ابراهيم زهوري
الحوار المتمدن-العدد: 4292 - 2013 / 12 / 1 - 13:21
المحور:
الادب والفن
لا تُسعِفهُ النايّات...
نَفْحُ خُيولْ
والقلبُ أَخرسْ
إبراهيم زهوري
كانَ يُمكن أَن تراهُ
وحيداً وهو يختار
يُغْدِقُ مِنْ ذُنوبِه
أَمامَ الملأ
قطوف الأَرضِ
ووَرد نبيذِ الطرقاتْ ,
موجة صبحٍ تَتمدد
رَمادُ تماثيل الكتب
قطيعُ ذئابْ ,
أَشجارٌ تَعِبتْ مِنَ قبضة الإِنجاب
نحيب رموشِ الشهوات
قِرطُ جناحين
تهطلُ في زاويةِ الغرفةِ
غيمةً ...
خيطُ خرزٍ يضيءْ
ثيابُ إِناءِ الصلوات
زينةَ نسلِ السهولْ
لِمنْ شاءَ ضميرُ نُصفِ الآلام
أَيتامَ الزّمنِ المكسورْ ..
تسبيحُ أُمي عند الفجر
بيتُ الرضى
أَصابع الإِنشاد
صفصافةَ غَدير عاشقين
نُزهة الحُرّاس فوق هشيمِ أَيامِنا
حُقولُ رَحيلِ النائِحات,
كانَ موزعاً بين القرنفلِ والخرابْ
كانَ وِزْر الحُب
وشمُ خيالٍ عابرْ
سبيلُ "أَلِعازر"
شُبْهَةُ آلاف الصُلْبان
فَمُ طوقِ الصدّى
كراهبِ الأَديرة
يتلّفَعُ بالعُشبِ ويصعد الجبلْ
أَليفاً كغموضِ المراثي...
في المَنْفَى
صهيلُ عهودٍ بائدة
سِراجُ صَخب
غيبوبة شمس القّيامةِ
دليلُ الوقتِ في جَسدْ
تَفْرُطُ عناقيدَ بصيرَتِها
وتَقتَفي الأَثرْ
لايُكذِّبه البُهْتان
ولا في العَراء
مِزْقُ مِحَن ,
خُطّى الأَقوال المأْثورَة
أَنقاضُ المدنِ الآتية منَ الحربْ
خلاخيل مُهرته الراكِضة
كهفُ أَجراسْ
لا يُساوي في العَدّم
صوتَ الملائِكة
كانَ مثلُ شكوى النَّحلْ
طريقُ الحَرير في الشعرِ الجَّاهلي
في اللحظةِ الغابِّرة
يقينَ رعود
نهرُ سكينة
أَقبيةَ نفسي الأَمّارة بالسوء
أَثقلُ مِنْ ذراعِ الروحْ ,
ليلُ اليَتّامى
أَزهارُ البَحر الميّت
طواف الأُفول
مِنجلُ الريح
صرّيرُ البيوت
صرخة الأُرْجوان في ثياب ِالبرابِّرة
وماتَبقى مِنْ مُفترق البرّاءة
مَربّط الجُنون
كانَ على الأَقل
شُرفة امرأَة مسَّها الماء
أَيقونة الشفتين
ميعادُ آخر الدُّنيا
تراب الجثَّثِ البالية
أَنامل جِرار العسل
زينة كتاب النهار
هاجِسُ سقف المطر
هزائم وطنٍ يتأَملْ
لا يَحْتَمله في الرمْضاءِ
خُبز المُخّيم ,
يهوي صيّادُ الكلام
مهترئاً كأَحذية الرُعاة
سيظلُ يَغط في الكآبةِ هكذا
بينَ نَخَبِ الزَوال
بلاد الله الواسعة
رؤيا الرجوع
وحديثُ مملَكةِ الفُقَراء
بِساطُ رحيلٍ أَزرق
نَعْشُ حليب الأُمّهات
وأَشباحُ غُرفة الإِيجار .
مخّيم النيرب - حلب
22 /11/2013
#ابراهيم_زهوري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟