أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - احلام الباشا الطائر















المزيد.....

احلام الباشا الطائر


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في فترات من تاريخ العراق ...كانت بغداد زمن الدولة العباسية عاصمة الدنيا ....ومؤل العلم والشعر والاجتهاد ......وكانت بغداد حلم من يبحث له عن مجد وشهرة ...فكان يشد لها الرحال من كل البقاع ... حيث تعج كتاتيب بغداد بالافغاني والتركمستاني والباكستاني والاذربيجاني والالباني الخ ...
وكانت كل الاعراق تذوب ولا يبقى الا الانجاز والبراعة....ولا ننكر انه في فترات ضعف ووهن هذه الدولة كانت تبرز هنا وهناك فتن ...ومشاكل الا انه كانت هذه لا تشكل ظاهرة وانما كانت نتاج عرضي للتفاعلات المجتمعية والسياسية واغلبها صراعات فكرية تجد في استخدام العنف متنفسا لها ... وقد نجح الاسلام في خلق النموذج الانساني الذي يقوم على مبدأ التسامح والعدل بين هذا الخليط البشري المتنوع .... من هنا كانت بغداد ولا زالت تملك من عناصر الجذب الكثير الذي تفتقد له الدول من حولنا ... فمنها خرج اغلب زعماء المذاهب الاسلامية وفيها اغلب اضرحة ائمة اهل البيت وفيها المراقد المقدسة للائمة الاطهار علي والحسين والعباس والكاظم ومحمد الجواد والحسن العسكري والامام ابي حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الكيلاني والعديد العديد من المراقد المقدسة ...التي تمثل السنة والشيعة والصايئة واليزيدية والمسيح والطرق الصوفية والى المراقد المقدسة لليهود في جنوب العراق الكفل والعزير ....وتكاد تنفرد ارض العراق عن كل بقاع الارض بانها تجمع مجد وتراث واثر الاولين والاخرين ابتدأ من نبي الله ابراهيم عليه السلام ..
هذا وطن لا يبتلع فهكذا تنوع يمنح العراق امكانيات خاصة والتاريخ فيه الكثير من العبر ....ومن يريد ان يبلع العراق ...فعليه ان يستوعب كل هذا التنوع اولا والا فسيصطدم بجغرافية الانسان والمكان .... الغير قابلة للالتواء ..
بعد عام 2003 فشل اعراب ال سعود في كسر ارادة العراقيين فلجاؤا الى استخدام كل اساليب الغدر والقتل محاولة منهم للتعطيل واحداث الفوضى ...متوهمين انهم في مناءى عن اي تاثير كونهم ينعمون بالحضانة الامريكية ...عاجزين على ان يسألوا انفسهم ....عن المكاسب التي سيحصلون عليها نتيجة ممارستهم لهذا الدور العدواني ...وتوجيه التهم الى ايران يأتي ضمن هذا السيناريو المعد لهم في الدوائر الصهيونية ... انهم يلحنون على ايقاع واحد هو ايقاع الدم والقتل والفوضى .
ومن نتائج التغيرات في السياسة الدولية ...تتوجه مملكة ال سعود لاقامة اتحاد بين دول الخليج العربي ولحد الان هناك موافقات واضحة من المملكة والبحرين وقطر وهناك رفض من عمان لهذا المشروع وتردد من قبل الكويت والامارت ...حتى وان اقتصر الاتحاد على دول الخليج الثلاث فهذا يعني تجمع اقتصادي كبير جدا سيكون له ثقله في العالم للامكانيات المالية الهائلة لهذا الاتحاد اضافة الى امتلاكه لثروة البترول والغاز .....وسيعمل على جلب مصر لهذا الاتحاد مستقبلا .... لما تملكه من امكانيات عسكرية كبيرة ....لمجابهة الخطر الايراني ...؟
وهذا يحفزنا الى اعادة قراءة الخارطة الجيوسياسية للمنطقة العربية .... لنصل الى قناعة سهلة وبسيطة وهي استحالة دعوة العراق لهذا الاتحاد ...بل سيكون من اهداف هذا الحلف هو افشال التجربة الديمقراطية في العراق ومحاولة اسقاط اي حكومة شيعية او حكومة يرأسها شيعي ... ووسط هذا الخراب والحروب والفتن التي تعج بها المنطقة .. نستطيع القول ان هناك
سيولة سياسية .....ولا ثبات لشكل الانظمة في العديد من دول الربيع العربي .....وهنا لا بد من البحث عن تحديد المسارات السياسية والاقتصادية للعراق والتي تخدم الامن والاستقرارفي العراق وفي المنطقة ....... ويجب ان ننتبه الى ان هناك من يعمل على محاصر العراق وحرمانه من اطلالته البحرية على الخليج ... لاضعاف القرار السياسي وامكانية اخضاع العراق للمساومات وكذلك التاثير على صناع القرار في العراق ....كذلك تبني تركيا سياسة فرض الوصاية على المصالح الكردية في كردستان العراق ... وبالتالي التدخل في الشأن العراقي الداخلي ....
هذه الحقائق تضع العراق المعطل الان عن ممارسة دوره في موضع المحرك الاساس لمجمل السياسات في المنطقة ...وذلك من خلال اختيار واحدا من اهم الخيارات ::::::::: وهو ... اعادة التفكير في احياء فكرة الاتحاد بين العراق وسوريا .....فلقد شهدت ارض العراق وبلاد الشام ظهور عدة حضارات "" السومرية "الاكدية "ا لبابلية "الاشورية "الكنعانية-الفينيقية " الارامية –الكلدانية " العربية –الاسلامية ..... الدولة الاموية في الشام والدولة العباسية في العراق .......وقد اطلق عالم الاثار الامريكي- جيمي هنري اسم الهلال الخصيب على هذه المنطقة من العالم .وذلك لاسباب تأريخية حيث شهدت هذه الارض مهبط الرسالات السماوية وميلاد اولى الحضارات البشرية. وكانت مبعث القوانين والحرف والعلوم والاساطير .......
ولو احصينا الموارد الطبيعة لهذه الارض الممتدة من الفاو الى سواحل البحر الابيض المتوسط لادركنا اننا امام دولة تمتلك مقومات غاية في الاهمية فالتنوع في مصادر الموارد من مياه الى اراضي زراعية ووجود نهري دجلة والفرات الى عدد لا يحصى من المعادن المكتشفة والغير مكتشفة .. الى ثروة النفط والخزين الهائل ؟؟...الى االتقارب في البناء المجتمعي والتشابه الكبير في العادات والتقاليد ..الى اهم عنصر وهو العنصر البشري الذي يشكل كتلة كبيرة ومهمة من الكفااءت العلمية والمهنية . اضافة الى
ان الاراضي التي تمتد من الفاو الى سواحل البحر الابيض المتوسط توفر للعراق فرصة ايجاد طرق وبدائل ومنفذ بحري مهم جدا لتصدير النفط للتخلص من الضغوط الخليجية والتركية كما ان السواحل السورية تعطي للعراق سواحل تمتد الى اكثر من 183 كم ...وهذه تتيح للعراق التوسع في تجارته مع العالم والتنوع المطلوب في منافذ التصدير والاستيراد....كما تؤسس للقناة الجافة التي ستغير الخارطة العالمية للتجارة الدولية ...وستحدث هذه القناة تغيرا في المفاهيم الاقتصادية والعسكرية العالمية ...هذا اضافة الى امكانية القدرة على بناء قوة عسكرية يحسب لها حساب اضافة الى قوة بحرية مهمة سيكون لها التأثير المهم على استقرار المنطقة وتحقيق التوازن الستراتيجي في المنطقة .
وسعيا للدعوة الى اقامة اتحاد كونفدرالي بين سوريا والعراق لابد ان نذكر بعض الحقائق المهمة التي تثير الفزع لدى الدول الاقليمية وعلى رأسها اسرائيل ......حيث ان مساحة هذه الدولة ستبلغ 620000 كم مربع (مساحة سوريا 185000 كم مربع ومساحة العراق 435000 كم مربع ) وسيبلغ عدد نفوسها 52 مليون نسمة (سوريا 22مليون نسمة والعراق 30مليون نسمة). مما يؤسس لدولة اقليمية سيكون لها وزن مؤثر وفاعل في السياسة وفي الاقتصاد العالمي والاهم من هذا انها ستوفر للاانسان في هذه الدولة فرصة كبيرة للنهوض بالواقع العربي والاقليمي وتحقق التوازن المختل الان لصالح اسرائيل .
مرة اخرى ان هذا المشروع كان احد الاحلام الكبيرة التي راودت فكر الباشا نوري السعيد ولقد عمل على تحقيقها الا ان عدم الوعي انذاك بالاخطار التي تهدد دول المنطقة واجتياح الشعارات القومية والوحدة التي جاء بها عبد الناصر ... اسهمت بشكل كبير في وأد مشروع وحدة الهلال الخصيب وايضا مشروع الاتحاد الهاشمي الذي كان يسعى فيه الباشا من ضم الكويت اليه ...وحتى حلف بغداد الذي عارضه العراقيين والعرب واجهض بعد عام 1958 ...كان من نتائجه ...لو كتب له الاستمرار ان يجعل على الاقل العراق كما هي تركيا الان او باكستان او ايران ان لم نقل افضل بكثير ...ذالك ان العراق يملك امكانيات وقدرات وفرصا اكثر من الاخرين..
ولا نذهب بعيدا ان علمنا ان المانيا توحدت في اثناء الحرب ...للذي يضع العصي في الدواليب .... ومع بروز ايران قوة رائدة في المنطقة ... فأن هذا يعطي للتفاهمات الاستراتيجية بين ايران وسوريا والعراق .... قوة قادرة على صناعة التغير الحقيقي في المنطقة وتغير موازين القوى لصالح قوى الرفض للهيمنة الاسرائيلية –الامريكية ... كما يسهم في تعرية عمالة وارتباط ملوك المملكة وقطر والبحرين بالمشروع الصهيوني الامبريالي ....
ان الظروف والمتغيرات التي تحصل في العالم الان ... ستؤدي حتما الى نتائج تختلف عما كان يتوقعه الاخرون ... والسعي للحفاظ على وحدة العراق وبناء نظام ديمقراطي ...والتوجه نحو الاستثمار الامثل للموارد الطبيعية والبشرية ...هو السبيل الوحيد الذي يحفظ الاوطان ويحقق للانسان الامن والاستقرار والازدهار ......

حـــــامـــد الــزبيدي
10 / 12/ 2013



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية ... هل تعصر على نفسها اللمون ...؟؟؟
- المتغطي بالامريكان .... عريان
- ايران تدخل المملكة بحصان طروادة
- الدور السعودي .... واشعال الحرائق غي المنطقة
- الدول على سر رؤسائها .....؟
- كلام في السياسة مليان مرارة
- كلام في تظاهرات 5/10 في العراق ....؟
- من ذكرى ايام الدراسة
- شرف ايه اللي انت جاي تقول عليه .....
- علاقة البواسير بخدمة الجماهير ...؟؟؟؟
- المبادرة الفاضحة
- امريكا ... والسلاح الكيمياوي
- الخروج الأمن .....؟؟؟
- المأزق العراقي ......؟؟؟؟
- دولة رابعة العدوية
- نيرون بغداد
- طريق العودة الى بابل
- الهلال الخصيب .... تأريخ ومستقبل
- فيضان النيل في 30 يونيو
- ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - احلام الباشا الطائر