محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 23:43
المحور:
الادب والفن
مَعَ إرْهابِيّة
هِيَ ذي غِنائِيّةُ نُعاسي
كانَتِ الْمَطرَ الأوّلَ.
لا زِلْتُ أذكُرُ الْمَشْهَدَ :
كانَ ثَمَة سَحالي تتَواثَبُ
كانَ لَها جَيْشُ أريجٍ
ووُحوشٌ مِنَ الْغابَةِ.
كانَتْ تُطارِدُني
مَرّةً بالأجْراسِ بِالعَناكِبِ
ومَرّةً بالشِّباك.
يا لُغَةَ الْجَبَروتِ
ماذا تُريدينَ مِنّي ..
أيّةُ خَطيئَةٍ ارْتَكبْت ؟
اسْتَدْرجَتْني الْوَضاءَةُ
إلى كوخِها ولَمْ
تكْتَفِ بالْمُلامَسَـِة .
رَضَعْتُ مِنْها الحَليبَ
واسْتَبَحْتُ كُنوزَها
أثْناءَ الْمُغامَـرَة.
اقْتَرَفتُ معَها
الفُجورَ كُلّها..
وأطْبَقَتْ علَيّ
بِكُلِّ الْمَعاصِمِ.
غرَسْنا العِنَبَ عَلى
أُغْنِيَةٍ واسْتشْعَرَ النّهْرُ
الْحَياةَ بِأعْماقِهِ.
حَتى آخِر اللّيْلِ
غُصْنا في رَمادِ
الجغْرافيا الذي كُنّاه.
كَمْ كُنّا جَميلَيْنِ في
تِلْكَ الْخُلوَةِ الفاخِرة.
انْحَنَيْتُ عَلى الشّقائِقِ
ماطَلْتُ الآسَ ..
أطْلَلْتُ عَلى البِئْرِ تحْتَ
بُروقٍ خُضْـر
وَحـَـادَثْتُ
الْمَلائِكَةَ عَنِ الْمَشْهدِ.
كانَ ثَمَة ظِلالٌ
أرْيافٌ وأقاصٍ
أعْشابٌ عِطْرِيّةٌ
بَجَعٌ يَعْـدو..
وَدِلاءٌ فارِغَةْ .
تَذَوّقْنا مُجونَ الكُلِّيّةِ
تَبادَلْنا الفَتْكَ
الأزْرَقَ تَحْتَ الرّايات
نَدَهْنا نِيَـاقَ
الأبْعادِ السّرِّيّةَ في
سَكَراتِنا حَتى
تَجاوَزْنا الْمَغيب .
تَراءَيْنا في
لُجّةِ القُرْمزِ ..
إذْ تَخَطّيْنا الجَسَدَ
الرّجيمَ إلى
الْجِهاتِ الْبيضِ
كانَ السّفَر سَحيقاً
حينَ اقْتَسَمَتْ
مَعي سَريرَ النّص .
وَغَدَوْنا ..
جُزْءاً مِنَ البَحْر.
إلى الآنَ تَلوحُ
لي تِلْكَ الإرْهابِيّةُ
الْباذِخَةُ تَفُكّ
أزْرارَها في
الأبَدِيَّـةِ .
ماذا كُنْتُ
أفْعَلُ مَعَ ذاتِ
الرِّدْفِ الْمَليكِ
وأنا الأعْزَلُ بيْنَ
ثَعاليبِها في
ساحَةِ حَرْب.
م . الزهراوي
أ . ن
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟