أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - تدثرْ يا نهر الشاني * ...














المزيد.....

تدثرْ يا نهر الشاني * ...


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 4301 - 2013 / 12 / 10 - 21:40
المحور: الادب والفن
    


تَدثّر يا نهرَ الشاني *.....


تَدثّر أيّها النُهير ُ الواهن ُ
بارد ٌ هذا الصباح كندفة قطن مغمّسة باليود
حاملوا سلال السعف الصغيرة
لن يحاذوك َ صُعدا ً الى فراديسهم
في الساحة ما بين المقبرة الكبيرة وممر البساتين
ثمّة اصوات ٌ تزحف على الاسفلت
تريد ان تستدير عن المقبرة
عائدة ً للممر
وثمّة موسم ٍ للبرتقال لم يحن بعد ُ
ثمّة الطفل على بَرذون ِ الحمار
ينتظر ُ الأب َ المتمهّل َ عند المقهى
ونظرة المرأة الملتفتة عن قوس ِ عباءتها
كسنان ٍ حائر....


منذ قبل الظهيرة أمس
التاسع من كانون الاول
يسجد النخلُ ولا يمرُّ السابلة ُ
منذ قبل الظهيرة امس
ساعة َ هبط َ الخنزير ُ المعدني ُّ الى الساحة
ساحة َ اللاهين َ والشغيلة
ساحة العائدين بنشوة البرتقال ِوالذاهبين اليها
ساحة الذكرى القديمة للعائلة المطمئنة ...
منذ قبل الظهيرة أمس
المدينة ُ تصغي لأصوات ٍ تزحف ُ على الاسفلت ِ
أصواتٌ كساقية ٍ واهنة ٍ
تأبى المَسيل الى المقبرة....



يا نهر الشاني
دَعني وَشاني
وَتدثّر ببقيّة ِ أسمالهم
نُتفة ً نتفة ً تبدّدت ْ وتبدّدوا ...
الصبيحة ُ باردةٌ وأنت نحيل
وهم لا يبخلون َ عليك َ بما يتبقّى منهم
أيها الصديق القديم الحميم
تدثّر يا نهر الشاني
ودعني لشاني
فَكل البلاد باردة كَفراش ِ أعزب ٍ
والخنزير ُ المعدني ُّ يطوّف ُ كعاهرة ٍ على حَلِّ ثوبها
أيّ قواد ٍ يمتطيه ِ
قوّاد الدولة ِ ام قوّاد عدوّها ؟
لا فرقَ البَتة ..
في الغابة ِ كل القَتَلة ِ أبناء زنى
أَتَهمُّ الاسماء ؟



باردة كَساطور جزّار ٍ هذي الصبيحة
ربّما لأجل أن يتجمّد الأنين على الأسفلت
ويبقى مديدا ً
مُدّةَ الشتاء الطويل الذي سيحل ُّ علينا
شتاء َ السماسرة ِ وغواني الاعلانات
الساعة لم تزل قبل الظهيرة ِ , منذ ُ أمس
ساعة َ دهمَ الخنزير الوحشي ُّ الساحة َ
14 يمامة تطوف ُ على أكتاف ِ النخل ِ الساجد ِ وَجلا ً
تنتظر ُ القيامة َ
لتَحُط ...



شتاءٌ هو ام موسم الخنزير المعدني ُّ
يَخب ُّ متجهما ً ؟
برد ٌ هو أم خفقة ُ البومة العمياء
تخبط ُ سَكينة َ السعف ِ عابثة ً ؟
يا نهر الشاني
يا نهر َ عروقهم وعراقهم
ايها المرتعش بردا ً وَيُتما ً
تَدثّر ْ بريش ِ اليمام ِ الذي هَج َّ أمس
لقد غادر َ المطمئنون َ والطمأنينة ُ كوخ َ السعف
ولاذوا بمَوقد ِ جَدٍّ قديم
يُقَلّب ُ أصغَرهم جَذوة َ الجمر ِ :
أن َّ الشتاء َ طويل ٌ
طويل ٌ يقول ُ الشيوخ ...

10-12-2013

• (الشاني ) هو نُهير صغير يعبر ما بين مقبرة بهرز الكبيرة وبساتينها حيث وقعت مذبحة الاثنين الاسود 9-12-2013



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغائب ُ والحاضر ...
- من أرض الظلمات ...
- خُطبة الأُحَيمر السعدي في عكاظ السواد
- اللعبُ تحت َ المطر ....
- 10 ملاحظات غير مهمّة ٍ تماما ً ......
- أغنيةُ الفزّاعة ....
- رَكْنُ القَيد ...
- في الغابةِ, ثَمّةَ من يحبّكَ ...
- رسالة الى (ثيو )
- صباح القهوة
- طريقُ كل َّ يوم
- ألخُرافة
- قشّةٌ بينَ أريكتين ...
- مقبرة ٌ بين نَهرين ..
- حيثُ لا ظلَّ لي
- حياكة الأسمال
- اغنية ُ سائقِ التاكسي
- الحطاب سييء الصنعة
- 31 آذار 1976
- (( شراكةٌ فاضحة ))


المزيد.....




- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - تدثرْ يا نهر الشاني * ...