أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ( النص القرآني) السحر والدين














المزيد.....

( النص القرآني) السحر والدين


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 09:44
المحور: الادب والفن
    


يقول علماء الاجتماع أن الدين ظاهرة اجتماعية تتعلق بالمجتمع، أما السحر فهو ظاهرة تتعلق بالفرد فقط ، فألدين وسيلة للحفاظ على وتيرة تطور المجتمع، والسحر وسيلة لتحقيق مآرب فردية، تتعلق بفرد أو بضعة أفراد، فكيف انقلبت الأمور في مصر القديمة، بعد زوال الهكسوس وأصبح السحر يطغى على الدين، بحيث كان أحد أهم معالم المجتمع المصري الفرعوني، وتعاظم أمره حتى أنه تماثل في مرتبته مع الدين إن لم يسبقه ؟، إذا رجعنا إلى الفترة التي حكم فيها الهكسوس مصر، سنجد بأنها فترة تحققت فيها العدالة الاجتماعية والاقتصادية لعامة السكان، وعلى حساب الخاصة من كهنة وحكام وقادة عسكريين ومد راء أقاليم، ولم تقتصر تلك العدالة على الجنس الهلالي وحسب، وإنما شملت عامة المصريين أيضا، وكما تحدثنا سابقاً إن الهكسوس الذين اتبعوا التوحيد في مصر، وضعوا لها قوانينها ومفاهيمها التي وضعت منذ عهد إبراهيم عليه السلام، والتي جاء يوسف واخوته من بعده إلى مصر وعملوا على نشرها وتطبيقها، وبقيت مكتوبة ومتداولة بين السكان، بحيث أنها أصبحت جزءاً من الثقافة السائدة عند المجتمع ، وبما إن الدين له خصوصية عند المجتمع فقد أخذ وضعاً استثنائياً عند المصريين، لانه حقق لهم العدالة الاقتصادية والاجتماعية وحررهم من الهيمنة الفرعونية، التي وضعت نفسها كآلهه فوق البشر، من هنا كانت هناك عقيدة توحيد متجذرة عند المجتمع في مصر، وان إضعاف أو إزالة تلك العقيدة بحاجة إلى وسائل خاصة عدا الوسائل التقليدية والمتمثلة في منع التعاطي مع الافكار والمعتقدات من خلال التعذيب والتجويع لمعتنقيها، وسيلة يكون بين ثناياها شيئاً من الانبهار، يدغدغ ويحرك القلب، من هنا جاء السحر كأحد الوسائل لإضعاف العقيدة عند المجتمع في مصر، فكانت المدارس الخاصة بالسحر والسحرة يتم تدريبهم فيها، وكذلك كانت المراسم الخاصة التي تعرض فيها قدرة ومهارة السحرة في الأماكن العامة، لتكون أولاً كأحد أشكال الرفاهية للسكان، وكوسيلة تشكك وتضعف عقيدة التوحيد، من خلال إظهار قدرات خارقة يقوم بها السحرة، ثانياً ومن ثم إلى أنها البديل لعقيدة التوحيد، حيث تم العناية بإظهار الخارق للعادة والأشياء والأشخاص، وبما أن مثل هذه الأعمال تتماثل مع بعض الآيات الدينية التي تتعامل مع الغيبيات، كانت من أنجع الوسائل لتحقيق المأرب الفرعونية .
من هنا إذا عدنا الى آيات موسى عليه السلام نجدها أيضاً من الخارق للعادة ـ العصا واليد ـ، ( وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَىٰ-;---;-- (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ-;---;-- غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ-;---;-- (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ-;---;-- (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ-;---;-- (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ ۖ-;---;-- سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَىٰ-;---;-- (21 )
فكانت آية موسى عليه السلام فيها ما يتماثل (شكلاً) مع الاعمال التي يقوم بها فرعون لتأثير في عقيدة قدرات السحرللمجتمع المصري ( هكسوس ومصريين ) والمعلومة الثانية التي تعطينا إياها هذه الآية وجود قوميتين في ذلك العصر، من هنا جاء قول موسى عليه السلام (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) َفْقَهُوا قَوْلِي (28)
أن العشر سنوات التي قضاها موسى عليه السلام في بلاد الشام وبالاضافة الى تعلمه النطق في صغره بلسان أمه الهلالية، جعله يجيد اللغة الهلالية أكثر من اللغة المصرية، فكأن هذه الاية تخبرنا بأن نطق كلمات اللغة المصرية أصعب وأشق على اللسان الهلالي، من هنا نجد بأن السورة تعطينا صورة أخرى من تلك الأعمال التي يقوم بها فرعون وحاشيته، للتاثير في عقيدة المجتمع، فكان يخصص أياما بمثابة أعياد يعرض فيها قدرات السحرة ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59) طه



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزر منعزلة أم جغرافيا واحدة
- النص القرآني) يعقوب واولاده عليهم السلام
- النص القرآني (اول الكتب السماوية)
- ( النص القرآني ) عدم نضوج علم الكتابة
- مدخل الى النص القرآني
- أيهما خطر الكيماوي العربي أم النووي الإيرني؟
- الدين بين التطور والنزول من السماء
- الماركسية والدين
- الثورة العرابية لرفعت السعيد
- السادات والبحث عن الذات
- غطاء العقل العربي
- الثابت والمتحرك والعقل العربي
- أوراق بعيدة عن دجلة
- المسألة الطائفية في مصر
- الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون
- ماركو فالدو والتقديم الهادئ
- عمارة يعقوبيان والفساد الطاغي في مصر
- التشدد والتكفير
- استنساخ قرطاج في بغداد ودمشق
- الديانات الثلاث ودخول الجنة


المزيد.....




- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - ( النص القرآني) السحر والدين