اخر حروب المملكة ....؟

حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4311 - 2013 / 12 / 20 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اشارت صحيفة (وورلد تربيون) الامريكية في تقرير صادر عن مركز " بيغن- سادات "للدراسات الاستراتيجية الى ان الجيش الاسرائيلي يحضر حاليا لحرب سريعة وحاسمة ضد حزب الله .... انتهى
في هذا الخبر دلالات خطيرة عما ستؤل اليه الاوضاع في المنطقة العربية ...فبعد افتضاح الدور السعودي الخطير في سوريا تصر السعودية على اشعال الحرائق في لبنان لضرب حزب الله وتصفية الحسابات مع حلفاء سوريا ...ويتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع اسرائيل ....التي لا تنكر التنسيق والتعاون مع مملكة ال سعود ... في الوقت الذي لا زالت مملكة ال سعود تنكر وتصر على ممارسة التضليل والكذب والمراوغة كعهدهم في ممارسة العمالة للصهيونية العالمية وارتباطهم العضوي بالمشاريع التي تستهدف ضرب الامة العربية والاسلامية ....
ففي الوقت الذي يعلن فيه سعد الحريري من السعودية اعلان الحرب على حزب الله ....تستعد اسرائيل لتوجيه ضربات عسكرية للبنية التحتية لحزب الله ومحاولة اضعافه وتقويض سلطته على الشارع اللبناني واجباره على سحب مسلحيه من سوريا ...والعمل على اخراجه من المعادلة السورية .... لوقف عجلة الانتصارات التي يحققها الجيش السوري بمساندة حزب الله ولواء ابي فضل العباس ....
ان مملكة ال سعود وهي تقود معركتها الاخيرة ... تدرك انها تستعدي وبحماقة وعناد بدوي كل من ايران والعراق وسوريا وكل البشر الشرفاء في العالم ...متذرعة بشتى الحجج مورطة معها بعض دول الخليج للدخول في مواجهة مفتوحة ضد ايران والعراق وسوريا ..... مبررة لشعبها تقاربهم من اسرائيل بحجة الوقوف بوجهة الزحف الشيعي ..... في الوقت الذي يؤشر فيه انكفاء امريكا والغرب عن مساندة المملكة وابتعادها عن السياسات الهمجية الرعناء التي تسبب كل هذا القتل البشع والدمار...فامام المجازر التي ترتكبها داعش نأى العالم بعيدا عن ما يجري في سوريا...فقط مملكة ال سعود هي المتمسكة باستمرار القتل في سوريا لاخرطفل وشيخ وامرأة ..... فلقد ثبت للعالم همجية الفكر الوهابي ... وابتعاده عن القيم الانسانية النبيلة ..... على العكس مما اثبته الاخرين (المقصود هنا ايران وحزب الله) ايمانهم بقيم الانسانية والعلم والتطور والسلم والتعايش بين الشعوب ومختلف الاديان .... وحتى ابتعاد تركيا وتملصها من المشهد السوري ...هو قراءة تركية ولو متاخرة الا انها صحيحة ...كونها لا تريد ان تتلطخ سمعتها الدولية بما يحصل في سوريا من انتهاكات انسانية على يد التكفيرين والقاعدة ..... ان الثعلب اردوغان انسحب في الوقت المناسب ليغرق ال سعود في مستنقع القتل والتكفير ....
ان المملكة تتحمل المسؤلية التاريخية والانسانية لقتل الشعب السوري بوحشية قل مثيلها في التاريخ البشري ....ذلك كله ارضاءا لنزعة الانتقام والهوس والرغبة في اذلال الاخرين وخدمة لاسيادهم الصهاينة .....ففي الوقت الذي يناى العالم بعيدا بنفسه عن هذه المأساة ....يصر ال سعود على الاستمرار في الحرب ..... فهم يرسلون بهائمهم البشرية الى كل اصقاع الارض ... ليفجروا انفسهم بالناس ..... ترى بلد يعتبر من اغنى بلدان العالم وفيه كل هذا الكم من البشر المتخلفين والقتلة .... وكانهم لم ينعموا بنعم الرب التي اسبغت عليهم ...... اي تبرير او تفسير ممكن ان يقدم للعالم من قبل مملكة الموت ....
لم يعد امام شعوب ايران والعراق وسوريا ولبنان الا ان يديروا حربا مقدسة للخلاص من مملكة الشر ويحرروا بيت الله الحرام من سيطرة واستعباد اولاد الحرام ..... وعلى ان يشارك فيها كل السنة المخلصين لاسلامهم المعتدل ولاوطانهم .... كي لا تبدو حربا شيعية –سنية كما يحلوا للسعوديين ان يروجوا لها ....
ان ... حربا فكرية لتجفيف منابع هذا الفكر الوهابي المنحرف والذي ينتشر كالسرطان في بعض الدول الاسلامية ... وحربا على الارض للقضاء على بؤر التكفيرين ...والتوجه للعالم لفضح هذا الفكر وتعريته والسعي لاصدار قرار اممي يدين الفكر الوهابي التكفيري ... ومساعدة شعب الجزيرة العربية على النضال للتخلص من حكم العائلة العميلة للصهيونية العالمية ..... هو المطلوب ..للوقوف بوجه هذا الفكر المنحرف ...
اما اسرائيل التي تعتقد خطأ ان الفرصة التاريخية لا تفوت ... فتوجيه ضربة الى البنى التحتية لقواعد حزب الله ومحاولة اضعافه وتوريطه في حرب طائفية داخل لبنان ....و بدعم سعودي لبعض العملاء من قوى 14 اذار ...هو كفيل باحرزها النصر الذي تحتاجه لترميم اوضاع الحكومة الاسرائيلية ....واعادة الشعور بالتفوق والانتصار الذي يغذي النزعة التوسعية الاستعمارية للفكر الصهيوني اليميني المتطرف المتزايد في اسرائيل ....
ان مملكة ال سعود تخوض معركتها الاخيرة ... وهي تدرك انها ليست بمنأى عن اي تغيير ... لكنها اسيرة عمالتها للصهيونية العالمية التي تضع نصب عينها امن اسرائيل ...

حــــامد الزبيدي
20/12/2013

#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل