ابراهيم البهرزي
الحوار المتمدن-العدد: 4182 - 2013 / 8 / 12 - 13:35
المحور:
الادب والفن
كنتُ تأملتُ القُبُّرةَ :
القشُّ الأشعثُ يَدرُجُ في ريحٍ منخفضة ٍ
وهيَ تدرج ُ
خلفَ قُصاصاتِ الذهبِ المجلوِّ برملِ الشمس
كانَ الحصّادونَ ودَرّاساتِ القشِّ
وريح الهاديءِ من نيسان
منهمكونَ بأغنيةٍ
تجلو الهمَّ عن الجيبِ
وحلم ٍ يجلو مَرَّ الذكرى ...
كنتُ تأمّلتُ القُبّرةَ
تنوحُ بأعطافِ الريح ِ
والبلدُ المبذور على عُسر ٍ
في الريحِ
ينوح ...
مِن خاطرِ مَن يتّعظُ بأحكام ِ الطيرِ
تَنزُّ الآنَ من العينِ المخطوفة ِ
صورةَ مأتَم :
الحصّادونَ
ودَرّاسات القشِّ
وريحُ الهاديءِ من نيسان
وأغنيةً تشبهُ ما نحن ُ عليه ..
وكلَّ الصوت الآتي من أعلى
هو صوت ٌ مُنضَفرٌ :
من يفرحُ سَفَها ً أو يعوي نَدَما ً,
صوتانِ أجَشّان ِ
يدورانِ
يدورانِ
فوقَ هشيم ِ الحقل ِ..
وأنا والقُبّرةَ
يَتيمان .....
مَضى حصادٌ بما مضى
حيثُ لا بريقَ في الافق ِ
الّا لامواجِ المناجل ِ
حَصّادونَ آخرونَ سيغنونَ في أعيادٍ أخرى
ويجوعونَ..
والبيدرُ الوحيدُ الذي سيلوحُ مكتملاً دوماً
هو قُمامة َ من بكى ومن غنّى
وسفاهة َ من طاردَ بعينيهِ
قُبّرةً مفجوعةً
بعُشٍّ لَفّقتهُ الاساطيرُ
ليسَ ألّا....
ليسَ ألّا هذه الخرافة المستمرّةُ:
تهبُّ الريحَ
ولايبقى غير َ النشيد الوطني والعَلَم
مُهلهَلانِِ في الحقلِ
فُزّاعةَ شؤمٍ
أو مَذرقةً للغربان ....
#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟