أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (89):انفلونزا الاكتئاب!














المزيد.....

ثقافة نفسية (89):انفلونزا الاكتئاب!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 17:49
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



الشائع عن الاكتئاب انه مرض نفسي يصاب به الانسان كما يصاب بمرض في القلب مثلا..وهذا صحيح ولكن ما هو غير شائع اننا قد نصاب بالاكتئاب بعدوى مشابهة للأصابة بالانفلونزا!
لا تستغربوا ولحضراتكم نوضّح بأن الاكتئاب انواع:خفيف،معتدل،حاد،ذهاني،ثنائي القطب.لكن الشائع منه تكون اهم اعراضه: الشعور بالحزن ،النكد،الضجر ،السأم،العزلة النفسية عن الناس،ضعف الشهية،اضطراب النوم،الأرق،الشعور بعدم القيمة،انعدام الثقة بالنفس،التأنيب المستمر للذات...
والسبب الرئيس للأكتئاب هو الفقدان..وتحديدا،فقدان شخص عزيز أو احبة كانت تربطهم علاقات حميمية..ولهذا شكلت الحروب والنزاعات اهم مصدرين لشيوع اعراض الاكتئاب..ما يعني ان العراقيين هم اكثر الشعوب التي تشيع فيها اعراض الاكتئاب بسبب شدة وبشاعة الحروب والفواجع التي شهدوها على مدي اكثر من ثلاثين عاما..وليس صحيحا ما خرجت به بعض الدراسات (العالمية!)بأن نسبة الاكتئاب في المجتمع العراقي هي مشابهة لمثيلاتها في مجتمعات العالم..السويد مثلا!..وهي نتيجة لا يهضمها عقل ولا يستوعبها منطق!
وما يعنينا هنا،ان احد اهم اعراض الاكتئاب هو التشاؤم من المستقبل،فالمكتئب لا يرى في المستقبل املا..اذ هو يكون اشبه بمن يدخل نفقا مظلما لا ضوء في نهايته..فيتولد لديه اليأس..الذي يوصله الى حالة الشعور بالعجز..اي يصاب بشلل الارادة وعدم القدرة على تغيير حاله،سلوكه،مزاجه،،علاقاته بالآخرين..فتتعطّل لديه،تطلعاته،اهدافه،احلامه،معنى وجوده..وتموت حياته سريريا..تماما كالمريض الذي يتعطّل دماغه فيموت سريريا.
وما نخشاه على جيل كامل من الأطفال العراقيين أن بدايات الاكتئاب تأتي من كثرة الشكوى والتذمر في بيوتهم.فأنت اذا دخلت بيوت العراقيات..فستجد الاف الامهات..هنّ من هذا الصنف.تستيقظ الأم في الصباح بوجه نحت الزمن على تضاريسه الحزن والأسى والحسره..وكأنه لوحة رسمها (فان كوخ)،او مأتما يروي للناظر فاجعته،لاسيما في ليالي الشتاء الطويلة (والشوارع غركانه..والناس زهكانه) والحياة كلها منغصات..وتروح الأم (الجزعانه) تروي لطفلتها فلم حياتها بتراجيديا كربلائية.والمشكلة أن الطفلة بهذا العمر..لا تعرف معنى الحياة..وليس لديها منظور للكون والناس والاحداث.مصدرها المعلوماتي الوحيد،هو امها..المفجوعة بأحداث ماض كارثي..وحاضر صار جلسات نسائية لاستحضار فواجع الماضي واللطم على بؤس الحاضر.
والطفلة تراقب امها..تتوجع..تسألها:
- ليش ماما..انت حزينة؟
فتجيبها: (وليش اكو شي بالدنيا يفّرح..الحياة هالشكل ماما..كلها مشاكل..وياريت ماجيت للدنيا).وتروح تنعى لها بشجن ما حلّ بها من فواجع من غير ان تدرك ان كلامها هذا كرذاذ المصاب بالانفلونزا، ينقل اليها عدوى الاصابة بالاكتئاب.
هذا ما نريد أن ننبه أمهاتنا الطيبات والأسرة العراقية الكريمة اليه:ان الاكتئاب في كثير من الحالات ليس مرضا نفسيا ينشأ من داخل المصاب به،بل مكتسب بعدوى من آخرين في مقدمتهم انتنّ سيداتي والآباء ايضا.ولكم نقول: اذا كان زمنكم قد احاله الطغاة الى فواجع وكوارث وكنتم على تغييره عاجزين،فان زمن اطفالكم صار يصنعه العراقيون وهم على تغييره قادرون ،فلا تعدونهم باكتئابكم ،فهم نحو حياة تشيع فيها الأفراح والمسّرات..مقبلون!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الابداع والمبدعين في العالم العربي(موجز ورقة)
- اهداء مخطوطة بيد الدكتور علي الوردي الى كلاويز
- المؤتمر العلمي العربي العاشر لرعاية الموهوبين والمتفوقين(تقر ...
- ثورة الحسين ..دروس للحكام والشعوب
- العراقيون..اصعب خلق الله
- شيزوفرينا العقل السياسي- نظرية عراقية!
- معنى الحياة
- التعرض المخلّ بحياء المرأة
- العلمانيّون والدينيّون..هل يلتقيان؟!
- ثقافة نفسية (98):عمر الحب بعد الزواج ..ثلاث سنوات!
- العراقيون..والأحزان..تحليل سيكوبولتك
- ثقافة نفسية(91): حذار من الحبوب المنوّمة!
- ذاكرة التاريخ..بين بغداد واسطنبول
- استذكار..عن ليلى العطار
- الضمير العراقي..الى أين؟
- العراقيون..وكراهة الحاكم - تحليل سيكوبولتك
- روح فهمه للديج!
- كيد النساء..و..جواد سليم
- الفساد في العراق - الأسباب والمعالجات
- ثقافة نفسية(90):تفسير الألوان


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية (89):انفلونزا الاكتئاب!