أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد الحواري - غطاء العقل العربي














المزيد.....

غطاء العقل العربي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 21:36
المحور: المجتمع المدني
    



علاقة المواطن العربي بالأنظمة وأدواتها التي ترتدي البزة ذات اللون الكاكي أو الأزرق، وتلك (البوريه) التي توضع على الرأس علاقة السيد والعبد، الحاكم والمحكوم، وتشكل صورة ـ الجندي أو الشرطي ـ الأداة التنفيذية لتلك الأنظمة المتخلفة، وقد كنا في الخدمة الإجبارية التي دفعنا إليها مجبرين، قد تعلمنا كيفية تركيب وبناء تلك الأدوات التي تأخذ الشكل الآدمي والمضمون الآلي، فبعد أن يتم إنهاك الجسد بالأفعال غير المنطقية ـ حفر خندق اليوم، وبعد غد ردمه، وضع سواتر ترابية هنا وغدا إزالتها، يأتي دور العقل، لقد جعلونا نشعر بالعبث وعدم دواعي لاستخدام العقل بالمطلق، فكلمة "نفذ ثم ناقش" كانت القانون القامع لأي فكرة مهما كانت بسيطة، لكن ما يهمنا في هذا المقام هو الكيفية التي كانت تعطى فيها محاضرات التجهيل وإلغاء استخدام العقل، فقد كنا نجلس إما على الأرض أو على مقاعد، وعندها كانوا يطلبوا منا رفع (الكسكست أو البوريه) عن الرأس ثم يبدوا في إدخال كلمات التجهيل والتخلف إلى رؤوسنا، فكلمة الممنوع كانت تكرر في كل محاضرة أكثر من عشرة مرات، وكلمة إطاعة الأوامر الصادرة عن ـ الرقيب أو الضابط أو أي رتبة اعلي ـ هي الخلاص لنا مما نحن فيه، فلا مجال لقول كلمة ـ أرفض ـ فهي من المحذورات التي تؤدي بصاحبها إلى المعتقل، وبعد انتهاء تلك الهرطقة يطلب منا إعادة (الكسكيت أو البوريه) إلى الرأس وكأنهم بذاك قد حشوا رؤوسنا بما يريدون من الغباء وتجهيل، فيجب إغلاقها بعد تلك التعبئة، لقد كانت رؤوسنا بالنسبة لهم مجرد (شوال) فارغ يمكن ملئه بأي شيء، إن كان صالح أم طالح، إن كان منطقي أم لا، في حقيقية الأمر كان العديد منا بعد عملية محو التفكير يخرج إلى تنفيذ ما يطلب منه دون أي شعور بالإثم أو تأنيب الضمير، حتى لو كانت المهمة قمع الأهالي والبطش بهم، فالرأس ما دام عليه ذاك الغطاء فلا خوف على مرتديه، فهو مضمون الصلاحية للنظام مئة في المائة، عندما تكون (البوريه أو الكسكيت) على الرأس يكون محكم الإغلاق تماما، ومحصن ضد أي تأثير خارجي يمكن أن يؤثر عليه أو فيه.
ما بالنسبة للنساء اليوم فهن يرتدين كل ما هو (مودين) حتى يخيل للبعض أنهن يتمشين في عرض أزياء، لكن ما يثير الدهشة هو غطاء الإشارب الذي يضعنه على رؤوسهن، فكأنهن متحررات من كل ما يقيد الجسد، (البنطلون) على قد الفخذ وكأنه دهان وليس قماش، (بلوز البدي) التي تظهر كل المفاتن المثيرة، أما الرأس فهو يجب أن يبقى محفوظا دون استخدام، من هنا نجدهن يضعنه، فالمشكلة عند العربي في الرأس الذي يجب أن يبقى دائما وأبدا مغلق ومحفوظ بعيد عن تأثير الشمس والهواء، فهما العدوين للرأس العربي، من هنا يجبر النظام العربي عناصره على غطاء الرأس، وتعمل النساء العربيات أيضا بمثل هذا، فهن زوجات وأمهات وأخوات لهؤلاء الرجال.
لو كان هناك استخدام للعقل عند النساء العربيات، لما قمن بالخروج على هذه الشاكلة، فأما أن يرتدين الثياب التي تقي الجسد بشكل محترم، كما هو الحال في لباس الثوب الفلسطيني المطرز ولباس الجلباب الشرعي، وأما أن يخرجن مرتديات الموضة دون وضع الإشارب الذي يبدين فيه كمن يرتدي بعضها من ثياب العصور الوسطى وبعضها الآخر من ثياب العصر.
فمن هنا نجد أن المرأة العربية والرجل العربي كلاهما في موضع لا يحسد عليه
، فالتفكير لا داعي له أبدا، فعند الرجال تم صقلهم تحت مسمى "خدمة العلم" ثم حشوا رؤوسهم بكل ما يجعل العقل معطوب وغير قادر على التفكير، والمرأة تم تحجيمها من خلال الفكرة السلبية "حرمة أو الموضة" فأمست حائرةً بين التمسك بالعادات والتماشي مع العصر، فلا كانت امرأة عصرية تردي اللباس العصري وتفكر بالعقل الحديث، ولا ظلت متمسكة بواقعها وتفكر وتعمل به، (فهي كمن اسلم في الليل لا المسلمون قبلوه، ولا ظل على دينه)
رائد الحواري



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثابت والمتحرك والعقل العربي
- أوراق بعيدة عن دجلة
- المسألة الطائفية في مصر
- الفدائي الصغير بين الشكل الأدبي والمضمون
- ماركو فالدو والتقديم الهادئ
- عمارة يعقوبيان والفساد الطاغي في مصر
- التشدد والتكفير
- استنساخ قرطاج في بغداد ودمشق
- الديانات الثلاث ودخول الجنة
- التخندق القبلي في المجتمع العربي
- أوهام الشيوعيين الفلسطينيين
- رجوع الشيخ والانسجام بين الشكل والمضمون
- الاسود يليق بك
- إنتقائية التاريخ
- العشيرة العربية
- ثروة الإيمان
- العقل العربي والاحتكام للنص
- طيور الحذر وتشكيل النص
- إنسان
- محاضر


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد الحواري - غطاء العقل العربي