد على مسؤولية النظام العالمي وراعيته أمريكا في خلق الأرهاب سواء أكان ذلك عن طريق أعتماد أدوات السيطرة الأقتصادية التي تهمش معظم سكان العالم ، أو في تطبيق سياسات وتحالفات تقهر شعوبا" بكاملها ) .
وننقل ما ذكرته صحيفتي الأندبندنت والغارديان البريطانيتان الى أن بوش الأبن يدعي : ( أن الله قال لي أن احتل العراق ) ، وتضيف الغارديان قول بوش الأبن ( ان الله كذلك كلمه عن السلام في الشرق الأوسط ) .
ويظهر ان بوش قد نفذ الأيحاء الأول والذي يريده اللوبي ذو التوجهات الصهيونية المحيط به ولكنه لم يلقي بالا ً للأيحاء الثاني الذي لايعجبهم بأي حال من الأحوال .
ان القتل والقوة كانت تغطى دائما ً بشعارات زائفة من مثل :
المساعدة والموقف الأنساني والعولمة والتي هضمها العالم اليوم جيدا ً وفهم انها أغطية جديدة للأفتراس الوحشي .
أن أنسان اليوم ،برغم كل المسميات التي يجمل بها صورته يظل هو ذلك المتوحش الذي استبدل الكهف بما وفرته له التكنلوجيا من مساكن حديثة مرفهه، وأنه لايزال ذلك الأنسان المتوحش الذي كان يخرج من كهفه حاملا" سلاحه لغرض كسب قوته وأشباع رغباته حتى ولو ادى ذلك الى قتل اخيه الأنسان ،ولاتزال شريعة الغاب هي الحاكمة الى يومنا هذا ،حيث الصراع من أجل البقاء والقوي يؤكل الضعيف .



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يقتل الأنسان أخيه الأنسان
- استولاد مخلوق غير مسيطر عليه
- مقارنة.. زمن الديكتاتورواليوم
- صبي الأزبال والحاكم
- الميزانية .. موت البلاد لا نهوضها
- داعش تجاوزت المنطقة الخضراء
- الأنتخابات القادمة دوران في حلقة مفرغة
- عالمية الولاء الحسيني
- الأنتخابات .. انتباهة غير مجدية
- اليابان تصدر الملوثات ايضا ً
- أمبراطورية الفوضى
- مانديلا..ثورة السلام والعدل والحرية
- القادم .. رقبة حزب الله
- العرب .. الكرسي قبل الكرامة
- النقب تعيد ذكرى مأساة اغتصاب فلسطين
- فلسطين ..قصة احتلال جديدة
- الأنتخابات ويوم السعد
- ممرضاتنا هنديات
- إذن هل هناك فساد ام لا
- التوجه الروحي والخواء الثقافي والسياسي


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طاهر مسلم البكاء - انسان اليوم متمدن ام متوحش