|
التشدد والتكفير
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4220 - 2013 / 9 / 19 - 22:54
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في القرن الماضي عندما كانت الثورة الفلسطينية تعمل ضمن الواقع، محققا العديد من الانجازات في العديد من الأصعدة، خرجت علينا فتح (المجلس الثوري) التي لم تقم بأي عمل ضد الاحتلال بالمطلق، وخصصت كافة عملياتها ـ العملية والفكرية ـ ضد الثورة الفلسطينية، خاصة فتح الأم، فتم تصفية عصام الصرطاوي وصلاح خلق وأبو الهول وغيرهم، والذي كان يطلع على أدبياتهم كان يتخيلهم الجيش الجرار الذي سينتهي من عملية تحرير فلسطين خلال أيام، لكن على ارض الواقع كل ما هناك كان مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، بالنسبة للاحتلال طبعا، وكان عمل (المجلس الثوري) يشكل عبئا على الثورة الفلسطينية، حيث كان اجتياح لبنان عام 1982 بسب الحجة التي قدمها (فتح المجلس الثوري) للاحتلال. وما يؤكد وهن هذا التشدد، اندثار (التنظيم الثوري) بطرقة عجيبة، وتجعل السؤال عن السبب منطقي وواقعي، ومن الطبيعي أن نعيد تركيب الأفعال والأعمال التي أقدم عليها (فتح المجلس الثوري) لنجدها أعمال خدمت أولا وأخيرا الاحتلال وأعداء الثورة الفلسطينية. وفي عصر الظلمات في القرن الماضي ـ بداية العقد الثامن ـ، خرج علينا تنظيم الإخوان بفكرة الجهاد، وأي جهاد؟ وأين الجهاد؟ ومن نجاهد؟، أسئلة لا بد الإجابة عليها، منا، ومن الذين أفتوا بهذا الجهاد، كانت بيروت محاصرة، برا وبحرا وجوا، ولم تجد من الأنظمة العربية سوى (الهمة الإذاعية) كان دعاة الجهاد يجندون الشباب إلى أفغانستان، مكفرين المقاومة في لبنان، بحجة أنهم (ماركسيين شيوعيين) فحينها كانت الأموال وخيرة الشباب العربي، المغرر بهم يزجون في أتون حرب ليست لنا مصلحة بها أو فيها، بل كانت وابلا علينا، فمنها جاءت الحجة والمبرر لاحتلال العراق والخليج العربي. نعود إلى الجهاديين، عبد الله عزام صحاب كتاب "آيات الرحمن في جهاد الأفغان" قدم المجانيين على أنهم (رامبوا العرب) الذي يدمر الأعداء دون أن يصاب بخدش، حتى أن الأفاعي لا تلدغ المجاهدين، فهم السوبرمان العربي والإسلامي، لكن تبين فيما بعد أنهم بشر عاديين جدا، حيث ساقتهم أميركيا أسرى إلى غوانتنمو دون عناء،. عبد الله عزام ترك ورثة في الفكر والعمل الجهادي، أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وغيرهم الكثير، مازالوا يعتاشون على نفي الآخرين بالمجمل، إلا من كان على دينهم، فهم جعلوا من أنفسهم الحكم والجلاد في آنا واحد، من هنا لهم الحق في تكفير هذا وغدا ذاك، وأمسى الحال المواطن العربي في العراق وسوريا تحت جحيم الجهاديين. من هنا لنا الحق في التساؤل ماذا فعل كافة المتشديين والتكفيريين ضد الأعداء؟ هل كانت أعمالهم موجه ضد الأعداء؟ أم كانت ضد المواطن العربي في الأساس؟ هل أعمالهم خدمت القضية العربية والإسلامية؟ أم كانت وبالا عليها؟ من المحرك الأساسي لهذه الجماعات؟ ومن أين يتم تمويلها ـ ماليا وعسكريا وإعلاميا ـ ؟ لماذا تعمل بقسوة منظمة وممنهجة فقط في الدول العربية التي وقفت ضد الاحتلال (إسرائيلي، أمريكي) فقط؟ هل عملها في العراق وسوريا يخدم الإسلام؟ القتل بالجملة وعلى طريقة المغول هل هو من الإسلام؟. اعتقد أن الإجابة على هذه الأسئلة يعطينا حقيقة العمل التكفيري ومن شكله ومن يقف وراءه ومن المستفيد منه ومن المتضرر منه. رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
استنساخ قرطاج في بغداد ودمشق
-
الديانات الثلاث ودخول الجنة
-
التخندق القبلي في المجتمع العربي
-
أوهام الشيوعيين الفلسطينيين
-
رجوع الشيخ والانسجام بين الشكل والمضمون
-
الاسود يليق بك
-
إنتقائية التاريخ
-
العشيرة العربية
-
ثروة الإيمان
-
العقل العربي والاحتكام للنص
-
طيور الحذر وتشكيل النص
-
إنسان
-
محاضر
-
مكان
-
صفوف الحياة
-
الضياع
-
عالية ممحدوح وتقليد الذات
-
واسيني الأعرج في بلده فلسطين
-
كيف سقينا الفولاذ
-
مشكلة العقل العربي
المزيد.....
-
الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح
...
-
تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه
...
-
الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
-
حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
-
استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا
...
-
الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ
...
-
بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
-
صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
-
انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
-
باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة
...
المزيد.....
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
-
الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج
/ سعيد العليمى
-
جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|